هل يعجل مقتل نصر الله بنهاية حزب الله؟
أكد خبراء أن مقتل زعيم حزب الله اللبناني من شأنه مفاقمة المتاعب التي تعيشها الجماعة في ظل الضربات المتكررة للجيش الإسرائيلي.
ويعتقد الخبراء أن استبدال نصر الله سيشكل أكبر تحدٍ يواجهه حزب الله، بعد سلسلة من الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي قتلت كبار قادة حزب الله وأثارت تساؤلات حول أمنه الداخلي، بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
هل يمكن أن يعجل مقتل حسن نصر الله بنهاية حزب الله؟
قال مهند حاج علي، نائب مدير الأبحاث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت، إن مقتل نصر الله: "سيتغير المشهد بأكمله بشكل كبير، فقد كان الغراء الذي أبقى على تماسك منظمة واسعة".
حزب الله، الذي أسسه الحرس الثوري الإسلامي الإيراني في أوائل الثمانينيات لمحاربة إسرائيل، هو أيضًا حركة اجتماعية ودينية وسياسية كبرى للمسلمين الشيعة اللبنانيين، كان نصر الله محورها والمحرك الأساسي لها.
وقال حاج علي: "لقد تحول نصر الله إلى شخصية أسطورية للشيعة اللبنانيين".
تولى نصر الله زعامة حزب الله عندما قتلت إسرائيل سلفه، وكان معرضًا لخطر الاغتيال باستمرار منذ ذلك الحين.
أما لينا الخطيب، الزميلة المشاركة في معهد تشاتام هاوس للسياسة في لندن، والتي تحدثت أيضًا قبل تأكيد إسرائيل لوفاة نصر الله: "لن ينهار حزب الله إذا قُتل نصر الله، لكن هذا سيمثل ضربة كبيرة لمعنويات المجموعة. كما سيؤكد على تفوق إسرائيل الأمني والعسكري وقدرتها على الوصول إلى أي من قياداته".
تأثير مقتل نصر الله على القدرات العسكرية لحزب الله غير واضح أيضاً. فقد تبادلت إسرائيل وحزب الله إطلاق النار لمدة عام عبر الحدود اللبنانية في أسوأ صراع بينهما منذ عام 2006. وبدأ حزب الله إطلاق النار على إسرائيل في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، بعد يوم واحد من قيام حماس بمذبحة راح ضحيتها نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة في جنوب إسرائيل.
وقالت الخطيب: "سترغب إسرائيل في ترجمة هذا الضغط إلى وضع جديد يكون فيه شمالها آمناً، لكن هذا لن يحدث بسرعة حتى وإن تم القضاء على نصر الله".
وقال فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد: "أعلنت إسرائيل الحرب. إنها حرب شاملة، وإسرائيل تستغل هذه الفرصة للقضاء على هيكل القيادة وتدمير البنية التحتية لحزب الله".
وأضاف "إنهم يكسرون قوة حزب الله. وأضاف جرجس: "ليس من الضروري قتل كل أفراد حزب الله، لكن إذا دمرت بنيته القتالية وأجبرته على الاستسلام فإن ذلك يفقده مصداقيته".
خليفة نصر الله المحتمل
قال فيليب سميث، الخبير في شؤون الميليشيات الشيعية، إن أي زعيم جديد يجب أن يكون مقبولاً سواء داخل المنظمة في لبنان ولدى داعميها في إيران أيضا.
وقال المصدر المقرب من حزب الله إن الرجل الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه وريث نصر الله، هاشم صفي الدين، لا يزال على قيد الحياة بعد هجوم يوم الجمعة.
صفي الدين، الذي يشرف على الشؤون السياسية لحزب الله ويشارك في مجلس الجهاد التابع للجماعة، هو ابن عم نصر الله ورجل دين أيضا يرتدي العمامة السوداء.
صنفته وزارة الخارجية الأمريكية كإرهابي في عام 2017 وفي يونيو/ حزيران هدد بتصعيد كبير ضد إسرائيل بعد مقتل قائد آخر لحزب الله. وقال في الجنازة: "دع (العدو) يجهز نفسه للبكاء والعويل".
وقال سميث إن نصر الله "بدأ في منحه عددا من المناصب داخل مجموعة متنوعة من المجالس المختلفة في حزب الله اللبناني. وكان بعضها أكثر غموضا من غيرها.
وأضاف سميث أن الروابط العائلية لصفي الدين والشبه الجسدي مع نصر الله وكذلك مكانته الدينية كانت كلها عوامل تصب في مصلحته.