بعد أزمة جالاكسي فولد.. هل سقطت سامسونج في فخ "السمعة السيئة"؟
منتصف إبريل الحالي قالت سامسونج الكورية الجنوبية، إنها أغلقت باب الحجوزات المسبقة لجالاكسي فولد "قابل للطي" في أمريكا بعد طلب قياسي.
الصراع على القمة لم يكن سهلا بالنسبة لشركة سامسونج العالمية، ويبدو أنها من فرط فرحتها قبل أسابيع بالإعلان رسميا عن إنتاجها هاتفا قابلا للطي قد سقطت سهوا أمام منافسيها التقليديين في فخ "السمعة السيئة"، بعد سحب الهاتف القابل للطي جالاكسي فولد بعد 24 ساعة فقط من طرحه للتجارب.
منتصف إبريل/نيسان الحالي قالت شركة سامسونج للإلكترونيات الكورية الجنوبية، إنها أغلقت باب الحجوزات المسبقة لهاتفها جالاكسي فولد "قابل للطي" في أمريكا بعد طلب قياسي.
وأضافت أنها بدأت قبول الحجوزات مقدما للهاتف في أمريكا يوم الجمعة، غير أنها أغلقت الباب بعد يوم لزيادة الطلب.
وخاطبت الشركة الأمريكيين قائلة: "قائمة حجوزات جالاكسي فولد أغلقت، نحن غير قادرين على قبول المزيد من الحجوزات، سنخبركم عندما تكون أجهزة جالاكسي فولد متوافرة".
وقالت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية، سيباع جالاكسي فولد من سامسونج في الولايات المتحدة بسعر ضخم بـ1,980 دولارا بداية من يوم 26 أبريل/نيسان الجاري.
كما تضمن الإعلان الرسمي من الشركة أنها ستعلن غلق سجل حجوزات مسبقة في أوروبا أيضا يوم 26 أبريل/نيسان الجاري، مع تحديد موعد الانطلاق الرسمي في 3 مايو/أيار.
أضافت أنها سينطلق جالاكسي فولد بنسخة قائمة على تقنية الاتصال للجيل الخامس فقط في كوريا الجنوبية في منتصف مايو/أيار، ومن المتوقع أن يبلغ سعره نحو 2.4 مليون وون (2,100 دولار أمريكي) وفقا لمسؤولين في الصناعة.
كما قالت إنها تهدف إلى بيع مليون هاتف من هذا الطراز بالأسواق العالمية العام الجاري.
فجأة وبعد 24 ساعة فقط من طرح عينات للتجارب ألغت الشركة الكورية الجنوبية الثلاثاء الماضي، مناسبات إعلامية لهاتفها الجديد، كانت مقررة في هونغ كونغ وشنغهاي، وبدلا من العودة لصدارة سوق الهواتف الذكية، تحقق "سامسونج" في المشكلات التي وجدت بالنسخ التجريبية.
وتعليقا على مشكلة هاتف جالكسي فولد، نقلت وكالة "بلومبيرج" عن نائب رئيس قسم أبحاث الأجهزة في شركة "آي دي سي" للأبحاث: "من المنطقي أن تكشف عمليات التطوير والاختبارات التي أجرتها الشركة عن عيوب جالاكسي فولد، وخصوصا أن سامسونج لا تريد أن تكرر تجربة الهاتف نوت 7 الفاشلة، وألا تلتصق بها سمعة طرح منتجات غير موثوقة".
وسيمكن سحب "جالاكسي فولد" العملاق الكوري الجنوبي من علاج مشكلات أخرى محتملة قبل طرح ابتكارها في وجه منافسيها، مثل "هواوي" و"شاومي"، إلا أنه سيضيع فرصة السبق في مضمار الهواتف القابلة للطي، إذ تخطط "هواوي" لطرح هاتفها من تلك الفئة مطلع يونيو/حزيران، بينما كشفت "شاومي" عن نماذج أولية مطلع العام.
وبينما رفضت الشركة التعليق على ما جرى أو تحديد تاريخ لإطلاق هاتفها، لم تتغير قيمة أسهم "سامسونج" إلا قليلا في سوق سيؤل المالية الأربعاء.
ورغم استعانتها بخبرات مهندسين ميكانيكيين في المفصل الذي يثني الشاشة، لم تستطع "سامسونج" حل المشكلة، وهو ما جعلها تصدر بيانا قالت فيه: "رغم مشاركة عدد من الأشخاص الذين ساهموا في تجربة جالاكسي فولد وأثنوا على قدرات الجهاز، فإن بعضهم أشار أيضا إلى تحسينات ينبغي أن نجريها على الهاتف".
وأضاف البيان: "لتقييم هذه الملاحظات بدقة وإجراء المزيد من الاختبارات الداخلية، قررنا تأجيل إصدار الهاتف، علما أننا نعتزم الإعلان عن تاريخ الإصدار في الأسابيع المقبلة".
ويرى خبراء أن مستوى الإنتاج "الصغير" للهاتف "جالاكسي فولد"، لن تكون له تداعيات مالية كبيرة على "سامسونج"، مقارنة بذلك الأثر الذي أحدثته مشكلات "نوت 7".
وتشير توقعات "سامسونج" إلى عزمها إنتاج مليون جهاز هذه السنة، وهي نسبة لا تكاد تذكر مقارنة بـ291 مليون هاتف قامت بشحنها في عام 2018.
وفيما يعتقد مراقبون أن تأثير تأخير إطلاق الهاتف القابل للطي على وضع الشركة المالي متواضع، يرى آخرون أن ذلك سيثير جملة من الأسئلة التي ستؤثر على مستقبل "سامسونج" مثل آليات العمل الداخلية المطبقة، وتكرارها لذات الأخطاء التي ارتكبتها سابقا.