الحفاظ على البيئة على طاولة نقاش "مجالس المستقبل"
المشاركون في الجلسة ناقشوا الفرص والتحديات المستقبلية للحفاظ على التنوع على كوكب الأرض في ظل التغير المناخي.
بحثت مجالس المستقبل العالمية سبل الحفاظ على استدامة الكوكب كمكان صالح للحياة، في جلسة بعنوان "التنوع الحيوي لكوكب الأرض وكيفية الحفاظ عليه" عقدت ضمن فعاليات الدورة الـ4 لاجتماعات مجالس المستقبل العالمية.
وناقش المشاركون في الجلسة الفرص والتحديات المستقبلية للحفاظ على التنوع على كوكب الأرض في ظل التغير المناخي الذي يؤدي كل يوم إلى مزيد من الأخطار التي تحيط بالكوكب.
وشددوا على ضرورة وضع السياسات والتشريعات الحكومية، وتحقيق التغيير المنشود في سلوك البشر حفاظاً على البيئة، وحتى لا نفقد فرصة العيش على كوكب الأرض كمكان آمن.
أدار الجلسة ماكسويل هول المسؤول الإعلامي بوسائل البث والبرامج في المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي استهل النقاش بالإشارة إلى حقيقة وجود مليون كائن حي مهدد بالانقراض اليوم.
فيما تحدّث كارلوس مانويل رودريجز، وزير البيئة والطاقة في كوستاريكا، عن الواجب الأخلاقي لحماية الطبيعة، مؤكداً أن بني الإنسان ليسوا أقوى منها، وإنما الصنف الأقوى فيها، وما نشهده اليوم من تلويث وخسارة للكائنات الحية هو في الحقيقة تأثير على منظومة حياتنا.
وأضاف وزير البيئة والطاقة الكوستاريكي أن 50% من دول العالم تعيش حالة سلبية في كثير من الأمور التنظيمية، وما نحتاجه فعلاً هو حوكمة سليمة في ظل زيادة إنتاج الوقود الأحفوري على حساب الطبيعة والبيئة.
وأشار إلى أن كوستاريكا كانت دولة أقل نمواً، لكنها اليوم تتفوق على الولايات المتحدة الأمريكية في "مؤشر السعادة لتأثير أقل على البيئة".
وأوضح: "فقد استثمرنا في التعليم، ونظرنا إلى الطبيعة كجزء من التنمية، وفرضنا ضريبة مُقيّدة للانبعاثات الكربونية، وتضاعف اقتصادنا 3 أضعاف، وأصبحنا أمام إمكانيات كبيرة لمواجهة التغير المناخي".
ولفت رودريجز إلى حرائق الغابات التي ازدادت هذا العام بنسبة 4% عن العام الماضي، مؤكداً أنها جاءت بفعل الإنسان الذي يطمع ويطمح لأغراض زراعية أخرى، وما نحتاجه في هذا الجانب هو اتفاق عالمي لحماية الغابات فعلاً.
أما كارولين آنستي مستشار أول من الولايات المتحدة الأمريكية، فقالت إن الإنسان جزء من الطبيعة وهذا الواقع لا بد أن يتعزز بقوة، لكن المشكلة أن لدينا اقتصاداً يمنح عوائد كبيرة على الاستثمار قصير المدى وليس على الاستثمار في البيئة "بعيد المدى".
وأضافت: "لدينا جُزر من الممارسات المُثلى تجاه البيئة، ومحيط كبير للممارسات الخاطئة، لذا على الحكومات الدفع باتجاه الاستثمار الأخضر وليس الاستثمار البني الملوّث، فما نحتاجه واقعاً، هو أنظمة وتشريعات وإفصاح عن المعلومات بخصوص الاستثمار الأخضر أو سواه".
وتحدّث توماس إرماكورا خبير تمدّن وتكنولوجيا واستشراف مستقبل في شركة "ماشينز روم"، عن أكبر تهديد لحياة بني البشر وحياة الكائنات الحية الأخرى في الوقت الحالي.
وأشار إلى أن التغيّر المناخي هو مسألة حياة أو موت، ونحن من يملك أدوات التغيير وبيدنا الأمل.
من جهتها، أوضحت دايان هولدورف المدير العام لقطاع الطعام والطبيعة بمجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة، أهمية توجيه الاستثمار لدى الشركات إلى الاهتمام بالإنسان، خصوصاً وأن الشركات والمؤسسات أدركت أن المستقبل يعتمد على وفرة الموارد.
وأشارت إلى أهمية إيجاد نظام المكافأة والمتابعة للشركات وفق منطق الشفافية، إذ يمكن وضع محفزات لتحقيق استثمار مهم وفق مفهوم الطاقة المتجددة.
وتضم "مجالس المستقبل العالمية" نخبة العقول التي تجتمع لتتبادل الخبرات، وتُرسم السياسات بمشاركة 700 مستشرف وخبير ومسؤول من 70 دولة حول العالم، في "41" مجلسا تُغطي كافة القطاعات.
وتعمل بهدف واحد هو "خدمة البشرية" واستشراف مستقبل الإنسان، لإعمار الأرض، وتجاوز كافة التحديات التي تواجه عالمنا.
aXA6IDE4LjIyNC42My4xMjMg
جزيرة ام اند امز