تفاصيل مقتل حسن نصر الله.. كيف تم التخطيط والتنفيذ؟
أعدت إسرائيل منذ سنوات لتوجيه ضربة قاصمة لحزب الله غير أن الفرصة السانحة كانت في الأسابيع الأخيرة وأهمها في الأيام الأخيرة.
فبعد ضربات "بيجر" وأجهزة الاتصال واغتيال الصف الأول من وحدة الرضوان، وحدة النخبة في حزب الله، اعتبرت إسرائيل أن الفرصة باتت سانحة لتوجيه الضربة الأكبر وهي قتل نصر الله.
طريقة التخطيط والتنفيذ لمقتل حسن نصر الله
بعد إعداد المخططات من قبل الجيش وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تم وضعها على طاولة المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي "الكابينت"، مساء الأربعاء، الذي صادق عليها.
أعطى "الكابينت" تفويضا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت لتنفيذ العملية وللمفارقة فإنه لم يتم تسريب القرار.
ولمزيد من التضليل لحزب الله فقد أعلن نتنياهو المغادرة الى الولايات المتحدة الأمريكية، مساء الأربعاء، رغم أنه كان من المقرر مغادرته الخميس إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لإلقاء خطاب يوم الجمعة.
وقبل وقت قصير من دخول نتنياهو إلى قاعة الأمم المتحدة لإلقاء خطابه وصلت المعلومة الذهبية بأن نصر الله دخل مع عدد من قادة الحزب إلى المقر الرئيسي للحزب في الضاحية بالعاصمة بيروت فصادق مباشرة على تنفيذ العملية.
في نفس الوقت كان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي ورئيس سلاح الجو تومر بار في "حفرة" قيادة سلاح الجو في "الكيريا" بتل أبيب يتابعون التحرك في بيروت.
صدرت التعليمات إلى الطائرات التي كانت جاهزة في سماء بيروت مزودة بالصواريخ المطلوبة.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: "كان قد أذن بالعملية قبل ساعات قليلة، بعد معلومات استخباراتية دقيقة حول موقع نصر الله في حي الضاحية في جنوب بيروت، لكن سلاح الجو كان مستعدا بالفعل لمثل هذه العملية".
وأضافت: "في ضوء المعلومات الاستخباراتية حول موقع نصر الله، أطلقت الطائرات المقاتلة التي كانت على أهبة الاستعداد في السماء اللبنانية عدة قنابل خارقة للتحصينات إلى مجمع عميق تحت الأرض".
عملية «ترتيب جديد»
وأطلق الجيش الإسرائيلي على هذه العملية بـ«ترتيب جديد».
وتابعت الصحيفة: "أطلقت الطائرات المقاتلة التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي عدة قنابل خارقة للتحصينات، من النوع المماثل لتلك التي أسقطها الجيش الإسرائيلي على أنفاق حماس في قطاع غزة، على مجمع من المباني التي كان وفقا للتقديرات العسكرية، الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يقيم تحتها".
وكشفت النقاب إنه "في الواقع، أعد سلاح الجو الإسرائيلي الأسبوع الماضي حزمة صيد موقوتة تعمل على مدار الساعة في جميع أنحاء لبنان، مع توفر فوري للطائرات المقاتلة المسلحة في الجو من أجل القضاء على كبار مسؤولي حزب الله في كل نافذة تفتح وأي معلومات استخباراتية تقفز".
وقالت: "الآن، يمكن الافتراض أن هذا كان هو الحال أيضا مع نصر الله، الذي كان في مرمى أنظار إسرائيل بعد أن أظهر المزيد من المشاركة العملياتية في الإدارة العسكرية لحزب الله في الأيام الأخيرة، بعد أن تضررت سلسلة قيادته ذات الخبرة أو تم القضاء عليها في عملية السهام الشمالية في الأيام الأخيرة".
ذخيرة خاصة لقتل زعيم حزب الله
وتشير الصحيفة إلى أن "مخبأ نصر الله كان عميقا تحت الأرض، لذلك تم اختيار الذخيرة الخاصة، القادرة على اختراق أعماق الأرض وهناك إلى نقطة محددة تم اختيارها".
وقالت: "يمكن تقييم ذلك من خلال مراقبة أعمدة النار الناتجة عن تأثير القنابل على الأرض - إلى جانب حقيقة أن المباني المجاورة لم تتضرر إلا بالكاد".
وأضافت: "في الواقع، تم تنفيذ الخطة الاستخباراتية والعملياتية بشكل جيد وفقا للخطة، بما في ذلك عمق القنابل التي اخترقت والنقاط التي أراد سلاح الجو الوصول إليها، والمفهوم هو أنه لو كان نصر الله هناك بالفعل كما افترضوا، لما نجا".
ومن جهتها، قالت القناة 12 الإخبارية الإسرائيلية: "تمت الموافقة على الهجوم من قبل "الكابينت" في وقت سابق من هذا الأسبوع وتم التخطيط له مسبقا، وانتظرت مؤسسة الدفاع اجتماعا لقادة حزب الله - ثم وافق نتنياهو على الهجوم".
وأضافت: " بدأ نضج العملية في الـ24 ساعة الماضية، وتم شحذه في الساعات الأخيرة قبل الهجوم".
وتابعت: "وقبل وقت قصير من خطاب الأمم المتحدة، وصلت معلومات استخباراتية تفيد بأن نصر الله وصل إلى المقر في بيروت، ووافق نتنياهو على العملية وغادر للتحدث".
aXA6IDMuMTM1LjI0Ny4xNyA= جزيرة ام اند امز