فلسطين.. استشهاد اثنين وعشرات الجرحى من الصحفيين خلال مسيرات العودة
نقابة الصحفيين الفلسطينيين ترصد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الإعلاميين خلال تغطيتهم فعاليات مسيرات العودة الكبرى.
أعلنت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، الخميس، عن مجمل ضحايا الإعلاميين والانتهاكات بحقهم، التي مارستها قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال تغطيتهم فعاليات مسيرات العودة الكبرى التي انطلقت بالتزامن مع الذكرى الـ42 ليوم الأرض، في الثلاثين من شهر مارس/آذار لهذا العام وحتى اليوم.
وقال لؤي الغول، مدير العلاقات العامة في نقابة الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة لـ"العين الإخبارية": "استشهد اثنان من الصحفيين وأصيب 181 آخرون، معظمهم في حالة خطرة، كما تعرض صحفي آخر لحالة بتر، على الرغم من ارتداء أغلب هؤلاء الصحفيين دروع الصحافة والسترة الدولية لحماية الصحفيين، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي لم يحترم خصوصيتهم واستهدفهم بشكل مباشر".
والصحفيان الشهيدان هما: ياسر مرتجي وأحمد أبو حسين، وكان يوسف الكرونز المصور الإعلامي الذي بترت قدمه، بالإضافة إلى الجريح أحمد معمر ونهاد أبو غليون وياسر قديح، ممن صنفت حالتهم بأنهم الأكثر خطورة من بين ضحايا الاعلام، كما يوضح الغول.
وقال الصحفي المصاب يوسف الكرونز، لـ"العين الإخبارية"، إنه تعرض لرصاصتين من النوع الانشطاري والمتفجر، خلال تغطيته جرائم الاحتلال الإسرائيلي على الحدود الشرقية لمحافظة الوسطى من قطاع غزة، كانت الأولى بساقه اليسرى التي بترت بعد رحلة علاج شاقة، وما زال يتلقى العلاج في ساقه اليمنى.
وأشار يوسف إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدفه رغم ارتدائه السترة الدولية لحماية الصحفيين، ولم يتوفر له علاج في مشافي غزة التي تفتقر إلى أغلب التخصصات الطبية، مما اضطر إلى بتر ساقه بعد 25 يوما من المناشدة والمعاناة، دون أي استجابة من الضمائر الحية لمناداته واستغاثته بهم.
وكان أحمد معمر، صحفي مصاب أيضاً، واجه مصير زميله يوسف نفسه، الذي أصيب برصاصة انشطارية أيضا في بطنه وهو يرتدي سترة الصحفيين، رغم وجوده في النقطة الطبية الموجودة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ليسجل الاحتلال الإسرائيلي بذلك انتهاكين في آنٍ واحد، وهما الاعتداء على النقاط الطبية والكوادر الإعلامية أيضا.
وأوضح معمر، لـ"العين الإخبارية"، أنه تم استئصال 30 سم من أمعائه الدقيقة، فضلا عن إصابته بتمزق في الأحشاء الداخلية، بسبب انفجار الرصاصة في جسمه، مُخلفةً أكثر من 10 شظايا تناثرت بداخله، فيما لا تزال شظية أخرى عالقة بأسفل بطنه.
وكانت الصدمة الكبرى له باكتشاف رصاصة أخرى داخل جسمه من طراز 500، بين منطقة الحوض والعمود الفقري، وذلك بعد الإصابة بشهرين، الأمر الذي يجعله معرضا للشلل والضرر التام بوظائف جسده في أي وقت، مشيرا إلى أن إنقاذه يتوقف على العلاج بمستشفيات ألمانيا، إلا أن الحصار وإغلاق المعابر يقف عائقا أمام ذلك.
أما المصور نهاد أبو غليون، فأصيب بشظايا الرصاصة الانشطارية برأسه، خلال تغطيته أحداث النفير المليوني للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بالتزامن مع الذكرى الـ70 للنكبة الفلسطينية، ونقل سفارة الأمريكان إلى مدينة القدس المحتلة، وشهد ذلك اليوم أبشع جريمة بحق المتظاهرين الفلسطينيين خلال مسيرات العودة الكبرى.
وأوضح أبو غليون أنه أصيب بإحدى الشظايا في منطقة العصب السابع في رأسه، التي من الممكن أن تحدث شللا كاملا في عضلات الوجه، وكذلك شظية أخرى في منطقة الأذن الوسطى، مؤكدا أنه ينتظر السفر للعلاج لاستخراج الشظايا المتخللة في مناطق مختلفة من رأسه.
وقال دكتور العظام في مشفى الشفاء بمدينة غزة، إيهاب شرير، لـ"العين الإخبارية": إن الرصاص المتفجر عبارة عن قنبلة متفجرة داخل رصاصة ويزيد حجمها عن الرصاص الحي العادي بمرتين تقريبًا.
وتابع: "تنفجر هذه الرصاصة داخل الجسم ممزقة معها الأنسجة والأوردة والعضلات، فتكون كفيلة ببتر العضو الذي تستهدفه الرصاصة لحظة وجوده في ميدان المواجهات، وقبل أن يصل للمشفى، ومن النادر جدا أن يكون هناك أمل للعلاج سوى البتر مباشرة، مشيرا إلى أن هذا الرصاص باستطاعته اختراق واقي الرصاص في بعض الأحيان".
وتستخدم قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسلحة الفتاكة بأنواعها ضد المتظاهرين السلميين في قطاع غزة، ومن أهمها الرصاصة المتفجرة والانشطارية، التي عدتها محكمة الجنايات الدولية جريمة حرب، بموجب نظام روما، ودعت إلى عدم استخدامها، كما عدتها انتهاكاً للقانون الإنساني والدولي، بالإضافة إلى الغازات السامة والجديدة على ساحة الجرائم الإسرائيلية مثل الغاز الأخضر، وغاز الأعصاب.