33 رهينة ورفات وضغوط.. مقترح «هدنة غزة» عالق في التفاصيل
بشكل درامي، انقلب إعلان رسمي عن موافقة حماس على هدنة في غزة، إلى تحركات عسكرية متسارعة، ما أثار تساؤلات حول سبب تعثر المفاوضات.
وبعد أن أعلنت حماس موافقتها على مقترح الهدنة بعد مفاوضات طويلة يقودها وسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة، خرجت إسرائيل برد معارض، وصفت فيه "العرض المضاد" الذي قدمته الحركة الفلسطينية بأنه لا يلبي طلباتها، ما أحبط آمال الحل؛ مؤقتا.
وأبلغت حركة حماس المفاوضين، أمس الإثنين، أن الرهائن الـ33 الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل مع إسرائيل، ليسوا جميعا أحياء، وأنها ستسلم رفات قتلى ضمن الصفقة، وفقا لما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن شخصين مطلعين على المحادثات.
وجاء هذا الكشف كجزء من العرض المضاد الذي قدمته حماس على الاقتراح الإسرائيلي الأخير، والذي يتصور وقف إطلاق النار في المرحلة الأولى لمدة 6 أسابيع مقابل إعادة بعض الرهائن الذين تم احتجازهم خلال هجوم 7 أكتوبر/نشرين الأول الماضي الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل.
ولم يتضح ما إذا كانت حماس قد حددت عدد كل من القتلى والأحياء في المرحلة الأولى من التبادل، على وجه الدقة.
ويفترض أن تشمل المجموعة الأولى من الرهائن الذين من المفترض أن يتم تبادلهم، النساء وكبار السن والمرضى والجرحى الذين يعتقد أنهم ما زالوا قيد الاحتجاز من بين أكثر من 100 شخص.
وأراد الإسرائيليون في البداية أن يتم إطلاق سراح 40 رهينة في المرحلة الأولى، ولكنهم أدركوا أن حماس لا تحتجز هذا العدد الكبير ممن تنطبق عليهم المعايير "نساء وكبار سن وجرحى".
ووفق نيويورك تايمز، افترض المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون منذ فترة طويلة أن بعض الرهائن قد يكونون في عداد الموتى.
ومن المؤكد أن الأنباء التي تفيد بأن المجموعة الأولى من الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم ستشمل رفات بعض الرهائن، ستغضب بالتأكيد العائلات التي كانت تضغط على الحكومة الإسرائيلية لبذل المزيد من الجهد لتحرير أبنائهم.
وأصبح مصير الرهائن قضية رئيسية لدى الجمهور الإسرائيلي، حيث يتدفق آلاف المتظاهرين إلى الشوارع للضغط على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أجل إبرام صفقة يعودون بها إلى البلاد.
وقال مسؤولون إسرائيليون، إن عرض حماس المضاد غير مقبول، لكنهم وافقوا على مواصلة التفاوض، على أن يجتمع مسؤولون من مختلف الدول التي تعمل كوسطاء مرة أخرى في القاهرة هذا الأسبوع لمراجعة العرض المضاد ومعرفة ما إذا كان من الممكن إحراز مزيد من التقدم.
ووافقت إسرائيل على إرسال وفد لمراجعة العرض والتفكير في تقديم المزيد من التنازلات، وفق "نيويورك تايمز".
ومساء أمس الإثنين، وبينما كانت إسرائيل بدأت بقصف المناطق الشرقية من المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، أعلنت حماس أنها أبلغت الوسيطين القطري والمصري "موافقتها على مقترحهما" للهدنة..
في المقابل، قال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان عقب اجتماع لحكومة الحرب إنه "رغم أنّ مقترح حماس لا يلبّي مطالب إسرائيل الأساسية، فإنّ إسرائيل سترسل وفدا للقاء الوسطاء".
في الوقت ذاته، أعلن البيان أن "حكومة الحرب قرّرت بالإجماع أن تواصل إسرائيل العملية في رفح لممارسة ضغط عسكري على حماس من أجل المضي قدما في الإفراج عن رهائننا وتحقيق بقية أهداف الحرب".
واندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق لحركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر نحو 1200 شخص، وأسر أكثر من 250 آخرين ما زال 129 منهم محتجزين في غزة توفّي 35 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليّين.
وتعهدت إسرائيل، ردّا على الهجوم، "القضاء" على حماس. وتنفذ منذ ذلك الوقت، حملة قصف مدمّرة وعمليات برية في قطاع غزة، تسبّبت بسقوط أكثر من 34 ألف قتيل أغلبهم من النساء والأطفال بحسب وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس .