الجمعة الـ15 لمسيرة العودة بغزة.. 5 مشاهد وإصرار على الاستمرار
الهيئة العليا لمسيرة العودة أكدت استمرار الجهود لكسر الحصار واسترداد الأرض والمقدسات والحرية وتقرير المصير.
وسط أهازيج الفرح والهتافات الوطنية، انتزع الشبان الفلسطينيون مقاطع كبيرة من السياج الشائك شرق خان يونس، جنوب قطاع غزة، ليسحبوه إلى وسط مخيم العودة في الجمعة الـ15 لمسيرات العودة.
نزع الأسلاك الشائكة
عبر أربعة محاور، تمكن الشبان من التسلل زحفاً إلى السياج ليربطوه بالحبال، ثم بدأت عملية السحب وسط تنافس المجموعات الشبابية، وأجواء لا تخلو من المخاطرة في ظل إطلاق الرصاص وقنابل الغاز من قوات الاحتلال.
يقول أبو عيسى من وحدة قص السلك لـ"العين الإخبارية": "هذه أرضنا، وليس من حق الاحتلال أن يضع أسلاكه الشائكة، وسننتزع هذه الحدود والأسلاك مهما كلفنا من تضحية".
وتضع قوات الاحتلال سياجاً شائكاً لولبياً على بعد عشرات الأمتار من السياج الحدودي، وكثير ما ينتزع الشبان السلك الأول ويصلون إلى السياج الثاني الذي تتمركز خلفه قوات الاحتلال.
مشاركة بلا فتور
في مسرح المواجهات، على خط التماس الأول، لا يبدو أن الشبان يتراجعون أو يصابون بالفتور، مع مرور 15 أسبوعاً على انطلاق تظاهراتهم، والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 144 وإصابة قرابة 16 ألف آخرين، منهم عشرات المعاقين.
فصهيب، 35 عاماً، الذي بترت ساقه في الجمعة الأولى، تقدم لمنطقة المواجهات مستنداً على عكازه، ولسان حاله "لن نتراجع، ماضون حتى نحقق أهدافنا".
أما محمود، الذي كان مصاباً في رجله اليمنى، فنالته رصاصة جديدة هذا اليوم في رجله اليسرى، لينقل للعلاج في المستشفى الميداني.
الطائرة المسيرة وقنابل الغاز
وفي غمرة التظاهر، تأتي من جهة الحدود الطائرة المسيرة سوداء اللون، وتقف في سماء المنطقة، خبرة المتظاهرين في التعامل معها خلال الأسابيع الماضية دفعتهم للتراجع، وما هي إلا لحظات حتى تسقط العديد من قنابل الغاز.
يقول عادل (37 عاماً) وهو متظاهر دائم لــ"العين الإخبارية": "هذه الطائرة تطلق 12 قنبلة على دفعتين، وعادة تسقطها في المنطقة الخلفية (وسط الجمهور) ويتوزع أثرها في مكان كبير".
ويؤكد الباحث الحقوقي ياسر عبدالغفور أن قوات الاحتلال تواصل استخدام القوة المميتة والمفرطة ضد المتظاهرين السلميين شرق قطاع غزة للأسبوع الخامس عشر على التوالي.
وقال عبدالغفور إنه وفي توثيق مؤسسته لا يوجد أي مبرر أمام الاحتلال لإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز بأنواعها المختلفة ضد المتظاهرين الذين ينادون بشكل سلمي بحق العودة وكسر الحصار.
بالونات العودة
من محور آخر في ساحة المواجهات، أطلقت مجموعة من الفتيان والشبان عشرات البالونات التي حملت صور الشهداء وبعضها حمل بشعل نارية، فيما أطلقت المزيد من الطائرات الورقية.
وحوّل الشبان البالونات والطائرات إلى أدوات للمقاومة الشعبية بربط شعل نارية في ذيلها، لتطلق باتجاه الأراضي الخاضعة لسيطرة المستوطنين والاحتلال مشعلة النار بها.
وتقول إسرائيل إن النيران التي اشتعلت في الحقول تسببت بخسائر كبيرة منذ 30 مارس/أذار الماضي تقدر بـ3 ملايين دولار.
حصاد اليوم
وأسفر قمع الاحتلال لمتظاهري العودة خلال اليوم -وفق أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة بغزة -عن استشهاد الشاب محمد جمال أبو حليمة (22 عاماً) جراء إصابته في الصدر شرق غزة، و396 إصابة منها (277 إصابة عولجت ميدانياً في النقاط الطبية وحولت 119 إصابة إلى المستشفيات).
وفي نهاية يوم دامٍ، عاد الهدوء إلى محاور المواجهات، وسط تأكيد من الهيئة العليا لمسيرة العودة باستمرار الجهود كسر الحصار واسترداد الأرض والمقدسات، والحرية وتقرير المصير.
ودعت في بيان لها الفلسطينيين إلى الخروج في مسيرات حاشدة الجمعة المقبل في ذكرى 100 يوم على مسيرة العودة تحت عنوان: "جمعة المائة يوم على المسيرة ودعماً ووفاء لأهلنا في الخان الأحمر".
aXA6IDMuMTM4LjMyLjUzIA== جزيرة ام اند امز