مجموعة العشرين.. قمة الرياض تواصل الحشد لعالم ما بعد الجائحة
تواصل قمة مجموعة العشرين أعمالها لليوم الثاني والختامي اليوم الأحد، وسط مساعٍ لحشد العالم لمرحلة ما بعد كورونا.
وأكدت السعودية ضرورة التعاون المشترك لمواجهة فيروس كورونا والتطلع لعالم ما بعد الجائحة، حيث شدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في خطاب افتتح به أمس أعمال قمة قادة مجموعة العشرين التي ترأسها بلاده في دورتها الخامسة عشرة وتنعقد افتراضياً للمرة الأولى بسبب الجائحة، على أهمية بذل الجهود الدولية لتجاوز الأزمة، لا سيما فيما يتعلق بتهيئة الظروف لإتاحة اللقاحات بشكل عادل وتكلفة ميسورة.
وقال الملك سلمان أمام قادة المجموعة إن هذا العام كان استثنائياً، إذ شكلت الجائحة "صدمة" غير مسبوقة طالت العالم في فترة وجيزة، داعياً إلى الاستمرار في دعم الاقتصاد العالمي، وإعادة فتح الاقتصاد وحدود الدول لتسهيل حركة التجارة والأفراد مع الاستبشار بالتقدم المحرز في إيجاد لقاح.
ولفت خادم الحرمين الشريفين إلى ضرورة تقديم الدعم للدول النامية بشكل منسق، مشيراً إلى الجهود المستمرة لمبادرة "العشرين" لتعليق مدفوعات خدمة الدين للدول المنخفضة الدخل.
وأضاف "من واجبنا الارتقاء معاً لمستوى التحدي خلال هذه القمة، وأن نطمئن شعوبنا ونبعث فيهم الأمل من خلال إقرار السياسات لمواجهة هذه الأزمة".
وأكد الملك سلمان ثقته بأن تقر "قمة الرياض" سياسات اقتصادية واجتماعية من شأنها إعادة الاطمئنان والأمل لشعوب العالم.
وشددت كلمات القادة المشاركين في القمة على التضامن والوحدة، إذ دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى البحث عن نهج مشترك لبناء العلاقات الاقتصادية والتجارية العالمية، فيما أكد رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون التزام لندن بتوفير أي لقاح تنتجه بعدل في أنحاء العالم.
ودعا رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي، التي تستضيف بلاده القمة المقبلة، إلى الوحدة والتضامن في ظل التحديات والأزمات التي يمر بها العالم. وقال رئيس البرازيل جايير بولسونارو إن "التعاون هو السبيل لتجاوز جائحة كورونا وتداعياتها".
أما الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فشدد على العمل الجماعي والتعاون الدولي، ليس للخروج من الأزمة بأسرع وقت ممكن، بل بأقل الخسائر.
المملكة تخلد القمة
خلدت المملكة العربية السعودية قمة العشرين التي ترأسها في ظروف تعد الأصعب في تاريخ القمة بفعل كورونا.
وطرحت مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما" عملة ورقية تذكارية بمناسبة رئاسة المملكة لقمة مجموعة العشرين، وهي ورقة فئة عشرين ريالا.
وطبعت العملة الجديدة وفق أحدث المعايير في مجال طباعة الأوراق النقدية، حيث تتميز بكثير من المواصفات الفنية والعلامات الأمنية عالية الجودة، وبتصميم مميز بلون أرجواني يبرز جمالية الزخارف المستوحاة من شعار قمة العشرين.
ويتضمن تصميم الورقة صورة خادم الحرمين الشريفين، وشعار رئاسة المملكة مجموعة العشرين G20 بشكل ثلاثي الأبعاد، فيما تضمن ظهر الورقة خريطة العالم موضحة عليها دول مجموعة العشرين بلون مختلف، وتظهر خريطة المملكة يصدر منها إشعاع يرمز إلى ملتقى هذه الدول على أرضها، وإلى أهمية المملكة كونها مصدر إشعاع حضاري واقتصادي.
وتشكل دول مجموعة العشرين ثلثي سكان العالم، وتضم 85% من حجم الاقتصاد العالمي، و75% من التجارة العالمية.
وتتطلع المملكة من خلال رئاستها للقمة إلى تعزيز التعاون مع شركائها من الدول الأعضاء لتحقيق أهداف المجموعة، وإيجاد توافق دولي حول القضايا الاقتصادية المطروحة في جدول الأعمال بهدف تحقيق استقرار الاقتصاد العالمي وازدهاره، كما ستسهم استضافة القمة في طرح القضايا التي تهم منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتعدّ قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها الرياض السبت والأحد 21 و 22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري تاريخية، فهي الأولى من نوعها على مستوى العالم العربي، مما يعكس الدور المحوري للمملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ويشارك في القمة قادة الدول العشرين التي تمثل أضخم اقتصاديات العالم، كما سيشارك في الاجتماعات عدد من قادة الدول الأخرى الذين تمت دعوتهم لحضور القمة، وعدة منظمات دولية وإقليمية.
وتهدف هذه القمة إلى تطوير سياسات فعالة لتحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة، وتوفير وظائف حقيقية لرفع مستويات المعيشة والرفاهية بين شعوب العالم.
وشهدت العاصمة الرياض خلال الفترة الماضية اجتماعات وزارية تحضيرية، وأخرى لمجموعات العمل شارك فيها كبار المسؤولين من الدول الأعضاء بمجموعة العشرين في القطاعات التي تبحثها القمة، وممثلو المنظمات الدولية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني.
aXA6IDMuMTYuNzYuMTAyIA== جزيرة ام اند امز