قوة «حفظ سلام».. تفاصيل خيارات أمريكا لغزة بعد الحرب
تقترب الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة من شهرها السابع وما زال الغموض يكتنف مصير الجيب المحاصر بعد انتهاء المعركة.
لكن الولايات المتحدة بدأت تجري محادثات مبكرة لتمويل قوة لحفظ السلام في قطاع غزة، وهو ما طالعته العين الإخبارية في صحيفة بوليتيكو الأمريكية.
بيْد أن المسؤولين الأمريكيين كانوا واضحين في أن الخطة لن تتضمن نشر قوات أمريكية على الأرض.
خيارات تحقيق الاستقرار
ووفق الصحيفة، يجري مسؤولو إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن "محادثات" أولية حول خيارات تحقيق الاستقرار في غزة بعد الحرب، بما في ذلك اقتراح للبنتاغون للمساعدة في تمويل قوة متعددة الجنسيات أو فريق حفظ سلام فلسطيني.
والخيارات التي يتم النظر فيها لن تشمل القوات الأمريكية على الأرض، وفقا لمسؤولين في البنتاغون ومسؤولين أمريكيين آخرين لم تذكر الصحيفة أسماءهم.
وبدلا من وجود قوات أمريكية على الأرض، فإن تمويل البنتاغون سوف يوجه نحو احتياجات قوات الأمن ويكمل المساعدة المقدمة من البلدان الأخرى.
وردا على طلب للتعليق، قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية للصحيفة "إننا نعمل مع الشركاء على سيناريوهات مختلفة للحكم المؤقت والهياكل الأمنية في غزة بمجرد انحسار الأزمة"، رافضا تقديم تفاصيل محددة.
واكتفى بالقول "لقد أجرينا عددا من المحادثات مع كل من الإسرائيليين وشركائنا حول العناصر الأساسية لليوم التالي في غزة عندما يحين الوقت المناسب".
كم ستستغرق الخطة؟
وقد يستغرق الأمر أسابيع أو أشهرا قبل أن توافق واشنطن وشركاؤها على أي خطة، خاصة أن اللاعبين الإقليميين يريدون رؤية التزام بحل الدولتين قبل الانخراط بجدية في الخيارات.
وهناك أيضا تساؤلات حول جدوى تدريب قوة محتملة بقيادة فلسطينية في الوقت المناسب للحفاظ على النظام في غزة، التي دمرت بعد ستة أشهر من القتال العنيف.
ما موقف إسرائيل؟
بحسب المصادر، فإن إسرائيل مترددة في إجراء هذه المحادثات حتى تهزم حماس عسكريا في غزة، وتضمن إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم الحركة منذ هجومها المباغت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقد دعا بعض المسؤولين داخل الحكومة الإسرائيلية تل أبيب إلى احتلال غزة بعد الحرب، وهو اقتراح تعارضه الولايات المتحدة.
وقال أحد مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية إن "إسرائيل هي العمود الطويل في الخيمة" على حد وصفه، مشيرا إلى أن تل أبيب "أيديها مشغولة بأشياء أخرى".
وأضاف المسؤول: "سيكون الأمر مختلفا إذا كانت الإدارة والحكومة الإسرائيلية متفقتان على الطريق إلى الأمام، لكن هذا ليس هو الحال".
وأكد المسؤولون الأربعة أن المحادثات تشمل البيت الأبيض والبنتاغون ووزارة الخارجية ونظراءهم الأجانب حول الشكل الذي ستبدو عليه قوة الأمن المحتملة في اليوم التالي.
وتشير المناقشات إلى أن هذه القوات لا تزال خيارات جادة وقابلة للتطبيق لما يلي الحرب.
تفاصيل الخطة
وبموجب الخطط الأولية التي يتم وضعها، ستوفر وزارة الدفاع الأمريكية التمويل لنوع ما من القوات الأمنية على الأرض في غزة، وفقا لمسؤولي البنتاغون.
ولفت أحد المسؤولين إلى أنه يمكن استخدام المساعدات لإعادة الإعمار والبنية التحتية والمساعدات الإنسانية وغيرها من الاحتياجات.
وتحول قطاع غزة إلى أنقاض، ونزح الغالبية العظمى من سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، مع صعوبة الوصول إلى الغذاء والماء والدواء.
ومن المرجح أن يحتاج البنتاغون إلى تحويل الأموال من أماكن أخرى في الوزارة لدفع تكاليف الخطة.
وستكون المساعدة الأمريكية مكملة لمساهمات الدول الأخرى، بحسب المصادر نفسها.
من سيتولى الأمر فلسطينيا؟
أما بالنسبة لفريق حفظ السلام المحتمل بقيادة فلسطينية فلا يزال من غير الواضح من الذي سيقوم بتدريب وتجهيز أعضائه، والذي يمكن أن يشمل بعضا من نحو 20 ألف فرد من أفراد الأمن المدعومين من السلطة الفلسطينية.
وبحسب مسؤول في البنتاغون، فإن وزارة الدفاع بدأت في البحث عن خيارات لدعم نوع ما من القوة المتعددة الجنسيات لتحقيق الاستقرار في غزة في العام الجديد تقريبا، عندما كانت هناك توقعات بأن إسرائيل يمكن أن تبدأ قريبا في إنهاء عملياتها.
ثم في يناير/كانون الثاني الماضي، حث وزير الخارجية أنتوني بلينكن إسرائيل على العمل مع دول المنطقة والفلسطينيين المعتدلين لإعادة بناء غزة وتحقيق الاستقرار فيها وحكمها بمجرد انتهاء الحرب.
وقال خلال زيارة لإسرائيل: “لا يمكن أن يتم ذلك إلا من خلال نهج إقليمي يتضمن مسارا إلى دولة فلسطينية”.
لكن على الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين أجروا محادثات مع الشركاء الإقليميين حول الشكل الذي سيبدو عليه تشكيل مثل هذه القوة، إلا أنه لم يؤكد أي منهم المشاركة لأن الخطة لم يتم الانتهاء منها بعد.
وأخبرت العديد من الدول في الشرق الأوسط إدارة بايدن أنها لن تفكر في المشاركة إلا عندما تكون هناك خطة جادة لحل الدولتين، وفق المصادر.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjYuMTU4IA== جزيرة ام اند امز