محللون لـ"العين" عن تصريحات ليبرمان حول احتلال غزة: جهل عسكري وسياسي
محللون سياسيون وعسكريون فلسطينيون يرون أن تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي ليبرمان حول الاستعداد لاحتلال غزة، تنم عن جهل عسكري وسياسي
اعتبر خبراء ومختصون في الشؤون العسكرية والسياسية، أن التصريحات التي أطلقها وزير الحرب الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، حول التحضير لاحتلال غزة، ومطالبة جيشه بالاستفادة من معركة الموصل الجارية بالعراق ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، تعكس بوضوح جهله العسكري والسياسي.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ليبرمان مطالبته للجيش الإسرائيلي بتحضير خطة تنفيذية لاحتلال قطاع غزة ومتابعة ما يجري من معارك قاسية في الموصل للاستفادة منها في لحظة الحرب المقبلة مع غزة.
وقال الخبير الفلسطيني في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية، واصف عريقات، إن هذه التهديدات بإعادة احتلال غزة تعكس جهله العسكري ، كما أنها قد تكون موجهة للشارع الإسرائيلي وتحضيره لأي مرحلة مقبلة.
وأضاف في حديثه لبوابة "العين" الإخبارية، أن هذه التهديدات ليست الأولى التي يطلقها ليبرمان منذ تسلمه وزارة الحرب، ولكن ربطها بمعركة الموصل يمثل انعكاسا لهاجس القلق والخوف عنده، بالإضافة إلى جهله بتدريب جيشه ومناوراته .
وأشار عريقات إلى أن "مقارنة المقاومة الفلسطينية مع داعش فاشلة بامتياز"، لأن هذه المقاومة تقاتل احتلالا إسرائيليا غاشما وقضيتها عادلة، كما أن حاضنتها الشعب الفلسطيني، "بعكس داعش الذي حاضنته هو أجهزة ووكالات استخبارات دولية تستخدمها لأغراضها العدوانية".
ولفت الخبير العسكري الفلسطيني، إلى أن الجيش الإسرائيلي دائما ما يجري مناورات وتدريبات، لكنها أثبتت فشلها عند الاعتداءات على غزة، وهو ما وضح جليا خلال الحرب الأخيرة عندما فشل الجيش في اقتحام أحياء محدودة داخل القطاع رغم كثافة القصف الصاروخي.
واتفق الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور ناجي شكري ألظاظا، في الرأي بالجهل العسكري لليبرمان، قائلا إن "ينبغي إضافة الجهل السياسي إليه أيضا"، مؤكدا أن تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي ليس لها أي تداعيات ميدانية مباشرة.
وأضاف في حديثه لبوابة "العين" الإخبارية، أن هذا الأمر ليس غريبا على ليبرمان، الذي فشل سابقا أثناء توليه وزارة الخارجية الإسرائيلية، وما أظهره من جهل سياسي واضح، أدخل إسرائيل في متاهات كثيرة مع دول عدة.
وأوضح ألظاظا أن الاحتلال الإسرائيلي، ورغم تصريحات ليبرمان، لا يسعى مطلقا لاحتلال قطاع غزة، لأنه يدرك أن لا مصلحة سياسية له من ذلك، خصوصا في ظل عدم الاستقرار الأمني بالضفة الغربية، إلى جانب تحضيرات إسرائيل لمرحلة ما بعد الرئيس أبو مازن لاحتمال وجود فراغ سياسي.
ولم يستبعد ألظاظا وجود نوايا أخرى لليبرمان من خلال هذه التصريحات، في إطار محاولاته للتميز عن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، كجزء من حملة دعائية انتخابية له يستفيد منها في أي معترك انتخابي قد تقبل عليه إسرائيل.
aXA6IDE4LjIyMC45Ny4xNjEg جزيرة ام اند امز