الهجوم الإيراني على إسرائيل «انتقام» للقنصلية أم «دفاع» عن غزة؟
هل كان «الهجوم» الإيراني على إسرائيل دفاعا عن غزة؟ سؤال طرح نفسه مع إطلاق طهران عشرات المسيرات باتجاه الدولة العبرية، وسط استمرار التصعيد في القطاع الفلسطيني.
إلا أن إيران ردت على ذلك السؤال في بيان نشرته بعثتها لدى الأمم المتحدة، قائلة، إن العمل العسكري كان ردا على استهداف إسرائيل «مقرنا الدبلوماسي في دمشق، ويمكن اعتبار الأمر منتهيا».
البعثة أكدت، في البيان الذي اطلعت «العين الإخبارية» على نسخة منه، أنه «مع ذلك، إذا ارتكب النظام الإسرائيلي خطأ آخر، فإن رد إيران سيكون أكثر خطورة بكثير، إنه صراع بين إيران والنظام الإسرائيلي، الذي يجب على الولايات المتحدة أن تظل بعيدة عنه!»، في تأكيد جديد على أن الهجمات الإيرانية لا تمت للدفاع عن غزة بصلة.
هل كان الهجوم دفاعا عن غزة؟
وإلى ذلك، قال المحلل السياسي المصري هشام النجار إن الرد الإيراني ليس دفاعا عن غزة، مضيفا أنه «لو كان الأمر يحمل نية للدفاع عن غزة لكانت تحركت إيران وحزب الله مباشرة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي أو على الأقل بعد بدء إسرائيل حربها الجوية والبحرية والبرية على غزة، لإنقاذ أهل القطاع الفلسطيني وتقليل خسائر حليفتها حماس».
وأوضح النجار أن «ما يحدث لن يتجاوز المتفق عليه لحفظ ماء وجه إيران، وإظهارها كقوة تستطيع الثأر بعد ضرب سفارتها وقتل بعض عناصرها».
الأمر نفسه أشار إليه المحلل السياسي الفلسطيني زيد الأيوبي، قائلا إن الرد الإيراني بمثابة «مسرحية هزلية»، مشيرًا إلى أن طهران وتل أبيب اتفقتا على هذا الرد.
واستشهد على تصريحاته بما تنشره إيران من معلومات حول ردها، وساعات وصول المسيرات، وإحداثيات تلك الطائرات دون طيار.
وأكد أن إيران لا تزعم أن هجماتها دفاع عن غزة، بل رد على استهداف عناصرها في دمشق، معتبرًا أن «طهران تستخدم القضية الفلسطينية كشعار فقط، لأهداف لا تخدمها وفقط».
وأشار إلى أن «إيران لا تهمها القضية الفلسطينية»، مستدلا على ذلك بتنصلها من هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
بدوره، قال الخبير المتخصص في الشأن الإيراني الدكتور عارف نصر، المقيم في لندن، إن الرد الإيراني هو بشكل مباشر لما حدث بالقنصلية الإيرانية في سوريا، ولا يطرح الرد على أنه دفاع عن غزة.
وأوضح قائلا: إنه إذا طرحت الأمر كدفاع عن غزة فهي عمليا تفتح المجال إلى حرب واسعة، إلا أنها لا تريد أن تكون هنالك حرب واسعة مع إسرائيل.
aXA6IDMuMTM2LjIzNi4xNzgg جزيرة ام اند امز