بالأرقام.. عام من الدمار في غزة
اختفت ملامح غزة وتشوهت تفاصيلها حتى باتت شبيهة بلوحة مدمرة عالقة في حرب لم تضع أوزارها منذ نحو عام.
ومنذ بداية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة قبل سنة، تسبّبت العمليات العسكرية الإسرائيلية، علاوة على عشرات آلاف القتلى والجرحى والأزمة الإنسانية، بمستوى من الدمار لم يحصل في العالم منذ سنوات طويلة.
- على منبر الأمم المتحدة.. جنوب أفريقيا تستدعي «إبادة غزة»
- غزة بعد الحرب.. تكلفة ضخمة لرفع الأنقاض وإعادة الإعمار تستغرق 80 عاماً
وفيما يلي، لمحة عن الدمار الذي تسببت به الحرب، بحسب وكالة فرانس برس.
169 ألف مبنى
الكثافة السكانية في غزة هي من الأعلى في العالم، وقبل اندلاع الحرب، كان سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، يتوزعون على مساحة 365 كلم مربعا.
وحتى 13 سبتمبر/ أيلول الجاري، كان نحو 59 بالمئة من مباني القطاع الفلسطيني المحاصر دمّر بالكامل أو تضرّر، وذلك استنادا إلى صور أقمار اصطناعية أمريكية قام بتحليلها الباحثان كوري شير وجايمون فان دي هويك. وتعادل هذه النسبة نحو 169 ألف مبنى.
وأشار الباحثان إلى أن الجزء الأكبر من هذا الدمار وقع خلال الشهرين أو الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب.
90 % من المباني الحدودية
بات نحو 75 بالمئة من مباني مدينة غزة مدمّرا أو متضررا.
ومطلع مايو/ أيار الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية برية في رفح القريبة من الحدود مع مصر في جنوب القطاع.
وعلى رغم أن رفح لم تختبر مستوى الدمار نفسه الذي طال مدينة غزة، تقف المباني المتضررة والمخترقة بالرصاص والقذائف شاهدة على آثار الحرب.
وقالت منظمة العفو الدولية إن 90 بالمئة من المباني على امتداد المناطق الحدودية بين قطاع غزة وإسرائيل، والبالغة مساحتها 58 كيلومترا مربعا، تعرضت "للتدمير أو الضرر البالغ" بين أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ومايو/ أيار الماضي.
16 مستشفى من 36
هاجمت إسرائيل غالبية مستشفيات قطاع غزة أثناء الحرب، ويتهم الجيش الإسرائيلي حماس باستخدام المستشفيات لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني ومارس/آذار الماضيين، نفّذت القوات الإسرائيلية عمليتين عسكريتين في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة الذي كان أكبر المستشفيات في القطاع قبل الحرب.
واعتبرت منظمة الصحة العالمية أن العملية الثانية حوّلت مستشفى الشفاء الى "هيكل فارغ" تملؤه بقايا بشرية.
وبحسب المنظمة، كان 16 مستشفى من أصل 36 في غزة، أي 44 بالمئة، لا تزال تعمل، وبشكل جزئي.
وتظهر بيانات مركز الأمم المتحدة للأقمار الاصطناعية (يونوسات) وقاعدة المعلومات الجغرافية أن أكثر من 60 بالمئة من مساجد غزة تعرضت للتدمير أو لحقت بها أضرار.
477 مدرسة
دفعت المدارس في قطاع غزة التي تدير الأمم المتحدة غالبيتها، ثمنا باهظا في الحرب، ولجأ إلى هذه المؤسسات آلاف النازحين الفارّين من القصف والمعارك.
إلا أنها تعرضت لضربات متكرّرة من الجيش الإسرائيلي الذي يقول إنها تستخدم كمراكز قيادة لحماس وعناصرها.
ونفت الحركة مرارا هذه الاتهامات.
وحتى السادس من يوليو/ تموز الماضي، أحصت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) تضرر 477 مدرسة، أي نحو 85 بالمئة من 564 منشأة تعليمية. ومن بين المدارس المتضررة، سجّل ضرر بالغ في 133، بينما أصيب 344 بشكل مباشر.
وخلال الشهر الجاري، أفاد صندوق الأمم المتحدة للتعليم خلال الأزمات بأن نحو 90 بالمئة من مباني المدارس في غزة تضرر أو دمّر بالكامل.
68 % من الأراضي الزراعية
بحسب بيانات للأمم المتحدة من الأقمار الاصطناعية تعود إلى 27 أغسطس/ آب المنقضي، لحقت أضرار بـ68 بالمئة من مساحة الأراضي الزراعية في غزة، أي 102 كلم مربع. وبلغت هذه النسبة 78 بالمئة في شمال غزة، و57 بالمئة في رفح.
ولحقت أضرار بـ68 بالمئة من شبكة الطرق في القطاع الفلسطيني.
ودمّر نحو 1190 كيلومترا من شبكة الطرق بالكامل، بينما يعاني 415 كلم من ضرر بالغ و1440 كلم من ضرر متوسط، بحسب تقييم أولي من "يونوسات" بناء على بيانات حتى 18 أغسطس/ آب الماضي.
وفي تصريحات سابقة، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن ما يحصل "أمر لا يمكن تصوّره: مستوى المعاناة في غزة، ومستوى الموتى والدمار لا مثيل له في كل ما شهدته منذ أن أصبحت أمينا عاما" في 2017.