الألعاب الإلكترونية بين المشكلات والمليارات.. من ينتصر؟
هل الألعاب الإلكترونية مضرّة فعلا؟.. مناظرة شبابية في دبي نظمها مجلس الشباب في هيئة تنظيم الاتصالات، تناقش الإيجابيات والسلبيات.
اجتاحت الألعاب الإلكترونية في السنوات الأخيرة العالم أجمع، حتى باتت طقساً يومياً لدى مئات الملايين من الناس وخاصة المراهقين والأطفال، واستدعى ذلك الكثير من الأبحاث ودق جرس الإنذار حول مخاطر الألعاب الإلكترونية، ورغم ذلك تنقسم الآراء حول السلبيات والإيجابيات في ظل الانتشار الواسع لمستخدميها.
هل الألعاب الإلكترونية مضرة فعلاً؟.. من هذا السؤال انطلقت في دبي مناظرة شبابية نظمها مجلس الشباب في هيئة تنظيم الاتصالات، وتبادل خلالها فريقان يضمان طلبة وخريجين خلال 45 دقيقة، الأدلة والبراهين التي تدعم موقفهما المتباين من الألعاب الإلكترونية.
واعتبر الفريق الذي يعتقد بوجود مضار أن الألعاب الإلكترونية تستحوذ على اهتمام الكثير من الأطفال حول العالم، ما يشكل تهديداً حقيقياً على صحتهم الجسدية والنفسية، حيث تشير دراسات كثيرة إلى وجود أضرار من الإدمان على ألعاب الفيديو مثل ضعف البصر والانعزال الاجتماعي والتأخر الدراسي والجنوح نحو العنف، فضلاً عن الخلافات الزوجية وتفكك العلاقات الأسرية.
في هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى دراسة للرابطة الأمريكية للطب النفسي أُجريت على مجموعتين من الأطفال أعمارهم بين 13 - 15 عاماً، تبيّن خلالها أن الأطفال الذين اعتادوا ممارسة ألعاب الكمبيوتر، التي تشمل الحروب والقتل، تصاعد لديهم السلوك العدواني واتسموا بسرعة الغضب، بالإضافة إلى إصابتهم بمشاكل في النوم وزيادة عدد ضربات القلب.
بينما اعتبر الرأي الآخر أن للألعاب الإلكترونية إيجابيات كثيرة مثل الاستثمار المالي وتوفير مصادر للدخل، مستشهداً بإحصائية لموقع "newzoom" المتخصص عن إيرادات الألعاب الإلكترونية لعام ٢٠١٨، والتي تصدرت فيها الصين بـ34 مليار دولار، تليها الولايات المتحدة الأمريكية بـ31 مليار ثم اليابان بـ19 مليار.
وتجاوزت إيرادات الألعاب الإلكترونية عام ٢٠١٦ عتبة الـ91 مليار دولار، معظمها من شركات الدعاية الإعلانية التي تستهدف الشباب، كما استند الفريق الذي لا يعتقد أن الألعاب الإلكترونية ذات أضرار على دراسات تشير إلى دور الألعاب في تحفيز العقل خاصة لدى الأطفال.
"العين الإخبارية" كانت حاضرة خلال المناظرة الشبابية وتحدثت مع أعضاء الفريقين، حيث اعتبر منار محمد، عضو مجلس الشباب في المجلس الوطني للإعلام، أن الأبحاث والدراسات العلمية تؤكد فوائد الألعاب الإلكترونية، مضيفاً: "ستظهر مخاطر للألعاب الإلكترونية في حال أساء الإنسان استخدامها، فالغذاء الذي لا يستطع الإنسان العيش بدونه إذا بالغ في كميته أو تَناول أنواعا معينة سيكون عرضة للأمراض، والحال ذاته ينطبق على الألعاب فالإدمان عليها سيكون ضار، لكن مع ذلك تبقى فوائدها كثيرة مثل تحفيز الدماغ والتركيز".
بدورها، قالت ميثا عمر عبدالله، وهي متخصصة في تعليم الموهوبين ومطورة ألعاب إلكترونية: "بينما نحن نناقش هل الألعاب مضرة أم لا هناك شركات عالمية تربح مليارات الدولارات في هذا المجال، فلماذا لا ندخل السباق بألعاب تتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا ويكون المبتكر عربيا؟".
وأيّدت وعد أحمد علي، الطالبة الجامعية في مجال التقنية الحيوية آراء زملائها في الفريق، موضحةً أن هناك دراسة علمية قامت بها جامعة "ميشيجان" في الولايات المتحدة أثبتت أن الألعاب الإلكترونية تنمي المهارات الإبداعية للأطفال الصغار.
في الجانب المقابل، تمسّك الفريق المؤيد بوجود مخاطر للألعاب الإلكترونية برأيه خلال الحديث لـ"العين الإخبارية"، وقالت المهندسة والكاتبة سارة أحمد: "إذا نظرنا إلى تأثير الألعاب سنرى أنها هدر كبير للوقت، فضلاً عن أنها تحرم الطفل أو الإنسان بشكل عام من استثمار وقته بأشياء أكثر أهمية سواء هواياته أو ما يخدمه به المجتمع، وعلى الصعيد الاجتماعي تجعل هذه الألعاب الإنسان أكثر انطوائية".
أما الطالبة دينا المرزوقي، فانطلقت بالحديث من تجربتها مع الألعاب الإلكترونية، قائلة: "لقد كنت أقضي الكثير من الوقت في ممارسة لعبة بابجي الشهيرة، وبعد فترة من الزمن اكتشفت كم التأثير السلبي".
واتفقت معها زميلتها كلثم أنور الطاهر التي قالت إنها قرأت أكثر من دراسة علمية حول الأضرار السلبية للألعاب الإلكترونية".
ورغم الاختلاف في الموقف العام، فإنّ الآراء أجمعت في المناظرة الشبابية على ضرورة مراقبة الأهل للأطفال ومتابعة استخدامهم للألعاب الإلكترونية.
رئيس مجلس الشباب: المناظرة غنية بالآراء
أُقيمت "المناظرة الشبابية" في مقر هيئة تنظيم الاتصالات بدبي، بالتعاون مع مجلس الإمارات للشباب، حيث تعتبر "المناظرة" منصة لاستعراض آراء الشباب بهدف صقل مهاراتهم في الحوار وتعزيز قدرتهم على الإقناع، وبعد نهاية "المناظرة" قام الجمهور المشارك بالتصويت عبد حساب "مجلس الشباب" في موقع "أنستقرام" للفريق الأكثر إقناعاً بالنسبة لهم، حيث تفوق الرأي الذي يعارض فكرة وجود مضار سلبية للألعاب الإلكترونية بفارق بسيط.
بينما أكدت لجنة التحكيم التي ضمّت المهندس عادل المهيري، والمهندس ماجد آل علي وأحمد البلوشي من هيئة تنظيم الاتصالات أن لا خاسر في المناظرة، فالكل فائز في النقاش والحوار البنّاء.
وقال عمار الشامسي، رئيس مجلس الشباب لـ"العين الإخبارية" إن الغرض من المناظرة سماع صوت الشباب وطرح أفكارهم، وتابع: "تجاوزنا في دولة الإمارات مسألة دعم الشباب ووصلنا إلى مرحلة تمكين الشباب وتعزيز روح القيادة لديهم وإشراكهم في صناعة القرار، وقد كانت المناظرة شيقة وغنية بالآراء والأفكار بالأدلة والبراهين".
aXA6IDMuMTQ1LjE4MC4xNTIg
جزيرة ام اند امز