القمة العالمية للحكومات تبحث تعزيز التواصل بين الحكومة والمجتمع
منى غانم المري تقول إن القمة تمثل محركا محوريا للتطوير الإيجابي حول العالم و"تسعدنا المشاركة بنقاش حول قطاع مؤثر في حياة الناس".
تستشرف القمة العالمية للحكومات فرص دعم جسور التواصل بين الحكومة والمجتمع، ضمن "منتدى مستقبل الاتصال الحكومي" الذي يعقد بمشاركة نخبة من المتحدثين من دولة الإمارات والعالم، لاستشراف متطلبات تطوير هذا القطاع الحيوي بما يواكب أهداف التنمية ويتماشى مع طموحات الحكومات في تعزيز قدراتها في مجال الاتصال الفعال ورفع كفاءة الرسالة الإعلامية الرسمية بما يضمن نشرها على أوسع نطاق ممكن وبلوغها أعلى مستويات التأثير الإيجابي.
وأعربت منى غانم المري، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، عن اعتزاز المكتب بتنظيم هذا المنتدى ضمن أحد أهم التجمعات العالمية الرامية لإرساء أسس تسهم في تقدم الإنسانية انطلاقاً من دولة الإمارات إلى العالم أجمع.
وقالت المري: "تمثل القمة محركاً محورياً للتطوير الإيجابي حول العالم وتسعدنا المشاركة بنقاش حول قطاع مؤثر في حياة الناس وله دوره في دعم عمليات التنمية وأهدافها الاستراتيجية، مواكبين في ذلك أهداف القمة الرامية إلى تحقيق النفع لشعوب العالم أجمع، وإيجاد السبل اللازمة لمنح البشر في كل مكان فرصة أفضل في الحياة عبر تطوير مختلف المجالات التي تتلامس بصورة مباشرة مع مجتمعاتهم، ومن بينها قطاع الإعلام الذي يعد من أكثر القطاعات تأثيراً في المجتمع بما له من دور في رفع مستوى الوعي العام والتحفيز على المشاركة الإيجابية في مواجهة التحديات وحشد الطاقات لتعظيم الاستفادة من الفرص، ودفع عجلة التطوير وتسريع وتيرة الإنجاز بما يعود بالنفع على الناس".
وأضافت: "لاشك في أن القدرة على توصيل الرسالة السليمة في الوقت الصحيح وبالأسلوب الأكثر قدرة على النفاذ إلى أوسع شريحة ممكنة من الناس، مع الحفاظ على مقومات المصداقية والشفافية والموضوعية هي من أهم مقومات نجاح الحكومات في حفز طاقات شعوبها وجمعهم حول الأهداف الاستراتيجية التي تسعى لتحقيقها؛ ومن ثم كان موضوع الاتصال الحكومي ومستقبله وآفاق تطويره من الموضوعات المهمة وثيقة الصلة بأهداف القمة العالمية للحكومات؛ لذا حرصنا أن نكون حاضرين بنقاش بناء في هذا المحفل العالمي لاستعراض خبرات وتجارب ناجحة لاستخلاص دروس مستفادة حول متطلبات تطوير الاتصال الحكومي خلال المرحلة المقبلة".
ومن خلال 4 جلسات متخصصة موزعة على الأيام الثلاثة للقمة العالمية للحكومات، سيضم المنتدى مجموعة من الوزراء والمسؤولين الحكوميين والخبراء التقنيين والقيادات الإعلامية من داخل وخارج الإمارات، إذ ستجرى مناقشة آفاق تطوير الاتصال الحكومي من منطلقات عدة وعبر زوايا مختلفة للإجابة عن تساؤلات مهمة ستسهم في مجملها في وضع خطوط عريضة للتصورات الخاصة بمشهد الاتصال الحكومي في المستقبل القريب.
وتستعرض أولى جلسات المنتدى منظومة تطوير الاتصال من منظور حكومي ستطرح مفرداته مجموعة من كبار المسؤولين الإعلاميين العرب، إذ ستحاول الجلسة تقديم قراءة في مستقبل الإعلام الحكومي في ضوء المعطيات الراهنة والمتغيرات المحيطة بما فيها التطور التكنولوجي الكبير ومدى قدرة الحكومات على تبني ما قدمته التكنولوجيا من حلول وتقنيات وأدوات أسهمت في تغيير استراتيجيات الاتصال، مع تحليل العناصر المؤثرة في مستقبل الاتصال الحكومي ومن بينها تكامل أدوار الإعلام الرسمي والخاص، وأبرز التحديات التي قد تواجه الاتصال الحكومي على المديين القريب والبعيد، وسبل تفادي تداعياتها السلبية كما ستناقش متطلبات التطوير لضمان مواكبة الإعلام الرسمي للمتغيرات العالمية، لا سيما في مجال سن القوانين والتشريعات والقواعد المنظمة للعمل الإعلامي.
وستتناول الجلسة الثانية علاقة التطور التكنولوجي بالاتصال وأثر المنصات الجديدة والتكنولوجيا المتطورة في تبديل المعايير التقليدية للاتصال، إذ تطرح الجلسة تساؤلات مهمة حول الكيفية التي يمكن للمستجدات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن تعزز قدرات الاتصال الحكومي، وما التأثيرات الإيجابية لتلك التقنيات في هذا الخصوص؟ وما يمكن أن تقدمه من دعم مستقبلاً في مجالات معينة من أهمها إنتاج ونشر الأخبار، وعلاقة تلك المستجدات التقنية بالأطر التشريعية للقطاع الإعلامي، وأمن المعلومات وخصوصية البيانات.
وتتطرق الجلسة للدور المستقبلي لمنظومات الذكاء الاصطناعي التي بدأت في الدخول بقوة إلى عالم الإعلام أسوة بالعديد من القطاعات التي تشهد حالياً تحولاً سريعاً نحو الاستعانة بتلك التكنولوجيا المتقدمة في سياق الثورة الصناعية الرابعة، وكيف يمكن إيجاد الأطر التنظيمية اللازمة لاستيعاب المتغيرات والتطورات الحاصلة في مجال الذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على الخصوصية اللازمة للبيانات، كما تطرح الجلسة تساؤلاً حول مدى زيادة أهمية أمن المعلومات للحكومات وتأثير ذلك على عمليات الاتصال الخاصة بها.
أما ثالث جلسات المنتدى، فتتناول موضوع الاتصال الحكومي من زاوية خاصة وهي القدرة على التعاطي الفعال مع الأزمات والدروس المستفادة من عدد من التجارب السابقة في هذا المجال، إذ تلقي الضوء على النموذج الحديث للاتصال الذي تتبناه الحكومات خلال الأزمات للتواصل مع الجمهور وكذلك جميع الأطراف المعنية بالأزمة، وكيف يمكن الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في المستقبل لضمان الاستجابة السريعة والفعالة للمواقف الطارئة والأزمات، والدروس التي يمكن استخلاصها من المفاوضات المتعلقة ببعض مبادرات المصالحة لتفادي أسباب الصراعات والنزاعات بشكل استباقي لتجنب اندلاعها.
وستناقش الجلسة الدور المهم للمنصات الإعلامية الحديثة في تغيير الطريقة التي يتعاطى بها الجمهور مع المعلومات التي تنشرها الحكومات التي أدت إلى خلق واقع جديد في التعامل مع الأزمات واستراتيجيات الاستجابة لها، كما سيتضمن النقاش استعراض دور تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي و"البلوك تشين" في تعزيز جهود صنع السلام وإنهاء النزاعات حول العالم.
وسيفرد "منتدى مستقبل الاتصال الحكومي" رابع جلساته لورشة عمل تشارك فيها نخبة من قيادات الإعلام الإماراتي والعربي والعالمي لمناقشة مستقبل تطوير العمل الإعلامي والعلاقة التي تربط الإعلام بالحكومات مع استعراض التجربة الإماراتية المتميزة في هذا الخصوص التي تقوم في جوهرها على مبدأ الشراكة نحو النجاح، بينما تسعى ورشة العمل للخروج بنتائج عملية تعين على تحقيق أفضل سيناريوهات التطوير المستقبلي الفعال لقطاع الإعلام من ناحية ولعلاقة التعاون التي تربطه بالحكومات من جهة أخرى.
يشار إلى أن الدورة السابعة للقمة العالمية للحكومات تركز على مناقشة مستقبل المجتمع الإنساني من خلال 7 توجهات مستقبلية أساسية هي: التكنولوجيا وتأثيرها على حكومات المستقبل والصحة وجودة الحياة والبيئة والتغير المناخي والتجارة والتعاون الدولي والتعليم وعلاقته بسوق العمل ومهارات المستقبل والإعلام والاتصال بين الحكومات والشعوب ومستقبل الأفراد والمجتمعات والسياسات.
ويشارك في أعمال القمة أكثر من 4000 شخصية من 140 دولة وممثلي 30 منظمة دولية، بينهم رؤساء دول وحكومات ورؤساء شركات ومفكرون ومبدعون من مختلف أنحاء العالم، يجتمعون لرسم مسارات التقدم والنماء الإنساني واستكشاف أفضل الفرص لصناعة حكومات مستقبلية ترتقي بحياة الإنسان.
aXA6IDMuMTQ1LjE4LjEzNSA= جزيرة ام اند امز