الساعات الأخيرة لـCOP 26.. خلاف حول "الأحفوري" ودعم الدول الفقيرة
من الوقود الأحفوري للمساعدات المالية للدول الفقيرة، تواصل 200 دولة جهودها في غلاسكو لانتزاع اتفاق لخفض الاحتباس الحراري في ختام "كوب26".
وتتواصل المفاوضات في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب26) المنعقد في غلاسكو اليوم السبت، حسبما قالت مصادر مشاركة في المحادثات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، بسبب امتداد الجهود للحد من الاحتباس الحراري العالمي، بحيث لا يتجاوز 5ر1 درجة.
وكان من المقرر أن ينتهي مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب26) المنعقد في غلاسكو يوم أمس الجمعة، إلا أن الجدال بشأن صياغة جهود التخلص من أنواع الوقود الأحفوري، وقضايا أخرى، أدى إلى امتداد المحادثات إلى وقت إضافي.
وأوضحت المصادر أنه لن يتم تقديم مسودة جديدة للإعلان النهائي قبل صباح اليوم السبت.
وبعد قمة شارك فيها قادة أكثر من 120 دولة وإعلانات من كل الأنواع من الغابات إلى غاز الميثان، وأسبوعين من المفاوضات الشاقة حول عدد كبير من القضايا المهمة، تم تمديد مؤتمر غلاسكو للمناخ يوما آخر على الأقل لمحاولة "إبقاء حيا" الهدف الأكثر طموحا لاتفاقية باريس أي الحد من ارتفاع الحرارة ب1,5 درجة مئوية مقارنةً بعصر ما قبل الصناعة.
وبعد انتهاء المؤتمر نظريا، حددت رئاسته البريطانية موعدا للاجتماع عند الساعة 8 بعد ليلة أخرى من المشاورات من أجل صيغة ثالثة لنص البيان الختامي، على أمل التوصل إلى اتفاق نهار السبت.
والصيغة الثانية من النص التي نشرت صباح الجمعة لا تلقى أي إجماع بل تثير انتقادات من مختلف الأطراف.
- سلطان الجابر: حلول فعلية للحد من تداعيات تغير المناخ سيقدمها COP 28
- "COP 28".. ملتقى قادة العالم للتصدي لتحديات المناخ
ومحور الخلاف هو المبالغ المخصصة لمساعدة الدول الأكثر فقرا على خفض انبعاثاتها من غاز ثاني أكسيد الكربون والاستعداد لمواجهة العواصف وموجات الحر والجفاف التي تتضاعف. وهذه الدول هي الأقل تسببا بالتغيرات المناخية لكنها الأكثر معاناة من تأثيرها.
ونقلت بي بي سي عن رئيس الوزراء بوريس جونسون، أنه "يجب أن نضع الأموال على الطاولة لمساعدة الدول النامية على إجراء التغييرات الضرورية هذا ما يجب أن يحدث في الساعات المقبلة".
وكانت دول الشمال وعدت في 2009 بزيادة مساعداتها المناخية للجنوب لتصل إلى 100 مليار سنويًا اعتبارا من 2020. لكنها لم تف بعد بوعودها ما زاد من استياء الدول النامية وسط أزمة صحية تزيد من أعبائها. وترى الدول النامية أن الصيغة الأخيرة من النص لا تلبي مطالبها.
وبمعزل عن الـ100 مليار و "الثقة التي فقدت"، وضعت البلدان النامية على الطاولة اقتراحا لإنشاء آلية محددة لتؤخذ في الاعتبار "الخسائر والأضرار"، أي الآثار المدمرة للعواصف والجفاف وموجات الحر المتزايدة.
مسؤوليات واتهامات
يؤكد مراقبون إن هذا لم يجد حتى الآن بسبب معارضة الدول الغنية.
وقالت غابرييلا بوشر من المنظمة غير الحكومية أوكسفام إن "الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يعرقلان هذا الاقتراح".
وأضافت أن "الدول الغنية تعرقل التمويل عن الخسائر والأضرار في كل مرحلة منذ بعض الوقت".
كما يتهم الجنوب الدول المتقدمة بأنها تريد إجباره على بذل المزيد من الجهد لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري مع أنه غير مسؤول عن تغير المناخ.
وقال ممثل بنما خلال الجلسة العامة أمس الجمعة، إن "كل ما نطلبه منكم هو الوفاء بوعودكم والاعتراف بمسؤولياتكم في التسبب بهذه الأزمة، لا أكثر ولا أقل".
وفي محاولة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، يدعو النص المؤقت للرئاسة البريطانية الدول الأعضاء إلى رفع التزاماتها بخفض الانبعاثات بشكل أكثر انتظاما مما تنص عليه اتفاقية باريس، اعتبارا من 2022.
وأضيفت إلى الصيغة السابقة عبارة تتعلق بإمكانية إجراء تعديلات "لظروف وطنية خاصة" ما أثار انتقادات المنظمات غير الحكومية حول الطموح الحقيقي للدول للحد من ارتفاع درجات الحرارة.
وعلى الرغم من الالتزامات الجديدة بالموعد النهائي 2030 التي تم الإعلان عنها قبل مؤتمر الأطراف وبعد بدئه، ما زال العالم في طريقه إلى ارتفاع "كارثي" في درجة الحرارة يبلغ 2,7 درجة مئوية، حسب الأمم المتحدة، بينما يسبب ارتفاع قدره 1,1 درجة مئوية زيادة في الكوارث اليوم.
الوقود الأحفوري
والقضية الحساسة الأخرى في قلب المفاوضات هي الوقود الأحفوري السبب الرئيسي للاحتباس الحراري.
فبينما لم تأت اتفاقية باريس على ذكره، ينص المشروع الأخير للبيان الختامي - وهو نص مخفف بالمقارنة مع الوثيقة الأولى - على الحد من تمويل هذا القطاع. لكنه لم يرض أحدا.
aXA6IDEzLjU4LjE2MS4xMTUg جزيرة ام اند امز