هدنة غزة تحتاج إلى «وقت».. «كلفة زمنية» لسد ثغرات المحادثات

سد الثغرات بين إسرائيل وحماس ممكن في محادثات الهدنة، لكن الأمر سيتسغرق وقتا في سقف زمني يثقل محنة القطاع بفاتورة بشرية وإنسانية هائلة.
واليوم الثلاثاء، أكدت قطر الحاجة إلى مزيد من الوقت للتوصل إلى اتفاق في المفاوضات التي ترعاها بين حركة حماس وإسرائيل بشأن وقف لإطلاق النار في غزة.
وفي غضون ذلك، يتواصل الضغط الأمريكي على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يزور واشنطن لإنهاء الحرب.
ميدانيا، تواصل إسرائيل ضرباتها على القطاع مخلفة عشرات القتلى غداة مقتل خمسة جنود إسرائيليين في إحدى أعنف الهجمات التي تعرضت لها قوات الجيش في غزة.
- أحدث عروض ترامب لنتنياهو: اتفاق سوريا مقابل إنهاء حرب غزة
- من يناير إلى يوليو.. تسلسل زمني لمقترح ترامب بشأن غزة
«سيستغرق وقتا»
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري "لا أعتقد أن بإمكاني تحديد إطار زمني في الوقت الحالي، لكن يمكنني القول إن الأمر سيستغرق وقتا"، مع دخول المحادثات يومها الثالث.
وانطلقت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين في قطر مساء الأحد، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد أن سلم الوسطاء مقترحا جديدا للطرفين يستند، بحسب مصادر مطلعة، إلى مقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.
وبالتزامن مع مباحثات الدوحة، وصل نتنياهو إلى واشنطن في زيارة هي الثالثة منذ عودة ترامب إلى السلطة، وأعرب الرئيس الأمريكي الإثنين عن ثقته في إمكانية التوصل إلى اتفاق.
وردّا على سؤال عمّا إذا كانت المعارك الدائرة في القطاع بين إسرائيل والحركة الفلسطينية ستؤدّي إلى تعطيل المحادثات الجارية بين الطرفين للتوصّل إلى هدنة، قال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض "إنّهم (حماس) يريدون اللقاء ويريدون وقف إطلاق النار هذا".
وعن السبب الذي حال حتى الآن دون إبرام هدنة، قال الرئيس الأمريكي "لا أعتقد أنّ هناك عائقا. أعتقد أنّ الأمور تسير على ما يرام".
ومن المقرر أن ينضم المبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، إلى المفاوضات في الدوحة هذا الأسبوع.
وأكد مصدر مطلع على المفاوضات لوكالة فرانس برس أن "المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بوجود الوسطاء المصريين والقطريين، تتواصل صباح اليوم في الدوحة حول آليات تنفيذ المقترح".
وأضاف أن "لا اختراق حتى الآن"، مشيرا إلى أن المفاوضات "تركز على بحث آليات الانسحاب العسكري الإسرائيلي من قطاع غزة وإدخال المساعدات ووقف النار".
ووصف المصدر المفاوضات بأنها "صعبة"، وتابع أن "حماس جادة في التوصل لاتفاق، والمأمول أن يضغط الجانب الأمريكي على إسرائيل للوصول لاتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى (والرهائن)".
السيطرة الأمنية
من ناحية ثانية، استبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي إقامة دولة فلسطينية كاملة وأكد أن بلاده ستظل "تحتفظ دائما" بالسيطرة الأمنية على قطاع غزة.
وأضاف "الآن، سيقول البعض إن هذه ليست دولة كاملة، وليست دولة بالمعنى الكامل، لكننا لا نأبه لذلك".
وأعلن جهاز الدفاع المدني في غزة الثلاثاء مقتل 29 فلسطينيا بينهم عدد من الأطفال في عدة غارات جوية شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على مختلف أنحاء القطاع منذ فجر اليوم.
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل أن 14 من القتلى قضوا في استهداف خيام النازحين في كل من حي الرمال غرب مدينة غزة (5 قتلى)، وفي منطقة المواصي غرب خان يونس، في الجنوب (9 قتلى).
وقالت شيماء الشاعر (30 عاما) في اتصال هاتفي لفرانس برس، إنها كانت أمام خيمتها بمخيم سنابل، في المواصي، تعد وجبة فطور لأطفالها الأربعة عندما "وقع فجأة انفجار وبعد دقيقة انفجار ثان.. الدخان والغبار ملأ المكان، شظايا وحجارة تطايرت وأصابت الخيمة".
وأضافت "نقلوا 4 أطفال مصابين كانوا يلعبون أمام خيمتهم بجانبنا، شاهدت الناس ينقلون ولا نعرف من أين ياتينا الموت والقصف مستمر".
وفي شمال قطاع غزة، قُتل الإثنين خمسة جنود إسرائيليين وأصيب اثنان بجروح خطيرة وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء في أحد أعنف الهجمات التي تعرضت لها قواته في القطاع.
وقال نتنياهو إنه "صباح صعب"، وأكد "كل إسرائيل تنحني بحزن وتنعى جنودنا الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم في معركة هزيمة حماس وتحرير جميع رهائننا".
وقال مراسلون عسكريون إسرائيليون إن الجنود قتلوا عندما انفجرت عبوات ناسفة محلية الصنع في بيت حانون شمال القطاع، وفي أثناء إجلاء الجرحى، تعرض الجنود لإطلاق نار.
وقُتل ما لا يقل عن 445 جنديا إسرائيلياً منذ بدء الحرب في قطاع غزة وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس.
وخلفت الحرب على غزة ظروفا إنسانية مروعة لنحو 2,4 مليون نسمة.
ورغم الدعم الذي تحظى به إسرائيل من إدارة ترامب فإنه يدفع بشكل كبير لإنهاء ما قال إنه "الجحيم" في غزة".
والأحد، قال ترامب إنه يعتقد أن هناك "فرصة جيدة" للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار هذا الأسبوع.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت: "أولوية الرئيس القصوى الآن في الشرق الأوسط هي إنهاء الحرب في غزة وإعادة جميع الرهائن".
وأوضحت ليفيت أن ترامب يريد أن توافق حماس على المقترح الذي توسطت فيه الولايات المتحدة "الآن".
مقترحات وشروط
تتضمن المقترحات الأمريكية هدنة من شهرين تقوم خلالها حماس بالإفراج عن عشرة رهائن أحياء اقتادتهم إلى قطاع غزة إبان هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وفي المقابل، تفرج إسرائيل عن معتقلين فلسطينيين لديها، وفق مصدرين فلسطينيين مطّلعين على المباحثات.
وتطالب حماس بضمانات لانسحاب إسرائيل وعدم استئناف القتال خلال فترة التفاوض وأن تتولى الأمم المتحدة توزيع المساعدات وفق النظام القديم.
واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس على إسرائيل التي ردت بحملة عنيفة واسعة النطاق على غزة خلّفت عشرات الآلاف من القتلى وتسببت في كارثة إنسانية.
وأسفر هجوم حماس عن مقتل 1219 شخصا في إسرائيل معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.
وقُتل في غزة ما لا يقل عن 57575 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين، في القصف والعمليات الاسرائيلية المدمرة، وفق حصيلة وزارة الصحة التي تديرها حماس.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU3IA==
جزيرة ام اند امز