اليوم الـ75 للحرب.. خان يونس تختبر «حديث الهدنة»
بدأت الحرب في غزة يومها الـ75، وسط تقارير وتصريحات رسمية عن مساعٍ لوقف لإطلاق النار، لم يصل صداها إلى الميدان الذي يشهد قتالا مكثفا في خان يونس.
ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية أن تل أبيب تدرس وقفا طويلا لإطلاق النار في قطاع غزة من أجل إتاحة المجال أمام حركة حماس لجمع الرهائن في مكان واحد بعد مقتل 3 محتجزين بنيران إسرائيلية بالخطأ قبل أيام.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن قتل المحتجزين الثلاثة بنيران الجيش في غزة يوم الجمعة الماضي "يعود للتقصير بنقل معلومات استخباراتية للجنود بالميدان".
بدوره، أبدى الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ استعداد إسرائيل للدخول في "هدنة إنسانية" أخرى بوساطة أجنبية لاستعادة المزيد من الرهائن الذين تحتجزهم حماس والسماح بوصول المزيد من المساعدات إلى غزة.
واستمرت الهدنة التي تسنى التوصل إليها في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني بوساطة دبلوماسيين قطريين وأمريكيين لمدة أسبوع قبل أن تنهار وتفضي إلى إطلاق سراح 110 رهائن مقابل تحرير 240 امرأة وقاصرا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.
في المقابل، استبعد باسم نعيم، وهو قيادي بحماس يقيم خارج غزة، في حديث لـ"رويترز"، إجراء المزيد من المفاوضات بشأن تبادل الأسرى مع استمرار الحرب.
"محادثات إيجابية"
وقال مصدر مطلع على الجهود الدبلوماسية للوكالة ذاتها، أمس الثلاثاء، إن رئيس وزراء قطر ورئيسي المخابرات الأمريكية والإسرائيلية أجروا محادثات "إيجابية" في وارسو لبحث سبل إحياء المفاوضات. وأضاف المصدر أنه من غير المتوقع التوصل إلى اتفاق في وقت قريب.
وأدت الحملة الإسرائيلية للقضاء على مسلحي حماس الذين يقفون وراء هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل، إلى تدمير غزة ومقتل نحو 20 ألفا من سكان غزة، وفق وزارة الصحة في القطاع الفلسطيني. كما تسببت في جوع ونزوح واسعي النطاق.
ورغم الضغوط الخارجية لتجنب قتل الأبرياء، يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الحرب لن تتوقف إلى أن تفرج حركة حماس عن بقية من الرهائن الذين تحتجزهم بغزة وعددهم 129، والقضاء على الحركة.
قتال شوارع
ميدانيا، اندلعت معارك عنيفة بين القوات الإسرائيلية ونشطاء حركة "حماس"، في شوارع مدينة خان يونس، ثاني أكبر مدينة في غزة، اليوم الأربعاء.
وأفاد سكان خان يونس اليوم الأربعاء بوقوع اشتباكات عنيفة بين مقاتلي حماس والقوات الإسرائيلية في وسط المدينة وشرقها.
وقال مسؤولو الصحة في غزة إن 12 فلسطينيا قتلوا في غارة إسرائيلية على منزل في المدينة الواقعة في جنوب القطاع.
جلسة مجلس الأمن
في غضون ذلك، تأجل تصويت مجلس الأمن الدولي بشأن بدء تسليم المساعدات ليوم آخر، أمس الثلاثاء، مع استمرار المحادثات في محاولة لتجنب استخدام الولايات المتحدة حق النقض للمرة الثالثة لمنع اتخاذ إجراء بشأن الحرب المستمرة منذ شهرين بين إسرائيل وحماس.
وعندما سُئلت عما إذا كان الدبلوماسيون يقتربون من التوصل إلى اتفاق، قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد للصحفيين أمس الثلاثاء: "نحاول، نحاول حقا".
وفقدت إسرائيل 132 جنديا في القتال داخل غزة منذ غزوها للقطاع عقب الهجوم الذي شنته حماس في السابع أكتوبر/تشرين الأول، والذي تقول إسرائيل إنه أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة.