بالصور.. الحوثي يعيد صنعاء إلى عصر الحطب
تلاعب مليشيا الحوثي الإيرانية بأسعار أسطوانات الغاز وكمياتها المطروحة شلّ الحياة اليومية واضطر السكان إلى العودة للحطب
بعد أزمة انقطاع الكهرباء، تواجه العاصمة اليمنية صنعاء أزمة غير مسبوقة في غاز الطهي والوقود شلَّت الحياة اليومية ودفعت بالسكان للاعتماد على الحطب.
وأثارت أزمة الغاز المنزلي، سخطا واسعا في الشارع اليمني بصنعاء، لتنتظم الاحتجاجات شوارع صنعاء و أمام مقرات مليشيات الحوثي الموالية لإيران، على الرغم من القبضة الأمنية المتزايدة منذ انتفاضة صنعاء العروبة في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ابتزاز حوثي للتجار
تفجرت أزمة الغاز بعد أن حوّلت مليشيات الحوثي السكان في المناطق الخاضعة لها إلى مجرد سلعة، حيث تقوم بالتلاعب بأسعار الأساسية والخدمات بشكل شبه أسبوعي، وإخفاء الخدمات بشكل نهائي، لإجبار الشارع على القبول بتوفيرها بأسعار مضاعفة.
ومع تقلص الإيرادات في المناطق الخاضعة لهم، قام الحوثيون بمضاعفة سعر غاز الطهي، ليبلغ سعر الأسطوانة عبوة 20 كجم 8 آلاف ريال يمني، ما يعادل 17 دولارا، بزيادة 5 آلاف ريال عن السعر المعمول به في السابق، والبالغ 3 آلاف ريال.
وقال مالك أحد محطات الغاز بصنعاء لبوابة "العين" الإخبارية، إن مليشيات الحوثي قامت بفرض ضرائب مهولة على تجار الغاز خلال الأسابيع الأخيرة، ما جعلهم يلجؤون إلى رفع سعرها في السوق".
وذكر التاجر الذي رفض الكشف عن هويته لاعتبارات أمنية، أن الحوثيين قاموا باعتقال أكثر من 100 تاجر لمادة الغاز بعد رفض الشروط الحوثية بالضرائب الجديدة، وفضلوا الإغلاق بدلا عن المتاجرة بمعاناة السكان.
ويصل الغاز إلى صنعاء والمناطق الخاضعة للحوثيين من حقول صافر في محافظة مأرب، شرقي العاصمة، ووفقا لمصادر تجارية، يبلغ سطر الأسطوانة الواحدة عند شرائها من مأرب 1200 ريال فقط "ما يعادل 3 دولارات".
ولا تشهد المناطق الخاضعة للشرعية أي أزمة في الغاز المنزلي، ويتراوح سعر الأسطوانة في المحافظات الجنوبية والشرقية، ما بين 1500 إلى 2000 ريال يمني.
وقال محمد السعيدي، وهو من سكان العاصمة صنعاء لـ" العين" الإخبارية: "نحن أصبحنا مجرد رهائن في أيدي مليشيا تعبث بأرواحنا بإصرارها على الاستمرار في الحرب، والعبث بقوت حياتنا و تحويلها الناس إلى مجرد مصدر للإثراء".
شلل للحياة العامة بصنعاء
ألقت الأزمة الجديدة لمادة الغاز المنزلي بظلالها على صنعاء أكثر من أي أزمات سابقة، فعلاوة على ظهور طوابير طويلة من السكان أمام المحطات المغلقة بانتظار وعود حوثية بانفراج الأزمة، تحولت العاصمة إلى مدينة أشباح.
وتعمل غالبية سيارات الأجرة وحافلات النقل الصغيرة في صنعاء بالغاز، ومنذ بدء الأزمة، وجد الآلاف أنفسهم يركنون مركباتهم إلى أجل غير مسمى.
وتقول إحصائيات صادرة عن إدارة شرطة السير، إن هناك أكثر من 60 ألف سيارة تعمل بالغاز في صنعاء.
ووفقا لمالكي سيارات الأجرة، فقد دفع الانتشار غير المسبوق للسيارات التي تعمل بالغاز، مليشيا الحوثي إلى تعويمه، ورفع سعره عدة أضعاف، من أجل جني المزيد من الإيرادات لتمويل جبهات الحرب.
وقال سائق حافلة أجرة لـ" العين الإخبارية": "يريدون اغتيال المواطن فقط ورفع تسعيرة الأجرة على طلاب الجامعات والمدارس إلى 3 أضعاف، في وقت ليس لدى الناس أي مصادر دخل، وهذه جريمة بكل المقاييس".
وبالإضافة للشوارع التي بدت خالية، أجبرت أزمة الغاز عشرات المطاعم على إغلاق أبوابها أمام الزبائن فيما قام البعض برفع تسعيرة المأكولات إلى الضعف.
وكان "الحطب" هو الحل المتاح لعدد من المطاعم والتي لجأت إلى استبدال الغاز بالأحطاب ولكن بأسعار مرتفعة.