سر العدد الكبير من القتلى الأطفال في حرب غزة
يتساءل كثيرون عن سر العدد الكبير للقتلى من الأطفال الفلسطينيين في الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة.
فوفق الحصيلة التي أعلنتها وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، أسفر القصف الإسرائيلي عن مقتل 8796 شخصا، بينهم 3648 طفلا.
حصيلة تؤكد ارتفاع عدد القتلى الأطفال بمعدل أسرع من أي صراع مسلح آخر منذ عقود من الزمن، سيما أن الحرب لم تُكمل شهرها الأول بعد.
وأمس حذّرت الأمم المتحدة من أن قطاع غزة أصبح "مقبرة" لآلاف الأطفال، مشيرة إلى أنها تتخوف من احتمال وفاة المزيد منهم بسبب الجفاف أيضا.
ووصف المتحدث باسم اليونيسيف جيمس ألدر، حصيلة القتلى من الأطفال بأنها "مروعة".
الجغرافيا والديموغرافيا
وعن أسباب ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال، أرجع خبراء لموقع "إنسايدر" الأمريكي، الأمر إلى عوامل ديموغرافية وجغرافية.
إذ إن ما يقرب من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يبلغون من العمر 18 عاما أو أقل.
بالإضافة إلى كون غزة واحدة من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في العالم، فإن تضاريسها مسطحة في معظمها، ما يزيد من المدى الفعال للقنابل والمتفجرات.
إلى جانب ذلك، تقاتل حركة حماس في بيئة حضرية يصعب للغاية، إن لم يكن من المستحيل، على السكان الهروب منها، وفق التقرير الذي طالعته "العين الإخبارية" في موقع "إنسايدر".
لكن الاستراتيجية الإسرائيلية المتمثلة في مهاجمة غزة بموجة تلو الأخرى من الغارات الجوية هي المسؤولة أيضا، وفقا لعمر شاكر، مدير مكتب إسرائيل وفلسطين في هيومن رايتس ووتش.
وقال شاكر إن "الاحتماء في مخيمات اللاجئين والمدارس والمستشفيات التي تديرها الأمم المتحدة يخلق مخاطر ووقوع المزيد من الضحايا المدنيين، لأن الناس يتجمعون في المناطق التي تتعرض للهجوم".
وأضاف أن "شدة القصف تحمل في طياتها خطرا متوقعا على المدنيين.. نحن نرى ذلك بدرجات مختلفة من الشدة. عدد القتلى الكبير يتماشى مع نوع القصف المكثف".
بريان فينوكين، المستشار السابق في وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون قانون الحرب، الذي يعمل الآن في مجموعة الأزمات الدولية، اعتبر أن "القنابل الستة آلاف التي قالت إسرائيل إنها أسقطتها على غزة خلال الأسبوع الأول من الحرب هي عدد لا يصدق".
وتابع: "هناك أسباب للشك فيما إذا كان لدى إسرائيل صورة دقيقة عن الجهة التي تسقط عليها تلك القنابل بالضبط".
ولفت إلى أن "فشل إسرائيل في توقع الفظائع التي وقعت في 7 أكتوبر (تشرين الأول) يثير تساؤلات حول نوعية المعلومات الاستخبارية حول أي أهداف مخططة مسبقا. سواء كانت هذه الأهداف لا تزال أهدافا عسكرية مشروعة أم لا، وما إذا كانت المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية بشأن الأضرار الجانبية للمدنيين هي معلومات محدثة".
الإخلاء المُر
وفي 13 أكتوبر/تشرين الأول، أصدرت إسرائيل أمر إخلاء لنحو 1.1 مليون من سكان شمال غزة، وطلبت منهم الانتقال جنوب وادي غزة.
لكن هؤلاء الفلسطينيين الذين اتبعوا تعليمات الحكومة الإسرائيلية وانتقلوا إلى الجنوب لم يفلتوا من تهديد الغارات الجوية.
إذ واصلت الطائرات الإسرائيلية استهداف جنوب غزة بعد أمر الإخلاء، الأمر الذي تسبب في وقوع مئات القتلى والجرحى.
وقطاع غزة الممتد على مساحة ٣٦٥ كلم مربع، مكتظ بالفعل، الأمر الذي يؤدي إلى حشر السكان في مناطق أصغر في ظل أوامر الإخلاء.
وتقول إسرائيل إن هجماتها "تخضع لرقابة صارمة ويراجعها محامون".
وفي تصريح لموقع "إنسايدر"، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنهم "يلتزمون بقانون الصراع المسلح، الذي يتطلب من المقاتلين الموازنة بين الضرورة العسكرية وحماية حياة المدنيين".
وبعد أن شكك الرئيس الأمريكي جو بايدن علنا في دقة إحصاءات ضحايا الحرب، أصدرت وزارة الصحة في قطاع غزة، قائمة تحتوي أسماء وأرقام هويات وأعمار كل فرد قُتل في الغارات الجوية الإسرائيلية.
ومن بين كل عشرة أشخاص أدرجتهم وزارة الصحة على قائمة القتلى، كان هناك أربعة أطفال.
وفي بيان لها، قالت منظمة إنقاذ الطفولة، إن عدد الأطفال الذين قُتلوا في قطاع غزة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية يفوق عدد الأطفال الذين قُتلوا في مناطق النزاعات الأخرى، سنويًا منذ عام 2019.
ومنذ الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس ضد بلدات إسرائيلية، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تقصف تل أبيب، بلا هوادة، القطاع الذي يبلغ طوله 25 ميلا.
aXA6IDMuMjEuMTU5LjIyMyA= جزيرة ام اند امز