عودة سكان غزة للشمال.. إسرائيل ستخبر بلينكن شرطها «الوحيد»
مع كل جولة يجريها أنتوني بلينكن للمنطقة، منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، تتوجه الأنظار إلى ما تحمله جُعبة الوزير الأمريكي.
فوزير الخارجية أنتوني بلينكن، الذي بدأ جولة شرق أوسطية، الخميس الماضي، وصل تل أبيب، في وقت متأخر من مساء أمس الإثنين، في زيارة هي الخامسة له منذ اندلاع الحرب، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقبيل لقاءاته في إسرائيل، كشف موقع "إكسيوس" الأمريكي أن المسؤولين الإسرائيليين سيبلغون بلينكن أن تل أبيب "لن تسمح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال غزة إذا لم توافق حماس على إطلاق سراح المزيد من الرهائن".
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في "إكسيوس"، فإن إحراز تقدم نحو عودة الفلسطينيين إلى ديارهم وضمان عدم تهجيرهم قسراً من غزة هو أحد أهداف محادثات بلينكن في إسرائيل هذا الأسبوع.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد أعربت عن قلقها إزاء التصريحات الأخيرة لبعض الوزراء الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين الذين دعوا إلى طرد الفلسطينيين من القطاع.
والأحد، قال بلينكن في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء القطري في الدوحة: “يجب أن يتمكن المدنيون الفلسطينيون من العودة إلى ديارهم بمجرد أن تسمح الظروف بذلك”.
وشدد على أنه "لا يمكن ولا يجب الضغط عليهم لمغادرة غزة".
لكن مصادر إسرائيلية كشف للموقع الأمريكي أنه "في حين أن تل أبيب لا تعارض من حيث المبدأ السماح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال غزة، فإن المسؤولين سيخبرون بلينكن أن مثل هذه الخطوة يجب أن تكون جزءًا من صفقة رهائن جديدة".
وفي هذا الصدد، قال مسؤول إسرائيلي كبير للموقع : "لن نسمح للفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم في شمال غزة إذا لم يتم إحراز تقدم في إطلاق سراح الرهائن".
بدوره، أوضح مسؤول إسرائيلي ثان، لم يذكر الموقع اسمه أيضا، أن المفاوضين الإسرائيليين الذين يعملون على هذه القضية يعتقدون أن عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة تمثل وسيلة ضغط كبيرة لا تريد تل أبيب التخلي عنها في الوقت الذي تحاول فيه تأمين صفقة رهائن جديدة.
وذكر المسؤول الثاني "هناك رهائن من الإسرائيليين والأمريكيين ما زالوا محتجزين في غزة. نعتقد أننا سنعرف في غضون أسابيع قليلة ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق جديد لإطلاق سراحهم أم لا".
ورفضت وزارة الدفاع الإسرائيلية التعليق على مثل هذه المعلومات. وفق ما ذكره الموقع الأمريكي.
وأمس الإثنين، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، أن الجيش بصدد الانتقال من العمليات عالية الكثافة في معظم أنحاء قطاع غزة إلى العمليات منخفضة الشدة. وهذا يعني أنه سيكون هناك عدد أقل من القوات البرية داخل القطاع وعدد أقل من الغارات الجوية، خاصة في مدينة غزة وشمال القطاع.
ومن المتوقع أن يستمر القتال العنيف في مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، حيث لا يزال الجيش الإسرائيلي يبحث عن قادة حماس الذين تعتقد إسرائيل أنهم يختبئون في الأنفاق.
وفي تعليق له على المرحلة الجديدة من الحرب، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي أن انتقال الجيش الإسرائيلي إلى مرحلة أقل كثافة من عمليته العسكرية سيسمح للأمم المتحدة بتقييم ما يجب القيام به للسماح للفلسطينيين النازحين بالعودة إلى الشمال.
هذا ما تراه إسرائيل وأمريكا
ولفت مسؤول إسرائيلي كبير إلى إسرائيل والولايات المتحدة تدركان أن العودة إلى الشمال لن تحدث على المدى القصير لأن القتال مستمر في بعض المناطق وبسبب الظروف.
لكن من المتوقع أن يخبر المسؤولون الإسرائيليون بلينكن أنهم مستعدون لبدء عملية التخطيط مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة من أجل عودة الفلسطينيين إلى منازلهم في المستقبل، إن أمكن، أو إلى الملاجئ التي أنشأتها المنظمات الدولية، حسبما ذكر المسؤول نفسه.
وتقول مصادر فلسطينية والأمم المتحدة، إن ما يصل إلى 1.9 فلسطينيًا – 85% من السكان – نزحوا من منازلهم في القطاع المحاصر، بسبب الحملة العسكرية الإسرائيلية التي بدأت بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وفرّ مئات الآلاف من الفلسطينيين من شمال قطاع غزة بعد أوامر الإخلاء المتكررة التي أصدرتها إسرائيل وبدء الهجوم البري للجيش. ولن يكون لدى العديد منهم منازل ليعودوا إليها، نظراً لانتشار الدمار الناجم عن القصف الإسرائيلي على نطاق واسع وتحويل منازلهم إلى ركام.
ووفق بيانات أقمار صناعية تم تدمير ما بين 70% إلى 80% من المباني في شمال غزة في الحرب. كما تم تدمير جزء كبير من البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والكهرباء في شمال غزة.
aXA6IDE4LjIyMS4yNy41NiA= جزيرة ام اند امز