إيقاف إسرائيل العمليات العسكرية جزئيا بغزة.. الأهداف وسر التوقيت

رغم تعثر مفاوضات هدنة غزة، فإن إسرائيل أعلنت تعليقا تكتيكيا مؤقتا ومحدودا للعمليات العسكرية في بعض مناطق القطاع، مما طرح تساؤلات حول الأسباب.
وكانت صور الأطفال الفلسطينيين الذين يعانون من الجوع قد غزت الصفحات الأولى للصحف والمجلات العالمية وبخاصة في أوروبا وأمريكا، ما استدعى حاجة للتدخل.
وبدا التعليق التكتيكي المؤقت للعمليات العسكرية الذي أعلنه الجيش الإسرائيلي، الأحد، محاولة لامتصاص الغضب العالمي على الصور المفزعة القادمة من غزة.
تحركات دولية
وحاولت الحكومة الإسرائيلية عبثا تبرير حجبها المساعدات الإنسانية عن السكان في قطاع غزة، لكنها فشلت فاضطرت على الأقل للتخفيف.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين، بينهم الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، فإن الكثيرين من أصدقاء إسرائيل حول العالم أجروا اتصالات من أجل التحرك لوضع حد لما يجري.
لكنّ إسرائيل تحاول الآن إلقاء الكرة في ملعب المؤسسات الأممية والدولية بعد اتهامها برفض تلقي المساعدات وهو اتهام رفضته المؤسسات الدولية.
وقال الرئيس الإسرائيلي هرتسوغ، الأحد: "أدعو وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى القيام بدورها وضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين دون تأخير، كما طالبت إسرائيل منذ فترة. من غير المقبول أن تظل المساعدات المُقدمة إلى غزة دون توزيع أو أن تستولي عليها حماس، حتى مع اتهامها إسرائيل زورًا بمنعها".
وكانت إسرائيل وعلى مدى أشهر حاولت تكريس مؤسسة غزة الإنسانية كبديل للأمم المتحدة والمنظمات الدولية، لكنها فشلت.
كما رفضت المؤسسات الأممية والدولية التعامل مع مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من إسرائيل والإدارة الأمريكية.
وتعرضت مؤسسة غزة الإنسانية لانتقادات من كبرى وسائل الإعلام الدولية ما اضطرها لإصدار العديد من التوضيحات.
وبتعثر جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، كان يتعين على إسرائيل التحرك من أجل الحد من الانتقادات الدولية المتصاعدة ضدها.
فقادة العالم، خاصة في أوروبا، حولوا تحذيراتهم التي اكتفوا بالإدلاء بها في الغرف المغلقة مع المسؤولين الإسرائيليين الى بيانات عالمية.
طوفان انتقادات
ووجدت إسرائيل، التي كانت تتظلل في بداية الحرب بالدعم الغربي، نفسها في موجة طوفان لا يتوقف من الانتقادات الدولية.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه حتى الرئيس دونالد ترامب والإدارة الأمريكية أعربوا عن غضبهم إزاء الصور القادمة من غزة.
وقال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، السبت: «في الأيام الأخيرة، تلقيت عددا لا يُحصى من الرسائل من قادة، وأصدقاء لإسرائيل، وشخصيات إعلامية، وزعماء يهود من أنحاء العالم حول هذا الموضوع، والرد الصحيح هو تحرك عملي مسؤول».
ورسميا، ترفض إسرائيل وجود مجاعة أو تجويع في قطاع غزة وإن كانت تقر بوجود "أوضاع إنسانية صعبة ومعقدة".
بل يذهب وزراء بمن فيهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى حد المطالبة بالوقف الكامل لدخول للمساعدات الإنسانية إلى غزة.
وعلى ذلك فلا غرابة، في اتخاذ نتنياهو القرار بتخفيف الأوضاع الإنسانية في غزة بغياب سموتريتش وبن غفير بادعاء إجراء المناقشات خلال فترة السبت.
ولربما يمنح الوقف التكتيكي المؤقت والسماح بالإنزال الجوي للمساعدات، نتنياهو بعض الوقت للتخفيف من الانتقادات الدولية، غير أن هذه الخطوات تتسبب بانتقادات في داخل حكومته اليمينية.
ويدفع هذا الأمر لتقدير محللين إسرائيليين بأن الحكومة الإسرائيلية ربما تتجه إلى اتفاق وقف إطلاق نار يخفف من الانتقادات المحلية لنتنياهو؛ لأن هذا الاتفاق سيعيد رهائن إسرائيليين.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjA4IA== جزيرة ام اند امز