صدى حرب غزة يصل إلى داغستان ومدريد.. اقتحام مطار وتظاهر الآلاف
بعد سريان أنباء عن هبوط طائرة آتية من إسرائيل، اقتحم عشرات المتظاهرين مساء الأحد مطار محج قلعة في عاصمة جمهورية داغستان الروسية ذات الغالبية المسلمة في القوقاز.
ودخل المتظاهرون مبنى الركاب ووصلوا إلى مدرج المطار واجتازوا الحواجز بهدف تفتيش السيارات المغادرة بحثا عن مسافرين إسرائيليين، وفق مقاطع فيديو بثتها وكالة «أزفستيا الروسية» وقناة «آر تي» وتمّ تداولها على وسائل التواصل.
وأعلنت وكالة الطيران الروسية أنه «في أعقاب اقتحام مجهولين منطقة الملاحة في مطار محج قلعة، تم اتخاذ القرار بإغلاقه موقتا أمام رحلات الوصول والإقلاع»، مؤكدة أن قوات الأمن وصلت إلى المكان.وتقول صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، إن رحلة جوية من إسرائيل إلى جمهورية داغستان الروسية اضطرت في وقت سابق من اليوم إلى التحول من وجهتها المقصودة في العاصمة محج قلعة، بعد أن اقتحم متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين المطار.
وهبطت الطائرة في مطار بديل، لكنها واجهت أعمال شغب هناك أيضا، وفقا للقناة 12. فيما صدرت تعليمات للركاب بالبقاء داخل الطائرة وتم استدعاء شرطة مكافحة الشغب إلى مكان الحادث لحمايتهم، بحسب التقرير.
وحضّت إسرائيل روسيا الأحد على "حماية" رعاياها بعد اقتحام محتجين مطار محج قلعة في عاصمة جمهورية داغستان الروسية إثر سريان أنباء عن هبوط طائرة وافدة من تل أبيب.
وجاء في بيان أصدره مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أن "إسرائيل تتوقّع من السلطات الروسية أن تحمي كل الرعايا الإسرائيليين وكل اليهود، وأن تتحرك بشكل حاسم ضد مثيري الشغب وضد الحض على العنف ضد اليهود والإسرائيليين".
الآلاف في شوارع مدريد
في السياق نفسه، تظاهر الآلاف في شوارع مدريد الأحد تضامناً مع الفلسطينيين، وحمل بعضهم أعلاماً أو لافتات وطالبوا بوقف فوري لإطلاق النار في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس، مرددين هتافات «الحرية لفلسطين» أثناء سير الحشود في شوارع العاصمة الإسبانية المغلقة.
وضمت المظاهرة نحو 35 ألف شخص، وفقاً لوفد الحكومة المركزية إلى مدريد، ما جعلها إحدى أكبر المسيرات تضامناً مع الفلسطينيين في إسبانيا منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر.
وقتل أكثر من 8000 شخص في قطاع غزة نصفهم من الأطفال، وفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة الفلسطينية، فيما قتل 1400 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون سقطوا في اليوم الأول من هجوم حركة حماس، حسب السلطات الإسرائيلية التي أفادت أن مقاتلي الحركة احتجزوا أيضا حوالى 230 شخصاً رهائن.
وقالت نسرين مشعل وهي معلمة تبلغ 45 عاماً إنها شاركت في المظاهرة لأن عائلتها تقطن في غزة وفي الضفة الغربية، مضيفة في حديث مع «فرانس برس»: «أنا قلقة جداً على عائلتي لأنني لم أتمكن من التحدث معهم منذ يومين تقريباً، مر يومان بدون أن أتلقى أي رسالة منهم».
مطالب بالسلام
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «السلام العادل، والنيران لا تكذب، ولا تتجاهلوا المعاناة الفلسطينية». ولوح عدد من الأشخاص بالأعلام الفلسطينية.
وأعرب إميليو غونزاليس وهو مستشار في مجال تكنولوجيا المعلومات يبلغ 50 عاماً عن تضامنه مع «الشعب الفلسطيني في معاناته»، مضيفًا: «نأمل أن يتمكنوا من تحقيق هدفهم النهائي الذي طالما أرادوه، وهو أن تكون لهم دولتهم».
ومن بين المشاركين، وزيرة العمل الحالية يولاندا دياز زعيمة تحالف سومار اليساري الراديكالي التي قالت إن «الجميع يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة»، مؤكدة أنّ «هذا النداء يُطلق من كل أنحاء العالم».
كذلك شارك آلاف المتظاهرين دعماً للفلسطينيين في مسيرة أخرى الأحد في مدينة فالنسيا الساحلية في شرق إسبانيا.
ونظّمت الأحد مظاهرة احتجاجية في أثينا شارك فيها أكثر من خمسة آلاف شخص، غداة احتجاجات نظّمت في بريطانيا وفرنسا وسويسرا ونيويورك.