خبز مغمّس بالدم في مدرسة.. ملاذ نازحي غزة يتحول لجحيم (صور)
أرغفة خبز مغمسة في الدم ظلت في مكانها تخبر بما كان عليه الحال قبل دقائق قليلة، وكيف أن ثانية واحدة كانت كفيلة بقلب الحياة إلى موت مرعب.
يوم حزين جديد في مخيم جباليا، أكبر تجمع للاجئين في غزة، يُضاف إلى سجل ثقيل من المآسي والمعاناة في ظل استمرار حرب إسرائيل وحماس.
- مرافق غزة الحيوية تحت القصف.. وإسرائيل ترد على نيران الشمال
- إسرائيل تصعد هجومها البري بغزة.. توغل مكثف بالجنوب وقصف منزل هنية
وفي وقت سابق السبت، تعرضت مدرسة الفاخورة التي تؤوي آلاف النازحين في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، لقصف إسرائيلي أسفر عن قتلى وعشرات المصابين.
كان يمكن لهذا اليوم أن يمر بسلام، والسلام بالنسبة لهؤلاء النازحين الفارين من الحرب يعني البقاء، رغم أن سوادهم الأعظم يقضي أياما بلياليها بلا أكل ولا شرب ولا مأوى.
في هذا المكان الذي تحول من كانوا فيه إلى أشلاء، لم تتبق سوى الآثار: أرغفة خبز كان يمكن أن تكون لمالكها ترفا في ظل الوضع المتأزم، لكن حتى حلم الاستمتاع بهذا «الترف» تحول إلى كابوس، فغادر الجائعون على عجل.
لم يكن الأمر ليتطلب أكثر من رمشة عين لينقلب المكان رأسا على عقب: تطايرت الأشلاء البشرية، وتعالى الصراخ من كل جانب، ومرت ثوان قبل أن تستوعب الجموع ما حدث.
هرعت الحشود تخترق خطوط الدماء المرسومة، تبحث عن ذويها وأحبتها في أجساد اختفت ملامحها وتشوهت حتى غدا التعرف عليها أمرا أصعب من تقبل حقيقة رحيلها.
تعالى الصراخ والبكاء واختلطت الدموع بتمتمات تتقاطع عند سؤال واحد: لماذا يحدث كل هذا؟ وما الذي فعله المدنيون لتتحول حياتهم إلى جحيم حتى وهم يحتمون بمدرسة تابعة لوكالة أممية.
ولا تعتبر الفاخورة أول مدرسة تتعرض للقصف، فقبلها أسفر استهداف مدرسة أسامة بن زيد بمنطقة الصفطاوي التي تؤوي عشرات النازحين شمال القطاع مباشرة بقذائف الدبابات، ما أسفر عن مقتل 20 فلسطينيا وإصابة آخرين.
وأدانت الخارجية العمانية الاستهداف الإسرائيلي لمدرسة الفاخورة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» بشمال غزة.
وسبق أن تعرض مخيم جباليا لسلسلة من الاستهدافات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 400 فلسطيني.