تحت شعار «مفتاح الازدهار».. فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار تنطلق في السعودية
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ينطلق اليوم الإثنين في الرياض النسخة التاسعة من مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" تحت شعار "مفتاح الازدهار".
يُعقد المؤتمر خلال الفترة من 27 إلى 30 أكتوبر/تشرين الأول 2025 في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات، بمشاركة غير مسبوقة تضم أكثر من 600 متحدث و20 رئيس دولة، إلى جانب قادة المال والأعمال من أكثر من 90 دولة.
وينظر إلى المؤتمر باعتباره أكبر تجمع اقتصادي دولي في المنطقة، إذ يجمع نخبة من قادة الحكومات وصناع السياسات والرؤساء التنفيذيين والمستثمرين العالميين، إلى جانب المبتكرين ورواد الأعمال، في منصة تحولت منذ انطلاقها عام 2017 إلى بوصلة ترسم أجندة الاستثمار العالمي.
ما هي مبادرة مستقبل الاستثمار السعودي؟
مبادرة مستقبل الاستثمار (FII) هي منصة اقتصادية عالمية أطلقها صندوق الاستثمارات العامة السعودي في عام 2017 في الرياض، تحولت في 2019 بموجب مرسوم ملكي إلى مؤسسة أهلية غير ربحية ذات شخصية اعتبارية واستقلال مالي وإداري، تعرف باسم "معهد مبادرة مستقبل الاستثمار".
الهدف الأساسي من انطلاق المبادرة هو المساعدة في جذب رؤوس الأموال الأجنبية وإنهاء اعتماد الاقتصاد على النفط، وذلك في إطار تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 بسبب مكانتها العالمية
جلسات مبادرة FII 2025 ترسم ملامح الاقتصاد العالمي
يتوقع أن يستقطب مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار أكثر من 8 آلاف مشارك، و650 متحدثا بارزا، ضمن 250 جلسة حوارية، وستركز الجلسات خلال الفترة الممتدة من السابع والعشرين حتى الثلاثين من أكتوبر / تشرين الأول على مجموعة من الموضوعات الحيوية، أبرزها: تحليل "تناقضات الابتكار" والتحديات التي تعيق التنمية، وكيف تدفع التطورات التقنية والسياسية عجلة النمو، بالإضافة إلى مناقشة التحولات الجيوسياسية وتفاوت الموارد في ظل الطفرات الكبرى للذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة.
كما تتناول الجلسات تأثير الذكاء الاصطناعي والروبوتات على مستويات الإنتاجية، وكيفية تكوين الثروة في ظل زيادة التفاوت، والآثار الجيواقتصادية الناتجة عن ندرة الموارد، والتحولات الديموغرافية التي تُعيد تشكيل القوى العاملة المستقبلية، إلى جانب استراتيجيات الموازنة بين النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية، كما ستُعقد جلسات مغلقة اليوم الإثنين لمناقشة وتبادل الأفكار والخبرات بين المفكرين والخبراء
"يوم الاستثمار" في مبادرة مستقبل الاستثمار السعودي 2025
سيشهد اليوم الثالث من فعالية مبادرة مستقبل الاستثمار السعودي والمُسمى "يوم الاستثمار"، مشاركة استثنائية من مديري صناديق تتجاوز قيمة الأصول التي تديرها مجتمعة 100 تريليون دولار، ويؤكد أتياس الرئيس التنفيذي لمؤسسة «مبادرة مستقبل الاستثمار»،أن هذا الحضور الضخم يُبرز ثقة المستثمرين التي تتجاوز البحث عن رأس مال المملكة، نحو اعتبار السعودية الموقع الأمثل للتواصل وتقديم الأفكار والمبادرات المستقبلية.
وسيكون هذا اليوم مخصصا بالكامل للاستثمار، حيث من المقرر الإعلان عن أكثر من 40 صفقة واتفاقية جديدة، الأمر الذي يؤكد تحول الحدث إلى وجهة أساسية للمستثمرين الباحثين عن فرص وشراكات ذات أثر عملي بعيدا عن مجرد مذكرات التفاهم.
التنويع الاقتصادي ودعم رؤية 2030 عبر منصة مبادرة FII
تعمل مبادرة مستقبل الاستثمار السعودي على تسريع تنفيذ الأهداف الاقتصادية لـ "رؤية 2030"، عبر مساهمتها في إطلاق مبادرات رئيسية، كان أبرزها الإعلان عن مشروع "نيوم" العملاق، الذي يهدف إلى المساهمة بنسبة 4.5% في الناتج المحلي غير النفطي بحلول عام 2030 من خلال قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والطاقة المتجددة. وقد تجاوزت مساهمة الأنشطة غير النفطية في الاقتصاد السعودي حاجز الـ 50 بالمائة، ونما إجمالي تكوين رأس المال الثابت الإجمالي (GFCF) ليصل إلى قمة تاريخية بقيمة 1.3 تريليون ريال في عام 2024، مرتفعا من 931 مليار ريال في 2017 بالأسعار الثابتة، وفقاً للهيئة العامة للإحصاء.
وارتفعت نسبته إلى الناتج المحلي الإجمالي من 25% في 2017 إلى 28% في عام 2024، وحافظت على هذه النسبة في النصف الأول من عام 2025.
مبادرة مستقبل الاستثمار تحقق إنجازات اقتصادية غير مسبوقة
تشير التقارير إلى أن مبادرة مستقبل الاستثمار لعبت دورا محوريا في تسهيل صفقات استثمارية بلغت قيمتها أكثر من 200 مليار دولار في قطاعات حيوية تشمل الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة والتمويل والخدمات اللوجستية، وتجاوزت قيمة الاتفاقيات في نسخة 2024 مبلغ 60 مليار دولار.
وقد أسهمت المشاريع المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة عبر المبادرة في خلق أكثر من 500,000 وظيفة مباشرة وغير مباشرة، وفي تأسيس 79 شركة جديدة ضمن 13 قطاعاً استراتيجياً كالسياحة والطاقة المتجددة، مما ساعد في نمو الناتج المحلي غير النفطي بمعدل 4.3% في عام 2023، مقارنة بـ 2.6% في عام 2017.
قوة صندوق الاستثمارات العامة وتدفق الاستثمار الأجنبي بفضل مبادرة FII
استغلالاً لمنصة مبادرة مستقبل الاستثمار في السعودية، نمت أصول صندوق الاستثمارات العامة تحت الإدارة من 150 مليار دولار في عام 2015 لتصل إلى 1.15 تريليون دولار في أغسطس/ آب 2025، محققا عوائد سنوية متوسطة قدرها 7.2%، متفوقا على العديد من صناديق الثروة السيادية، بفضل صفقات نوعية كـ "مبادرة البنية التحتية" بقيمة 20 مليار دولار بالشراكة مع "بلاكستون"، كما كانت المبادرة أداة فعالة في جعل السعودية وجهة رئيسية للاستثمار الأجنبي المباشر (FDI)، الذي بلغ صافي تدفقاته 47 مليار ريال في النصف الأول من عام 2025، و80 مليار ريال في عام 2024، بعد أن كان 4 مليارات ريال فقط في عام 2017.
التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يقودان النقاشات في مبادرة مستقبل الاستثمار 2025
تتصدر قطاعات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي محاور المؤتمر هذا العام، بعدما أصبح "القوة الصاعدة في المبادرة"، وفقاً لأتياس، بدلاً من هيمنة القطاع المالي سابقا، وسيجمع المؤتمر قادة التكنولوجيا العالميين من شركات مثل "غوغل"، "مايكروسوفت"، و"إنفيديا"، بالإضافة إلى الرؤساء التنفيذيين لـ "هيوماين"، "ألفابيت"، "كوالكوم"، "بوسطن دايناميكس"، "غروك"، "إنتل"، "سيمنز"، و"فيديكس".
وسيتم خلال الحدث إطلاق النسخة الرابعة من تقرير "Priority Compass" الذي يصدره المعهد سنويا لرصد أولويات التنمية والاستثمار العالمية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTgg
جزيرة ام اند امز