«يحارب النار بالنار».. نيوسوم يعتمد نهج ترامب للوصول إلى البيت الأبيض

حتى الآن يبرز اسم حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم باعتباره المرشح الديمقراطي الأبرز لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية 2028.
ولدعم مسيرته، لجأ نيوسوم (57 عاما) إلى تكتيك جديد حيث حشد فريقه بمستشارين من جيل "زد" لمساعدته على "التماهي" مع تيار "ماغا" أو "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا"، وذلك وفق صحيفة "تليغراف" البريطانية.
وبحسب الصحيفة، تعتمد خطوات نيوسوم على تقليد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واستهداف قاعدته الجمهورية.
وحققت هذه الاستراتيجية لفريق نيوسوم تغطية إخبارية واسعة وآلاف المتابعين الجدد، لكن يبدو أن نجاحه في إثارة "التماهي مع ماغا" جعله يشعر بأكبر قدر من "الغرور".
وأشارت الصحيفة إلى أن حسابات نيوسوم على منصات التواصل الاجتماعي امتلأت بسيلٍ من التغريدات الطويلة المكتوبة بأحرف كبيرة، وميمات الذكاء الاصطناعي التي تُظهره عاري الصدر وهو يركب دببة، وسلسلة من الألقاب البليغة لأعدائه السياسيين.
وفي إحدى ميمات الذكاء الاصطناعي، التي نشرها أُضيف وجه نيوسوم إلى جبل راشمور، وفي ميم آخر، برزت عضلاته المتضخمة بشكل كاريكاتوري من تحت سترته بينما يلوح براية مرصعة بالنجوم.
وفي صورة أخرى مُصممة بتقنية الذكاء الاصطناعي، يظهر أنصار ترامب مثل الإعلامي تاكر كارلسون، وكيد روك، والراحل هالك هوجان، في هيئة ملاك ويصلون على الحاكم.
جدل
في 14 أغسطس/آب، أعلن مكتب نيوسوم "انتهى عهد دونالد.. لم يعد جذابًا" وردّت أبيجيل جاكسون، نائبة المتحدث باسم البيت الأبيض بانتقادها الشديد لحاكم كاليفورنيا ووصفته بأنه "غريب جدًا وغير مضحك على الإطلاق".
أما دانا بيرينو، مقدمة البرامج في قناة "فوكس نيوز"، فنصحت نيوسوم بأنه إذا أراد الترشح للرئاسة، فعليه أن يكون "أكثر جدية".
وانتهز فريق السياسي الديمقراطي فرصة الانتقادات، لنشر منشور مليء بالشتائم والهجمات والتباهي.
وكان نيوسوم قد انفصل في مارس/آذار الماضي عن حزبه مع تبني خطاب يميني لكن ذلك لم يستمر طويلًا.
ويرى الديمقراطيون أن منشورات نيوسوم الساخرة على وسائل التواصل الاجتماعي تُصوّره كمعارض جمهوري رسمي.
"النار بالنار"
قال جيسون أورتيز، الخبير الاستراتيجي الديمقراطي، إن استراتيجية نيوسوم "لمحاربة النار بالنار" إيجابية للغاية عمومًا.
وقال كريستوفر غالديري، أستاذ العلوم السياسية في جامعة سانت أنسيلم، إن"الانقسام الكبير في صفوف الديمقراطيين حاليًا ليس بين الليبراليين والمؤسسة، أو بين التقدميين والليبراليين، بل هو في جوهره: هل أنت مُقاتل أم لا؟".
وأضاف للصحيفة: "تُظهر تغريدات نيوسوم المُؤيدة لترامب أنه شخص مُستعد للتضحية بنفسه والدخول في مُواجهة مباشرة مع خصومه السياسيين.. إنها علامة واضحة على طموحاته لعام 2028".
لكن هل يُعد هذا النهج الساخر استراتيجية ناجحة خارج نطاق فقاعة وسائل التواصل الاجتماعي؟
وفقا لغالديري، فإن هذا التكتيك قد "يُؤتي بنتائج عكسية".
وقالت جينيفر جريجيل، الأستاذة المشاركة في جامعة سيراكيوز والمتخصصة في وسائل التواصل الاجتماعي، إنها لا تعتقد أن مناهضة ترامب وصفة رابحة.
وأضافت "بصراحة، غافين نيوسوم، يبدو الرجل وكأنه على بُعد خطوة من أن يكون شريرًا".
واعتبرت إيمي كوتش، الخبيرة الاستراتيجية في الحزب الجمهوري، أن "محاولة التفوق على ترامب في كونه ترامب لعبة خاسرة".
وقالت إن التحول في وسائل التواصل الاجتماعي قد يساعد نيوسوم في حسم ترشيح الحزب الديمقراطي لعام 2028، إلا أنها لا تعتقد أن ذلك سينعكس إيجابًا على الناخبين ككل.
وختمت بالقول: "أعتقد أن هذا، بشكل عام، مبالغ فيه بالنسبة للمستقلين ومناصري يمين الوسط".