«غزو غزة».. إسرائيل تنهي الاستعدادات وحماس تعيد ترتيب صفوف قادتها

بينما تنهي إسرائيل الاستعدادات لـ«غزو» مدينة غزة، ترتب حركة «حماس» صفوف قادتها العسكريين في المدينة.
ورغم تصعد الجيش الإسرائيلي هجماته على الأبراج السكنية في مدينة غزة، إلا أن المعطيات الإسرائيلية عن نزوح الفلسطينيين في المدينة لا زالت دون المتوقع إسرائيليا.
فقد أشارت المصادر الأمنية الإسرائيلية، لوسائل الإعلام الإسرائيلية أن حوالي 300 ألف من أصل مليون من السكان غادروا مدينة غزة حتى الآن.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "يستعد الجيش الإسرائيلي لبقاء ما بين 200 و300 ألف من سكان غزة في منطقة مدينة غزة خلال الغزو البري".
وكان الجيش الإسرائيلي بدأ منذ أكثر من أسبوعين تحذيراته للسكان بوجوب النزوح عن المدينة، قبل أن يبدأ قبل 9 أيام الهجمات على الأبراج السكنية في المدينة.
تصعيد إسرائيلي
وقد أغار الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد على ما لا يقل عن 3 أبراج سكنية وفقا للتحذيرات التي صدرت عن المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي.
كما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن تدمير الجامعة الإسلامية في المدينة. وقال كاتس على منصة "إكس": "الجامعة الإسلامية في غزة تصعد إلى عنان السماء".
وفيما بدت أنها محاولة لإقناع سكان مدينة غزة بالمغادرة، فقد قال الجيش الإسرائيلي إن 3 من قادة "حماس" طلبوا مغادرة قطاع غزة مع عائلاتهم وإن إسرائيل رفضت طلبهم.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قالت في الماضي إن إحدى شروطها لوقف الحرب هي مغادرة قادة حماس للقطاع.
وقال مكتب منسق أنشطة الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية في بيان: "بينما تدعو حماس سكان مدينة غزة إلى عدم النزوح جنوبًا، يخشى عناصرها على حياتهم ويسعون لمغادرة قطاع غزة. يستخدمون سكان شمال غزة كدروع بشرية، ساعين وراء مصالحهم الخاصة".
وأضاف: "قبل أسبوعين، فرّ أنور عطا الله، عضو مجلس مدينة غزة، من قطاع غزة مع عائلته عبر الآلية التي تديرها إسرائيل والتي تسمح لسكان غزة بالخروج عبر الأردن إلى دولة ثالثة".
وتابع: "قدّم العديد من كبار المسؤولين الآخرين طلباتٍ لعائلاتهم لمغادرة القطاع، بل طلب بعضهم المغادرة بأنفسهم، لكن إسرائيل رفضت طلباتهم". وأردف: "تواصل إسرائيل دعوة سكان شمال غزة للنزوح جنوبًا لحمايتهم".
وأشار إلى أنه من بين القادة الذين طلبوا المغادرة الوزير السابق محمد المدهون وعائلته ومسؤول لجنة الشؤون الخارجية في حماس إسماعيل الأشقر ورئيس لجنة حكومية في حماس علاء الدين البطا.
لكن الدكتور محمد المدهون، عميد عائلة المدهون في الداخل والخارج، قال في بيان: "المزاعم التي نشرها ما يُسمى بالمنسق الصهيوني بشأن تقدمه بطلب لمغادرة قطاع غزة هي مزاعم باطلة لا أساس لها من الصحة، وينفيها جملة وتفصيلاً".
وأضاف: "هذه الأكاذيب إنما تأتي في سياق الحرب النفسية ومحاولات العدو البائسة للنيل من ثقة شعبنا بنُخَبه ورموزه المجتمعية، بعد أن فشل في كسر إرادة أهل غزة وصمودهم الأسطوري".
وتابع: "أسرتي باقية على أرض الوطن، ثابتة بجوار قبور ثلاثة من أبنائه الذين ارتقوا شهداء في العدوان الغاشم، ولن يبرحوا أرضهم مهما اشتد الحصار أو تعاظم التضحيات".
غزو غزة
في الغضون، قالت هيئة البث الإسرائيلية: "أكمل الجيش الإسرائيلي استعدادات الجنود للمرحلة القوية من عملية عربات جدعون 2، التي ستنطلق قريبا – المناورة البرية في مدينة غزة وغزوها".
وأضافت: "تستعد إسرائيل لبدء المناورة التي تؤدي إلى سلسلة من الإدانات في جميع أنحاء العالم، على خلفية الهجوم الفاشل في الدوحة ضد مسؤولين كبار في حماس الأسبوع الماضي والانتقادات الدولية لهذه الخطوة".
وتابعت: "في الوقت نفسه، يوضح مسؤولون كبار في القيادة الأمنية السياسية أنه لن يكون هناك خيار سوى توسيع القتال في ظل الجمود في اتفاق الإفراج عن الرهائن، الذي توقف تماما بعد محاولة الاغتيال في الدوحة".
وأشارت إلى أنه "يستعد الجيش الإسرائيلي لحقيقة أنه بالتوازي مع الضغط الدولي الذي سيزداد مع بدء العملية البرية، سيحاول النشطاء المؤيدون للفلسطينيين الوصول إلى غزة عن طريق البحر. ".
وقالت: "في الأسبوع الماضي، زاد الجيش الإسرائيلي بشكل كبير من غاراته الجوية في مدينة غزة، ولا سيما الهجمات على المباني الشاهقة والبنية التحتية العسكرية لحماس فوق الأرض وتحتها. في الواقع، القوات البرية للجيش الإسرائيلي موجودة بالفعل في ضواحي مدينة غزة، في حيي الشجاعية والزيتون".
وأضافت: "في غضون ذلك، يدعي الجيش الإسرائيلي أن قضية المختطفين حاضرة في كل نقاش وتقييم للوضع، ويوضح أن هذا سيبقى كذلك حتى أثناء المناورة. لن يهاجم الجيش الإسرائيلي أو يقترب من الأماكن التي يخشى وجود المختطفين فيها".
وذكرت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أجرى مشاورات حول قضية المختطفين مساء اليوم، شارك فيها العديد من المسؤولين، بمن فيهم وزير الدفاع يسرائيل كاتس، وزير الخارجية جدعون ساعر، رئيس أركان الجيش إيال زامير وعضو الكنيست أرييه درعي.
حماس تتجهز
في المقابل، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن حماس تقوم بتعيين مجموعة من قيادات القسام لإدارة القتال كجزء من استعداد حماس لاجتياح مدينة غزة.
وأضافت: "في الوقت نفسه، تستعد حماس أيضا لبدء المناورة البرية، وقد عينت الحركة العديد من كبار القادة لإدارة القتال على الأرض".
وبحسب هيئة البث، فإن «المسؤولين الأربعة الكبار هم: عز الدين حداد، رئيس الجناح العسكري، ورائد سعد، رئيس قسم العمليات، ومحمد عودة، رئيس مديرية المخابرات، ومهند رجب، أحد كبار المسؤولين في الجناح العسكري لحماس في لواء غزة، الذي ينحدر من عشيرة مرتبطة بقوة بحماس ويقيم أيضا في الشجاعية».
استئناف المفاوضات؟
إلى ذلك، قالت القناة i24: "يُجري مسؤولون أمريكيون محادثات مع مسؤولين إسرائيليين وقطريين في محاولة لاستئناف المحادثات بشأن صفقة الرهائن. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، زار رئيس الوزراء القطري الولايات المتحدة والتقى بالرئيس ترامب، ونائب الرئيس فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف".
وأضافت: "خلال المحادثات، أوضح المسؤولون الأمريكيون أنه "يجب إيجاد الطريقة الصحيحة لاستئناف المفاوضات".
وتابعت: "كما تحدث المسؤولون الأمريكيون مع مسؤولين إسرائيليين في محاولة لاستئناف المفاوضات. وسيُناقش وزير الخارجية الأمريكي روبيو، الذي وصل إلى إسرائيل اليوم الأحد، مع المسؤولين الإسرائيليين إمكانية استئناف المفاوضات".
ونقلت عن مصدر مُطلع على التفاصيل أن الإدارة الأمريكية قد تُقدم مبادرة جديدة لكسر الجمود في المفاوضات.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI0IA== جزيرة ام اند امز