«الذهب» أم «الأم البديلة».. من تحتضن قمة العشرين القادمة؟

حتى وقت قريب كانت مدينة "الذهب" هي الوجهة القادمة لقمة العشرين، لكن بعد أن واجهت انتقادات عرضت "الأم البديلة" خدماتها
هذا هو حال مدينة جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا، التي حصلت العام الماضي، على عرض استضافة قمة مجموعة العشرين في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، والتي ستجمع رؤساء دول من الكتلة الاقتصادية الأكبر في العالم.
ولكن خلال زيارة حديثة، قال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا،"إنه لمنظر مؤلم أن تمر بوسط المدينة وترى ما تدهورت إليه"، في إشارة إلى الطرق المتدهورة بسرعة، وأضواء الشوارع المعطلة، ونظام إشارات المرور المعطل. وفق ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "ذا أفريكا ريبورت".
وأضاف أن إرث قمة العشرين يجب أن يشمل إصلاح البنية التحتية، وجعل المدينة أكثر ملاءمة للعيش لسكانها، حتى بعد انتهاء رئاسة جنوب أفريقيا للمنتدى الدولي في وقت لاحق من هذا العام.
ووفق الصحيفة، تواجه جوهانسبرغ صعوبات مالية وسوء إدارة، مما يؤدي إلى نقص متكرر في المياه وانقطاع التيار الكهربائي.
"الأم البديلة" جاهزة
ووسط هذه المخاوف، أصدر عمدة كيب تاون، جوردين هيل-لويس، بيانا يعرض فيه "المدينة الأم" كمضيف، مستشهدا باجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين في فبراير/شباط 2025.
وقال: "كجنوب أفريقيين، نرغب بشدة في أن نرى جوهانسبرغ ترقى إلى مستوى المدينة الأفريقية العالمية التي ينبغي أن تكون عليها".
مستدركا "ولكن إذا ثبت أن التحديات مستعصية على الحل بين الآن ومؤتمر قمة العشرين في نوفمبر، يمكنكم الاعتماد على كيب تاون لأداء واجبها الوطني واستضافة قمة ناجحة".
ولفت إلى أن مركز المدينة يتميز "بإشارات مرور عاملة، وطرق وأرصفة أنيقة، وجمال طبيعي لا مثيل له، وبنية تحتية ممتازة للمؤتمرات".
فأيّ المدينتين تستحق أن تكون؟
تتميز كل من جوهانسبرغ وكيب تاون بمرافق مؤتمرات ممتازة. على سبيل المثال، يُمكن لمركز ساندتون الدولي للمؤتمرات، ومركز كيب تاون الدولي للمؤتمرات استضافة عدة فعاليات في الوقت نفسه.
استضاف ساندتون في جوهانسبرغ، قمما كبيرة حضرها قادة العالم، مثل قمة الاتحاد الأفريقي عام ٢٠١٥، البريكس في ٢٠٢٣.
بينما يستضيف "كيب تاون" فعاليات كبيرة مثل مؤتمر إندابا السنوي للتعدين، الذي يحضره مسؤولون تنفيذيون في قطاع التعدين، بالإضافة إلى رؤساء دول ووزراء.
الطرق والإقامة والنقل
صرح متحدث باسم جوهانسبرغ بأن فوزها باستضافة القمة جاء بفضل مطارها المتميز، وبنيتها التحتية المتطورة للنقل، وتوافر أماكن الإقامة بشكل أكبر.
فمطار أوليفر ريجنالد تامبو الدولي هو الأكبر في البلاد، بينما يخدم مطار لانسيريا الأصغر حجما الرحلات الخاصة والداخلية بشكل أساسي، إلى جانب قاعدة ووتركلوف الجوية.
ومع ذلك، يستقبل مطار كيب تاون أيضا الرحلات الدولية ويشهد ازدحاما مروريا كبيرا خلال الفعاليات الكبرى، حيث تقع قاعدة يستربلات الجوية بالقرب منه.
تتمتع جوهانسبرغ باتصال أفضل بمطارها الرئيسي، بما في ذلك قطار غوترين السريع.
كما أن طُرقها، على الرغم من تأثرها بالعديد من إشارات المرور المعطلة والحفر، لا تزال أقل ازدحاما من طرق كيب تاون.
في يناير/كانون الثاني، صرحت سلطات مدينة جوهانسبرغ لموقع "ديلي مافريك" الإخباري أن ما يقدر بنحو 60% من إشارات المرور معطلة في أي وقت.
فيما سجلت كيب تاون أسوأ نتيجة في العالم من حيث الازدحام المروري في بطاقة أداء حركة المرور العالمية INRIX لعام 2024.
وتُعد كيب تاون وجهة شهيرة للسياح، حيث تضم عددا مماثلا من الفنادق مثل جوهانسبرغ والمناطق المحيطة بها.
التنمية
من بين البلديات الحضرية الثماني في البلاد، احتلت مدينة "الذهب" المرتبة الأولى في مؤشر النمو الشامل لجامعة جوهانسبرغ، والذي لا يقيس الناتج المحلي الإجمالي فحسب، بل أيضا مقاييس اجتماعية واقتصادية مثل مستويات الفقر، وعدم المساواة في الدخل، ومعدلات التوظيف، وإمكانية الحصول على الرعاية الصحية والتعليم.
ويشير النمو الشامل إلى المساواة، وهي أحد محاور رئاسة جنوب أفريقيا لمجموعة العشرين.
كما تحتل جوهانسبرغ مرتبة أعلى (70) من كيب تاون (90) في تصنيف مؤشر كيرني للمدن العالمية لعام 2024، والذي يقيس النشاط التجاري، ورأس المال البشري، وتبادل المعلومات، والخبرة الثقافية، والمشاركة السياسية.