مصير الرئيس والمرحلة المقبلة.. ماذا بعد انقلاب الغابون؟
مع إعلان ضباط من جيش الغابون الاستيلاء على السلطة الأربعاء، باتت الخطوة التالية في البلد الأفريقي محل تساؤل، وخاصة بعد وضع الرئيس علي بونغو والذي فاز لتوه بولاية ثالثة، رهن الإقامة الجبرية.
خطوة بات الجيش الذي أطاح بالرئيس وألغى نتائج الانتخابات العامة التي أعلنت في وقت سابق فوزه، يستعد لها جيدًا، خوفًا من أي تدخلات أفريقية أو غربية، قد تؤدي إلى إفشال مساعيه في طي صفحة بونغو.
فما الخطوة التالية؟
يقول قائد الحرس الجمهوري الذي يعتبر الحصن المنيع للرئيس علي بونغو، في حوار مع صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن قادة الجيش سيجتمعون اليوم الأربعاء لتحديد من سيقود الفترة الانتقالية.
وقال الجنرال بريس كلوتير أوليغي نغيما، إن الاجتماع المرتقب، سيكون الهدف منه، التوصل إلى توافق في الآراء، مشيرًا إلى أن الجميع سيطرح أفكارًا، وسيتم مناقشة أفضلها، بالإضافة إلى اسم الشخص الذي سيقود عملية الانتقال.
وردًا على سؤال حول اعتزامه قيادة البلد الأفريقي، خلفًا للرئيس بونغو، قال قائد الحرس الجمهوري: لم أعلن نفسي رئيسًا بعد، ولا أفكر في أي شيء في الوقت الحالي. إنه نقاش سنجريه مع جميع الجنرالات.
مصير الرئيس؟
يقول قائد الحرس الجمهوري، إن الرئيس الذي أطاح به العسكريون، سيتقاعد، وسيتمتع بجميع حقوقه، مضيفًا: إنه مواطن غابوني، مثل أي شخص آخر، رافضًا الإفصاح عن مكانه وما إذا كان قيد الإقامة الجبرية في منزله في ليبرفيل أم لا، مكتفيًا بقوله: سنكتشف ذلك بينما نمضي قدمًا.
وقالت روكميني سانيال وهي محللة في (إيكونوميست إنتيليجانس يونت) إنه "مع زعم قادة الانقلاب أنهم يمثلون كل أجهزة الأمن في الجابون فليس من المتوقع أن يتمكن الرئيس بونغو من قمع الانتفاضة" مشيرة إلى "استياء عام واسع النطاق" من بونغو وعائلته وحزبه الحاكم.
وخرج المئات إلى شوارع العاصمة ليبرفيل للاحتفال صباحا بعد إعلان الانقلاب على الرئيس بونغو، والذي بثه التلفزيون الرسمي، فيما نددت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة في الغابون والتي لها قوات هناك، بالانقلاب.
ما أسباب الانقلاب؟
بحسب قائد الحرس الجمهوري في الغابون، فإن هناك استياء عامًا من الرئيس المنتهية ولايته، مشيرًا إلى أنه "بعيدًا عن هذا الاستياء، فإن هناك مرض رئيس الدولة (أصيب علي بونغو بسكتة دماغية في أكتوبر/تشرين الأول 2018 تركته ضعيفًا).
وأشار إلى أن الكل يتحدث عن ذلك، لكن لا أحد يتحمل المسؤولية، مضيفًا: لم يكن له الحق في الترشح لولاية ثالثة، إلا أنه تم تجاهل الدستور، فيما كانت طريقة الانتخاب بحد ذاتها لم تكن جيدة، مما دفع الجيش إلى طي صفحته وتولي مسؤولية البلاد.
وتصاعدت مخاوف في الغابون من حدوث اضطرابات بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والتشريعية التي أجريت يوم السبت، وسعى بونغو من خلالها لتمديد حكمه لولاية ثالثة بالتنافس مع 18 مرشحا فيما ضغطت المعارضة من أجل التغيير.
وأثار غياب المراقبين الدوليين وتعليق بث بعض وسائل الإعلام الأجنبية وقرار السلطات قطع خدمة الإنترنت وفرض حظر ليلي للتجوال في جميع أنحاء البلاد بعد الانتخابات مخاوف بشأن شفافية العملية الانتخابية. ورفض فريق بونغو اتهامات تزوير الانتخابات.
وفي وقت سابق الأربعاء، قالت لجنة الانتخابات إن بونغو فاز بفترة ثالثة بعد حصوله على 64.27% من الأصوات بينما حصل منافسه الرئيسي ألبرت أوندو أوسا على 30.77%.