جيش إسرائيل يغير طبيعة العمل العسكري بأنفاق غزة لتجنب المس بالرهائن
بعد مقتل 6 رهائن إسرائيليين في غزة الأسبوع الماضي، قرر الجيش الإسرائيلي تغيير طبيعة العمل العسكري داخل الأنفاق في القطاع المحاصر.
وكانت عائلات الرهائن ومعارضون إسرائيليون قالوا إن المستوى السياسي الإسرائيلي يتحمل المسؤولية عن مقتل الرهائن الستة، والذين كان من المقرر أن تشمل أربعة منهم، المرحلة الأولى من اتفاق التبادل.
واعتبروا أنه لو قبلت الحكومة الاتفاق، ولم تضع شرط البقاء في محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، لكان الأربعة أحرارا الآن.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إنه على أثر هذه الحادثة «سيغير الجيش الإسرائيلي طبيعة القتال تحت الأرض في غزة»، مضيفة: «يخشى الجيش الإسرائيلي أنه إذا قام بالمناورات في الأنفاق فإن ذلك سيؤدي إلى قتل مختطفين».
وفيما تقول حماس إن أعمال الجيش الإسرائيلي أدت إلى قتل رهائن، قالت إسرائيل إن حماس قتلت الرهائن الستة بعد أن أدركت وصول الجيش الإسرائيلي إليهم.
وقالت هيئة البث الإسرائيلي إنه بموجب أسلوب العمل الجديد فإن «الافتراض العملي الذي سيعمل بموجبه الجيش الإسرائيلي هو أنه حيثما لم يناور الجيش الإسرائيلي بعد، هناك مختطفون».
حماس تحذر
وكانت حركة حماس، حذرت من أنها ستعمد إلى قتل الرهائن في حال اقترب الجيش الإسرائيلي من أماكن تواجدهم.
وتفترض إسرائيل أن «حماس» ستعمد الى قتل الرهائن حال تيقنها من أن وصول الجيش الإسرائيلي إليهم بات حتميا.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها: «إن قتل الرهائن هو بيان تنفيذي مباشر من قبل حماس: توقفوا عن المناورة (العمل العسكري) تحت الأرض».
وأضافت المصادر ذاتها: «أصبح القتال أكثر صعوبة وتعقيدا، لأن الرسالة الواردة من حماس هي أنه إذا استمر الجيش الإسرائيلي في المناورة تحت الأرض، فإنها ستقتل الرهائن».
وعلى ذلك، فقد تابعت المصادر العسكرية الإسرائيلية: «سيواصل الجيش الإسرائيلي الوصول إلى المختطفين دون تعريضهم للخطر».
وأشارت هيئة البث إلى أنه «يشير تحقيق أولي أجراه الجيش الإسرائيلي في مقتل المختطفين الستة إلى أن مراقبين (من حماس) كانوا يقفون خارج النفق تعرفوا على جنود الجيش الإسرائيلي الذين يتحركون نحوهم، ما دفعهم على ما يبدو إلى قتل المختطفين والفرار من مكان الحادث».
وقالت: «وجد الجيش الإسرائيلي مؤشرات على الأرض بعد العثور على جثث المختطفين بأن مراقبي حماس شاهدوا جنود الجيش الإسرائيلي في الوقت الحقيقي».
وأضافت: «من بين أمور أخرى، سيحرص الجيش الإسرائيلي على عدم الذهاب إلى الأماكن التي توجد فيها معلومات استخباراتية حول المختطفين الأحياء، وهي معلومات يتم نقلها في الوقت الفعلي إلى القوات على الأرض».
ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن «حماس» تحتفظ بالرهائن في الأنفاق.
معضلة الجيش الإسرائيلي
ويواجه الجيش الإسرائيلي معضلة مركبة فمن ناحية فإن «حماس» تنصب الأفخاخ في مداخل الأنفاق، ومن ناحية ثانية فإن الجيش يعتقد بأن الرهائن في الأنفاق.
وكانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية كشفت مؤخرا أن الجيش الإسرائيلي يستخدم أسرى فلسطينيين كدروع بشرية حيث يرسلون الأسير إلى داخل النفق فإذا ما كان هناك لغم فإنه ينفجر فيه.
وفي مطلع الشهر الجاري، قالت هيئة البث الإسرائيلية: «المعضلة التي سيطرحها الجيش الإسرائيلي على مجلس الوزراء: هل يجب أن نستمر في المناورات التي يمكن أن تعرض المختطفين للخطر؟».
وأضافت: «سيطلب من مجلس الوزراء أن يقرر ما إذا كان سيستمر في العمليات البرية بالطريقة التي يتم تنفيذها بها حاليا وأين».
وعلى ما يبدو، فإن قرار الجيش الإسرائيلي جاء من خلال رد المستوى السياسي على طلب المستوى العسكري.
رفض شعبي
وأظهر استطلاع نشرته القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية أن «معظم الإسرائيليين لا يعتقدون أن الحكومة تبذل كل ما في وسعها لإعادة المختطفين».
وقالت إن 60% من الإسرائيليين يفصلون عقد اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في غزة على البقاء في محور فيلادلفيا وهو ما يتناقض مع موقف نتنياهو، فيما يؤيد 28% فقط موقف نتنياهو.
وأضافت: «أغلبية كبيرة من الجمهور الإسرائيلي لا تقبل موقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتعتقد أنه من المهم الذهاب لصفقة رهائن أكثر من البقاء على طريق فيلادلفيا».
وتابعت: «الأغلبية، أي نصف المستطلعين، يعتقدون بأن إصرار نتنياهو على البقاء في محور فيلادلفيا نابع من اعتبارات سياسية».
واستدركت: «ومع ذلك، فإن غالبية الناخبين لكتلة نتنياهو يفضلون البقاء على محور فيلادلفيا».
واستنادا إلى الاستطلاع، فإن 35% من الإسرائيليين يفضلون زعيم المعارضة يائير لابيد في رئاسة الحكومة مقابل 33% يفضلون نتنياهو و32% لا يملكون إجابة.
وفي المنافسة بين زعيم حزب «معسكر الدولة» بيني غانتس ونتنياهو، فإن 41% يفضلون غانتس و27% يفضلون نتنياهو، فيما لا يملك 32% إجابة.
وفي المفاضلة بين نتنياهو ورئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، فإن 44% يفضلون بينيت في رئاسة الحكومة مقابل 29% يفضلون نتنياهو، و27% لا يملكون إجابة.
من جهة ثانية، قال ثلثا الإسرائيليين إنهم يعارضون دعوة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير للسماح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى.
aXA6IDQ0LjE5Mi45NS4xNjEg جزيرة ام اند امز