ملتقى الفجيرة الإعلامي يناقش الحراك المعرفي ومد جسور الحوار
فعاليات الدورة الثامنة لملتقى الفجيرة الإعلامي تنطلق بمشاركة نخبة من الإعلاميين والباحثين
انطلقت، الثلاثاء، فعاليات الدورة الثامنة لملتقى الفجيرة الإعلامي الذي تنظمه هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، بمشاركة نخبة من الإعلاميين والباحثين من نحو 20 دولة عربية وأجنبية لمناقشة موضوع "الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي".
وفي كلمته الافتتاحية للملتقى، قال حمدان بن كرم الكعبي، مدير عام هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، "إن الملتقى في دورته الثامنه يسعى لتكريس تجربته المهنية والأكاديمية والتي بدأت منذ انطلاقته الأولى، والذي يجدر الإشارة للجهود التي بذلها جميع الاخوة ممن كانت لهم بصمة في ترسيخ أهدافه وأسسه" .
وأوضح الكعبي "إن سعي الملتقى كان ومازال منهجياً ولا يخرج عن دائرة البحث وخلق الحراك المعرفي ومد جسور الحوار، ولقد تمثل ذلك في اختيار محور الدورة الحالية، حيث كان الهدف الخروج بمحصلات ونتائج تخدم الحركة الاعلاميه أينما كان لها الاثر الفاعل، ولعل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي عنوان يحمل في طياته معاني كبيرة في متون الثقافة والاعلام، ونستقي منه الجديد في التعريف والتوصيف لما آل اليه الاعلام وما اعترى مشهده" .
وأشار مدير عام هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام إلى أن اختيار محور الدورة الحالية هدفه الخروج بنتائج تخدم الحركة الإعلامية والثقافية أينما كان لها الأثر الفاعل.
من جهته، قال منصور إبراهيم المنصوري، مدير عام المجلس الوطني للإعلام: "نحن أمام إعلام جديد شكلا ومضمونا.. تقع علينا مسؤولية رسم السياسات المساهمة في تطوير المجتمعات".
وأضاف المنصوري "نقف اليومَ أمامَ مرحلةٍ جديدةٍ في قطاع الإعلام، عنوانُها التواصلُ والتفاعلُ مباشرةً بين الناشر والمتلقي، فبالرغم من سنواتِه القليلة، فإن الإعلامَ الرقمي غيَّر من المشهدِ وفرض أدواتِه وميزاتِه على واقِعِنا ليضيفَ عناصرَ جديدةً إلى معادلةِ التواصل، فالكلُّ اليومَ صحفي، والمعلومةُ لم تعدْ حكراً على وسيلةٍ دون أخرى، فالسرعةُ والانتشارُ وقوةُ التأثيرِ أصبحت عناصرَ أساسيةً في مشهدِنا الإعلامي".
وبين "هذا الواقعُ الجديدُ شكَّلَ تحدياً وجودياً للإعلامِ التقليدي، وخاصةً الصحفَ الورقيةَ وقلَّلَ من قدرتِها على المنافسةِ والانتشار، بل من قدرتِها على البقاءِ والاستمرار".
وأشار المنصوري قائلا " نقفُ عند دلائلَ عديدةٍ على تراجعِ جاذبيةِ الإعلامِ التقليدي، باعتباره مصدراً أساسياً للمعلوماتِ والأخبار، حيث أعلنت صحيفةُ "الإندبندنت" البريطانيةُ العريقةُ أن عدَدَها الورقيَّ الصادرَ في 26 مارس 2016 هو آخرُ إصدارٍ ورقيٍّ لها، في خطوةٍ تؤكدُ مدى التأثيرِ الذي فرضته وسائل الإعلام الجديد، سواءٌ وسائلُ التواصلِ الاجتماعي أو الإعلامُ الجديدُ بكافةِ مكوناتِه".
مضيفا "وليس بعيداً عن المملكةِ المتحدة، كان المشهدُ في وسائلِ الإعلامِ التقليديةِ في الولاياتِ المتحدةِ أكثرَ وضوحاً، فبحسبِ الأرقامِ التي نشرتْها وزارةُ العملِ الأمريكيةُ مؤخراً، تراجع عدَدُ موظفي الصحفِ المطبوعةِ بنسبةِ 57.8 % في الفترة ما بين عامي 2001 و2016، وذلك بالتزامنِ مع إلغاءِ 238 ألفَ وظيفة، وانخفاضٍ بنسبةِ 18% في عددِ الشركاتِ العاملةِ في نشرِ وطباعةِ الصحفِ الورقية".
وأكد مدير عام المجلس الوطني للإعلام أن التأثير لم يقتصر على الصحافةِ الورقية فقط، إذْ أشارتِ الأرقامُ إلى انخفاضٍ عددِ العاملين في الإذاعات والمجلات أيضاً. أما التلفزيونُ فيشهدُ تأرجحاً بين الزيادةِ والنقصانِ بنحو 13%.
وأوضح المنصوري أن مشهدُ الإعلامِ الإلكتروني والاجتماعي كان مختلفاً تماماً، حيث شهدتْ قنواتُه المتعددةُ قفزاتٍ نوعيةً، وحققتِ انتشاراً واسعاً جعلها مصدراً أساسياً لدى الكثيرِ من فئاتِ المجتمعِ لمعرفةِ التطوراتِ والاطلاعِ على آخرِ المستجدات، أكد قائلا "يعودُ هذا الانتشارُ الواسعُ لوسائلِ الإعلامِ الإلكترونيةِ والاجتماعيةِ إلى ارتفاعِ عددِ الأفرادِ المتصلين بشبكةِ الإنترنت في العالمِ ووصولِه إلى نحو أربعةِ ملياراتِ شخص، مع انضمامِ ما يزيدُ على مليونِ مستخدمٍ جديدٍ يومياً لهذه الشبكةِ العالمية".
ولفت إلى أن هذا الانتشار الواسع لشبكةِ الإنترنت انعكس على عددِ مستخدمي مواقعِ التواصلِ الاجتماعي، الذي تجاوز 2.7 مليارِ مستخدم، الأمرُ الذي يعزِّزُ من قدرةِ هذه المواقعِ على التأثيرِ الجذري في قطاعِ الإعلام.
وفي مداخلته، نوه عثمان العمير رئيس تحرير موقع إيلاف بقدرة وسرعة وسائل الاتصال الحديثة من إيصال الرسالة الإعلامية لأكبر عدد ممكن من الجمهور أينما وجدوا، مما ساهم في تغيير مسار التاريخ والحقيقة.
وبين أن الإنترنت لم تلغ الصحافة كما يتم ترديده لكن من الضروري أن تركز المؤسسات الإعلامية على عنصر المصداقية والموضوعية في نقل الأخبار لضمان استمراريتها وجلب الجمهور.
aXA6IDMuMTUuMTg2LjU2IA== جزيرة ام اند امز