3 قتلى بغزة وتعليق الدراسة وغلق المعابر.. وإسرائيل: لا نريد التصعيد
القاهرة تكثف من جهودها في مسعى لوقف العدوان على قطاع غزة.
قُتل 3 أشخاص وأصيب آخرون، الثلاثاء، في قصف إسرائيلي على غزة تسبب كذلك في تعطيل الدراسة وإغلاق المعابر والبحر بوجه الصيادين، فيما أصيب 29 مستوطنا جراء إطلاق صواريخ من القطاع.
فيما كثفت القاهرة من جهودها في مسعى لوقف العدوان على قطاع غزة، وسط تصريحات إسرائيلية رسمية بعدم وجود نية للتصعيد مع إمكانية استمرار عمليات اغتيال بعض المستهدفين بالقطاع.
مقتل أبو العطا
واعترفت حركة "الجهاد" باغتيال القيادي بهاء أبو العطا وزوجته في قصف استهدف منزله بغزة فجر اليوم، بينما قالت مصادر طبية إن 4 من أبنائه أصيبوا في الهجوم.
وتُعَد هذه أول عملية اغتيال إسرائيلية مباشرة في غزة منذ نهاية عدوان 2014.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان: "في عملية مشتركة لجيش الدفاع وجهاز الأمن العام تم استهداف مبنى كان موجودا في داخله أبرز قادة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة بهاء أبو العطا".
وأوضح أن "أبو العطا نفذ عمليا معظم نشاطات الحركة في قطاع غزة وكان بمثابة قنبلة موقوتة. لقد قاد أبو العطا وتورط بشكل مباشر في العمليات ومحاولات استهداف مواطني إسرائيل وجنود جيش الدفاع بطرق مختلفة ومن بينها إطلاق قذائف صاروخية وعمليات قنص وإطلاق طائرات مسيرة وغيرها".
وتزامنت العملية مع قصف استهدف منزل القيادي في الحركة أكرم العجوري بدمشق؛ ما أسفر عن مقتل نجله.
قصف منزل
كما نفذ الجيش الإسرائيلي غارات أخرى، ظهر اليوم، على شمال قطاع غزة أسفرت عن مقتل فلسطيني وإصابة آخرين بجروح جراء القصف.
ووفق مسؤول محلي، فضّل عدم ذكر اسمه لـ"العين الإخبارية"، فإن طائرات الاحتلال قصفت منزلا شمال قطاع غزة؛ ما أدى إلى مقتل حمد عطية مصلح حمودة (20 عاما).
وفي غارة أخرى، قصفت الطائرات الإسرائيلية دراجة نارية في بيت لاهيا؛ ما أدى إلى وقوع إصابتين بحالة حرجة جدا وعدد من الجرحى الذين نقلوا إلى مستشفى الإندونيسي.
وقال المصدر إن الجريحين بحالة حرجة جدا وهما بلال الخالدي (25 عاما) وإبراهيم الضابوس (23 عاما) عقب استهداف دراجتهما النارية شمال قطاع غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان ثانٍ، أنه "قبل قليل هاجمت طائرة عسكرية عنصرَيْن من منظومة إطلاق القذائف الصاروخية التابعة للجهاد في شمال قطاع غزة".
وأوضح أن "الغارة نفذت لإزالة تهديد فوري، ورصدت إصابة مباشرة".
10 غارات
ومنذ صباح اليوم، شنّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي نحو 10 غارات على أهداف متفرقة في غزة بينها الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان وسط القطاع.
وقال عمار دويك، مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، إن الاحتلال استهدف بصاروخ مباشر مقر الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان.
وأوضح لـ"العين الإخبارية" أن "الصاروخ أصاب الطابق الخامس من المقر إصابة مباشرة، لكن لطف الله أن الزملاء الذين يعملون في هذا الطابق كانوا موجودين في اجتماع بطابق آخر".
وأشار إلى "إصابة أحد العاملين نتيجة تطاير الزجاج في الطابق السادس من المبنى".
ووصف ما حدث بأنه "جريمة حرب واستهداف مباشر لمؤسسة مدنية حقوقية وسابقة خطيرة في تاريخ العمل الحقوقي في فلسطين، ومحاولة لإسكات الهيئة والمؤسسات الحقوقية التي تفضح انتهاكات الاحتلال وجرائمه المستمرة".
الفصائل ترد
وإثر ذلك، أعلنت سرايا القدس، في بيان، استهداف مدينة تل أبيب وسط إسرائيل بعدة قذائف صاروخية.
وقالت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة، في بيان، إن الاحتلال سيدفع الثمن غاليا على تبعات جرائمه.
وأصابت قذيفة صاروخية معملا في بلدة سديروت في غلاف غزة دون وقوع إصابات، وفق الإذاعة الإسرائيلية.
وكشفت نجمة داود الحمراء (خدمة الإسعاف الإسرائيلية) عن إصابة 29 إسرائيليا في أنحاء متفرقة بينهم 15 إصابات طفيفة وإصابة المتبقين بالهلع.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، محملة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة وتبعات تدهور الأوضاع في القطاع.
فيما ردت طائرات إسرائيلية بقصف موقع لسرايا القدس شرقي خان يونس.
إغلاق البحر بوجه الصيادين
وأعلنت لجان الصيادين بغزة أن سلطات الاحتلال أبلغتهم بإغلاق البحر بشكل كامل بوجه الصيادين حتى إشعار آخر.
ومنذ نهاية أبريل/نيسان الماضي قلصت قوات الاحتلال مساحة الصيد 6 مرات في إطار العقاب الجماعي بذريعة إطلاق بالونات حارقة تجاه غلاف غزة؛ حيث كان يستمر التقليص عدة أيام ثم يعاد السماح بذلك.
تعليق الدراسة وإغلاق المعابر
وإثر القصف، علّقت وزارة التربية والتعليم في غزة الدراسة في جميع مدارس القطاع.
وقال منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية، كميل أبو ركن، في بيان له، إنه تقرر إغلاق معبري كرم أبو سالم التجاري، شرق رفح، وبيت حانون/إيرز المخصص للأفراد شمال القطاع.
كما أغلقت المدارس وسط إسرائيل وفتح الملاجئ ووقف بعض خطوط القطار.
جهود مصرية
وكثفت القاهرة من جهودها في مسعى لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، إن "القيادة الفلسطينية ومنذ اللحظة الأولى للعدوان بدأت اتصالاتها على جميع المستويات لوقف العدوان فورا، خاصة اتصالاتها المستمرة مع الأشقاء في مصر، ومع عدد من الدول الفاعلة والمؤثرة على المستويين الإقليمي والدولي".
وأضافت أن "الوزارة إذ تحيي الجهود المكثفة التي تبذلها مصر لوقف العدوان ولجمه، فإنها تطالب المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بسرعة التدخل لإجبار دولة الاحتلال وحكومتها على وقف عدوانها فورا".
وأكدت أن عدم محاسبة ومعاقبة دولة الاحتلال على حروبها واعتداءاتها المتواصلة ضد شعبنا يشجعها على التمادي في استباحة الأرض والدم الفلسطيني".
بدورها، قالت محطات تلفزة إسرائيلية إن الوسطاء المصريين أجروا اتصالات مع تل أبيب لوقف العدوان على قطاع غزة.
وسبق للجهود المصرية أن أدت في السنوات الماضية إلى منع حروب إسرائيلية على قطاع غزة عدة مرات.
إسرائيل: لا نية للتصعيد
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مؤتمر صحفي، إنه لا يريد التصعيد، "لكننا سنفعل ما يلزم لحماية أنفسنا. هذا يمكن أن يستغرق وقتا، يجب السماح للجيش الإسرائيلي بالقيام بهذه المهمة".
وهو ما أكده رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي أيزنكوت، في تصريحات صحفية: "لا مصلحة لنا بالتصعيد ولكننا نستعد للتصعيد وأيضا إمكانية استمرار الاغتيالات".
وكشفت الإذاعة الإسرائيلية عن رصد إطلاق أكثر من 100 قذيفة من قطاع غزة منذ صباح اليوم.
جريمة إسرائيلية
وأدانت الرئاسة الفلسطينية، في بيان، "الجريمة الإسرائيلية المتواصلة بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة، والتي أسفرت عن استشهاد مواطن وزوجته وإصابة أطفاله بعد استهداف منزلهم في حي الشجاعية بمدينة غزة".
وحمّلت الرئاسة الفلسطينية "حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة وتبعات تدهور الأوضاع في قطاع غزة، باستهدافها للمواطنين والممتلكات".
وطالبت "المجتمع الدولي بإلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف العدوان وضرورة توفير الحماية العاجلة لأبناء شعبنا في جميع أماكن وجوده".
تحذير حقوقي
وحذر مركز حقوقي فلسطيني مستقل من انفجار الأوضاع بشكل كامل في قطاع غزة، بعد اغتيال إسرائيل قيادي بارز من سرايا القدس، وتبادل عمليات القصف، مطالبا بحماية المدنيين من العدوان.
وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، في بيان له تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، إنه يشعر ببالغ القلق من تدهور الأوضاع الأمنية بشكل دراماتيكي، ويخشى من انفجار الأوضاع بشكل شامل في ضوء استئناف إسرائيل سياسة القتل خارج إطار القانون بحق النشطاء الفلسطينيين.
ووفق المركز؛ تنذر هذه التطورات بتصعيد كبير على قطاع غزة، كما حدث عقب جرائم إسرائيلية مماثلة، وما تلاها من إطلاق رشقات صاروخية من الفصائل تجاه التجمعات والبلدات الإسرائيلي، وهو ما بدأ فعليا؛ حيث أطلقت الفصائل عدة صواريخ تجاه التجمعات والمدن الإسرائيلية، في حين شنت الطائرات الإسرائيلية عدة غارات على أهداف متفرقة في القطاع، بعضها وسط تجمعات سكنية، مسببة المزيد من الدمار.
وحذر المركز أنه في كل مرة يدفع المدنيون الفلسطينيون ثمن هذا التصعيد الإسرائيلي، منبها أن هذه السياسة الإسرائيلية تحوّل أكثر من مليوني فلسطيني إلى رهائن للعدوان والخوف والقلق، فضلا عن الاستهداف المباشر.
aXA6IDMuMTYuNzUuMTU2IA== جزيرة ام اند امز