حرب غزة بيومها الـ142.. مفاوضات «بلا هدنة» ونتنياهو متمسك برفح
مفاوضات ممتدة بأماكن مختلفة وأطراف عدة، لكنها لم تسفر جميعها عن هدنة في غزة، ولا أمل يلوح في الأفق لها، يرافقها إصرار إسرائيلي على اجتياح رفح ومخاوف كبرى من تداعياته الكارثية.
فمن باريس إلى محادثات مقبلة في قطر لا شيء يتغير سوى أعداد القتلى التي تتزايد وانخفاض هامش الأمل في إنهاء حرب لم تضع أوزارها منذ أكثر من 4 أشهر، يدفع المدنيون فاتورتها الباهظة.
- فوضى غير مسبوقة بالبرلمان البريطاني.. ما علاقة حرب غزة؟
- الإمارات تدعو لتكثيف التعاون الدولي لإنهاء أزمة غزة
نتنياهو يصر على رفح
ورغم المحادثات الحالية والمرتقبة إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جدّد تمسكه بضرورة شن القوات هجوما على رفح في جنوب غزة، رغم مخاوف كبرى من تداعيات ذلك على مئات آلاف المدنيين الذين فروا إلى هناك هربا من المعارك في بقية أنحاء القطاع.
وأضاف، في تصريحات صحفية، أنه "بعد مفاوضات باريس سأجمع بداية الأسبوع مجلس الوزراء للموافقة على الخطط العملياتية في رفح، بما في ذلك إجلاء السكان المدنيين"، في وقت تحذر الأمم المتحدة من كارثة إنسانية في المدينة.
ضربات جديدة
وأفاد مراسل وكالة "فرانس برس" في رفح بتعرّض المدينة لـ6 ضربات جوية على الأقل خلال ساعات ليل الأحد.
وأجرى رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، السبت، جولة في قطاع غزة، وشدد على أن العمل العسكري هو السبيل الفاعل الوحيد لاستعادة الرهائن.
وقال مخاطبا الجنود إن القتال "رافعة"، مضيفا "علينا مواصلته بقوة.. واستغلاله لتحرير الرهائن".
وفد إسرائيلي إلى قطر
وأعطى مجلس الحرب الإسرائيلي، السبت، الضوء الأخضر لإرسال وفد إلى قطر قريبا، لمواصلة المناقشات التي جرت في الأيام الأخيرة في باريس بهدف التوصل إلى اتفاق هدنة جديد في غزة يشمل إطلاق سراح رهائن، بحسب ووسائل إعلام محلية.
وأكدت مصادر مصرية مطلعة، استئناف مفاوضات التهدئة بقطاع غزة، من خلال اجتماعات على مستوى المختصين تعقد بالعاصمة القطرية الدوحة، وأخرى تعقبها في القاهرة.
وأوضحت المصادر، أن مباحثات الدوحة والقاهرة تجرى بمشاركة مختصين من مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل، بالإضافة إلى وفد من حركة حماس، استكمالًا لما تم بحثه في لقاء باريس الأخير.
وأشارت إلى أن مباحثات التهدئة في الدوحة والقاهرة، هدفها التوصل لاتفاق بشأن إقرار الهدنة بقطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين.
وكان وفد إسرائيلي برئاسة رئيس الموساد ديفيد برنياع توجه إلى باريس، الجمعة، لمتابعة مشروع هدنة نوقش في العاصمة الفرنسية نهاية يناير/كانون الثاني مع نظيريه الأمريكي والمصري ورئيس وزراء قطر.
وقال تساحي هنغبي، مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مساء السبت لقناة "إن 12" الإسرائيلية، "لقد عاد الوفد من باريس، ربما يكون هناك مجال للتحرك نحو اتفاق".
وأضاف قبيل اجتماع مجلس الحرب مساء السبت أن "الوفد طلب إبلاغ مجلس الحرب بنتائج قمة باريس، ولهذا السبب سيجتمع مجلس الحرب مساء اليوم عبر الهاتف".
وتصر إسرائيل على الإفراج عن كل الرهائن الذين احتجزوا في هجمات السابع من تشرين الأول/أكتوبر، بدءا بكل النساء، لكن هنغبي لفت إلى أن "اتفاقا كهذا لا يعني نهاية الحرب".
ضغط أهالي الرهائن
وفي تل أبيب، تجمع آلاف الأشخاص مساء السبت في "ساحة المخطوفين" لمطالبة الحكومة بالعمل على تحرير الرهائن في غزة، بحسب صحفيين في "فرانس برس".
وقالت أورنا تال (60 عاما)، وهي صديقة لتساتشي إيدان الذي خطف من كيبوتس ناحال عوز: "نفكر فيهم طوال الوقت، ونريدهم أن يعودوا إلينا أحياء وبأسرع ما يمكن. سوف نتظاهر مراراً وتكراراً حتى عودتهم".
وقرب مقر للجيش في تل أبيب، جرت مظاهرة أخرى ضد الحكومة، تخللها توقيف 18 شخصا بحسب الشرطة.
حصيلة القتلى
قتل حتى الآن 29606 فلسطينيين على الأقل في غزة، غالبيتهم العظمى من المدنيين النساء والقصّر، منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وفقا لآخر تقرير صادر عن وزارة الصحة التابعة لحماس.
وخلال الساعات الـ24 الماضية أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنوده، خلال القتال في جنوب غزة.
وبذلك ترتفع حصيلة القتلى، بين الجنود الإسرائيليين منذ بدء الهجوم البري في قطاع غزة، في أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي ضد حركة "حماس" إلى 239 قتيلا، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، في موقعها الإلكتروني اليوم الأحد.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن الجندي يدعى ناريا بيليت 21 عاما، من وحدة الاستطلاع، التابعة للواء جفعاتي، من قرية "شافي شومرون" في الضفة الغربية.
بالإضافة إلى ذلك، أصيب ضابط وجنديان من لواء جفعاتي، بإصابات خطيرة، في المعركة في جنوب قطاع غزة، حسب الجيش الإسرائيلي.
وفي ذلك اليوم، نفذت قوات من كتائب القسام الذراع العسكرية لحماس هجوما من غزة على جنوب إسرائيل، أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 1160 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد أجرته وكالة فرانس برس بناء على بيانات إسرائيلية رسمية.
كما احتجز خلال الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إن 130 منهم ما زالوا في غزة، ويعتقد أن 30 منهم لقوا حتفهم.
وبسبب الارتفاع الكبير بالضحايا في غزة، حذرت وزارة الصحة من تدهور القطاع الطبي في ظل نقص الموارد الطبية في الجيب الساحلي.
aXA6IDE4LjExOC4yOC4yMTcg جزيرة ام اند امز