يوم حاسم لتشكيل الحكومة الإسرائيلية و"المفتاح" بيد ليبرمان
بدأ العد التنازلي للمهلة الممنوحة لزعيم حزب "أزرق أبيض" بيني جانتس لتشكيل الحكومة.
ما لم تحدث مفاجأة اللحظة الأخيرة؛ فإن المكلف بتشكيل الحكومة الإسرائيلية وزعيم حزب "أزرق أبيض" بيني جانتس سيبلغ الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين، مساء اليوم الأربعاء، بإخفاقه في مسعاه لتشكيل حكومة جديدة.
وما زال جانتس يملك ورقة حكومة ضيقة إلا أن المفتاح لمثل هذه الحكومة بيد وزير الجيش الإسرائيلي السابق وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني أفيجدور ليبرمان وكتلة الأحزاب العربية.
ويتعين على جانتس الحصول على تأييد ليبرمان للانضمام إلى حكومة تلقى الدعم الخارجي من الأحزاب العربية، وهو ما يبدو خيارا صعبا لكل من اليميني المتشدد والأحزاب العربية.
وأعلن ليبرمان أنه سيحسم موقفه في وقت لاحق اليوم الأربعاء، فيما لم يعرض جانتس هذا الخيار رسميا على الأحزاب العربية التي تسعى أساسا لإقصاء نتنياهو من المشهد السياسي، على الرغم من تأكيدها مرارا أن زعيم "أزرق أبيض" ليس الخيار المثالي بالنسبة لها.
وفي حال انقضت ساعات اليوم الأربعاء، دون أن يتمكن جانتس من تشكيل الحكومة؛ فإن الكرة ستكون في ملعب الكنيست الإسرائيلي لاختيار عضو منه قادر على تشكيل حكومة تحظى بثقة 61 عضوا على الأقل من أعضاء البرلمان.
ولم يسبق لإسرائيل أن وصلت إلى هذه المرحلة، ولكن نتنياهو وجانتس يأملان في أن تكون مخرجهما لتشكيل حكومة تحت ضغط عدم رغبة الأحزاب في التوجه لانتخابات ثالثة.
وفي غياب مرشح قادر على هذه المهمة فإن إسرائيل ستعود إلى صناديق الاقتراع مطلع العام المقبل لانتخابات هي الثالثة بعد التي جرت في أبريل/نيسان وسبتمبر/أيلول الماضيين.
وكان اجتماع استغرق نحو ساعة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجانتس قد انتهى في ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء، دون التوصل إلى نتيجة بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية.
- الرئيس الإسرائيلي يكلف جانتس بتشكيل الحكومة خلال 28 يوما
- جانتس يلتقي نوابا عربا لتشكيل الحكومة الإسرائيلية
وأوضح جانتس في نهاية اللقاء أنه يصر على مطلبه حل الكتلة اليمينية التي يقودها نتنياهو وأن يرأس هو الحكومة القادمة.
وقال: "إسرائيل تحتاج إلى حكومة وحدة وطنية ليبرالية واسعة، تتألف في المقام الأول من الحزبين السياسيين الرئيسيين بقيادة "أزرق أبيض" الذي فاز بالانتخابات".
ورفض نتنياهو حل الكتلة التي يقودها وتضم أحزاب اليمين والمتدنيين مصرّا على أن يرأس حكومة الوحدة الوطنية في سنتها الأولى على أن يتولى جانتس رئاستها في العامين اللاحقين ثم يعود نتنياهو لرئاستها في سنتها الرابعة والأخيرة.
وعاد نتنياهو لاتهام جانتس بالسعي لتشكيل حكومة أقلية مدعومة من الأحزاب العربية.
وذكر أنه أدرك في الاجتماع مع جانتس أنه يرفض مخطط الرئيس ويتجاهل عن قصد رغبة غالبية الشعب بأن نقيم معا حكومة وحدة وطنية واسعة.
وأضاف: "جانتس يعتزم تشكيل حكومة أقلية تعتمد على امتناع القائمة العربية المشتركة".
وللأحزاب العربية 13 مقعدا في الكنيست الإسرائيلي المؤلف من 120 مقعدا.
ويعتزم نتنياهو لقاء ليبرمان، اليوم الأربعاء، في محاولة أخيرة لإقناعه بعدم دعم حكومة أقلية برئاسة جانتس.
- انتخابات إسرائيل.. نتنياهو خسر وجانتس لم يفز والحسم بيد ليبرمان
- ليبرمان يرد على هجوم نتنياهو: أنا مستوطن
وكانت الخلافات بين ليبرمان والأحزاب الدينية قد أفشلت جهود نتنياهو في تشكيل حكومة خلال الانتخابات التي أجريت في أبريل/نيسان وسبتمبر/أيلول.
ويسود التخوف في محيط جانتس، من تفضيل ليبرمان في نهاية المطاف حكومة ضيقة مع الأحزاب الدينية وأن يترك لجانتس خيار الدخول إليها تحت قيادة نتنياهو أو التوجه إلى المعارضة .
وكان جانتس قد التقى ليبرمان، الأربعاء، طالبا منه عدم تبني هذا الخيار، وفي المقابل فإن نتنياهو دعاه للانضمام إلى حكومة تضم الأحزاب اليمينية والدينية.
وما زالت انتخابات ثالثة تلوح بالأفق وإن كانت جميع الأطراف تقول إنها تريد أن تتجنبها.
aXA6IDMuMTQ0LjguNzkg جزيرة ام اند امز