إعلان قمة العشرين.. اعتماد بأغلبية كاسحة ورفض أمريكي للبيان الختامي
دعوة إلى سلام عادل وشامل ودائم
أعلن الرئيس سيريل رامافوزا أن إعلان قمة قادة مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا قد اعتُمد بأغلبية ساحقة من الدول الأعضاء في المجموعة.
وقال رامافوزا إن اعتماد إعلان القمة يُرسل إشارة مهمة للعالم بأن التعددية قادرة على تحقيق النتائج، بل إنها تُحققها بالفعل.
ويعد الإعلان نصرا لرامافوزا الذي يستضيف قمة مجموعة العشرين التي تُعقد لأول مرة في أفريقيا، إذ جرى إقرار إعلان للقادة الحاضرين "بالإجماع" في بداية القمة، على ما أعلن المسؤول الكبير في وزارة الخارجية كلايسون مونييلا عبر منصة إكس.
وعارضت الولايات المتحدة إصدار بيان ختامي، مشيرة إلى غيابها عن قمة "تتعارض أولوياتها" مع توجهاتها السياسية.
سلام عادل وشامل ودائم
ودعا قادة مجموعة العشرين في إعلان مشترك إلى "سلام عادل وشامل ودائم" في أوكرانيا والسودان وجمهورية الكونغو الديموقراطية والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وجاء في الإعلان الذي أصدره قادة قمة مجموعة العشرين في مدينة جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا "استرشادا بمقاصد ميثاق الأمم المتحدة برمته ومبادئه، سنعمل من أجل سلام عادل وشامل ودائم في السودان وجمهورية الكونغو الديموقراطية والأراضي الفلسطينية المحتلة وأوكرانيا".
وهذه هي الإشارة الوحيدة إلى أوكرانيا في النص المكون من 30 صفحة، في حين طغت الخطة الأمريكية الخاصة بهذا البلد على جدول أعمال القمة، وسط تكثيف الأوروبيين مشاوراتهم لصوغ اقتراح مضاد.
قمة العشرين على أرض أفريقية لأول مرة والإمارات ترسخ حضورها عالمياً
قضايا التفاوت الاقتصادي
وأدرجت بريتوريا ضمن أولوياتها خلال رئاستها لمجموعة العشرين هذا العام، إنشاء لجنة دولية معنية بقضايا التفاوت الاقتصادي، على غرار لجنة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ.
كما يشمل جدول أعمال القمة التي تستمر حتى الأحد تخفيف أعباء الديون، والمعادن اللازمة للتحول في مجال الطاقة، وهي متوافرة بكثرة في القارة، والذكاء الاصطناعي.
انتقادات أمريكية
وقد وجه دونالد ترامب انتقادات لحكومة جنوب أفريقيا منذ عودته إلى البيت الأبيض، لا سيما في ما يتعلق بالادعاءات بتعرض الأفريكانيين، أحفاد المستوطنين الأوروبيين الأوائل، للاضطهاد.
وقد انسحب ترامب من هيئات دولية عدة في الأشهر الأخيرة. وبادر خصوصا إلى سحب الولايات المتحدة للمرة الثانية من اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ، ولم يرسل أي وفد رسمي إلى مؤتمر المناخ في البرازيل.
من قمة العشرين إلى COP30
وستحظى مناقشات المناخ السبت بمتابعة دقيقة، فيما يبدو أن مفاوضات مؤتمر الأطراف الثلاثين للمناخ (COP30) في البرازيل وصلت إلى طريق مسدود بعد تعثر المناقشات حول مسألة إقرار خريطة طريق محتملة للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، المساهم الرئيسي في الاحترار.
ولم يستبعد الاتحاد الأوروبي احتمال انتهاء المؤتمر من دون اتفاق.
وعقب قمة الأحد، ستُسلّم جنوب إفريقيا رئاسة مجموعة العشرين الدورية إلى الولايات المتحدة، في مراسم قد يُمثل فيها واشنطن دبلوماسي مُقيم في جنوب إفريقيا.
وأعلنت إدارة ترامب عزمها التركيز خلال رئاستها المقبلة لمجموعة العشرين على قضايا التعاون الاقتصادي.
ماكرون: «العشرين في خطر»
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للقادة المشاركين في قمة العشرين إن المجموعة التي تضم اقتصادات عالمية رئيسية، باتت "في خطر" في ظل "الصعوبة البالغة" في مساعيها لمعالجة الأزمات الدولية.
وأشار إلى أن "مجموعة العشرين قد تكون على مشارف نهاية دورة".
وأضاف "نواجه صعوبة بالغة في حل الأزمات الدولية الكبرى حول هذه الطاولة، معا، بما في ذلك مع الأعضاء غير الحاضرين هنا اليوم"، محذرا من أن "مجموعة العشرين معرضة للخطر إذا لم نتحرك جماعيا لتحقيق بعض الأولويات".
وأعرب الرئيس الفرنسي عن أسفه لأن دول مجموعة العشرين "تواجه صعوبة في التوصل إلى معيار مشترك بشأن المشهد الجيوسياسي"، سواء تعلق الأمر بـ"الدفاع عن القانون الإنساني أو سيادة الشعوب أو الكرامة الإنسانية".
وأضاف "لا يمكن أن يتحقق الاستقرار في الشرقين الأدنى والأوسط طالما لم تكن هناك مكافحة فعّالة للإرهاب، مع احترام سيادة كل الشعوب أيضا".
وتطرق أيضا إلى الأزمات في السودان ومنطقة البحيرات الكبرى في أفريقيا، مؤكدا أنه "من الضروري للغاية أن نظهر أننا نتخذ إجراءات ملموسة لإحياء هذا المنتدى وتقديم حلول جماعية لاقتصاداتنا حول هذه الطاولة".