استغلت جنوب أفريقيا وجودها في الجمعية العامة للأمم المتحدة، للتأكيد على موقفها المناوئ للحرب الإسرائيلية على غزة.
وقال رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا خلال كلمته بافتتاح أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء، إن إسرائيل تطبق العقاب الجماعي ضد شعب قطاع غزة، ردا على هجمات حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وشدد على أن بلاده لن تبقى مكتوفة الأيدي إزاء ما يشاهده العالم من معاناة إنسانية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، منوها إلى أنه لا يمكن تطبيق القانون الدولي بشكل انتقائي.
وتابع" طالما ظل الشعب الفلسطيني محروما من الحق في الحياة، سنظل بعيدين عن منال السلام".
- تنديد وتحذير.. غزة وفلسطين تتصدران كلمة أردوغان بالأمم المتحدة
- بايدن في خطاب الوداع بالأمم المتحدة.. «إنجازات» وتحديات وحربان (فيديو)
ونوّه رامافوزا بأن مواطنيه في جنوب أفريقيا عانوا من الفصل العنصري ولن يسمحوا بما تقوم به إسرائيل من إبادة جماعية بحق غزة.
وأعرب عن شكره لكل من دعم دعوى بلاده ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية والتي انتهت إلى أن هناك إبادة جماعية ترتكب في غزة.
وأشار إلى أن "تحقيق السلام الدولي يتطلب إرادة دولية ويجب أن يكون مجلس الأمن الدولي أكثر تمثيلا وشمولا"، لافتا إلى أنه "يجب إصلاح مجلس الأمن بتوسيع عضويته وتمثيل الدول الأفريقية".
وشدد على أن "الحل الوحيد للصراع في الشرق الأوسط يكمن في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية".
وأوضح رامافوزا أن بلاده لطالما دعت إلى تغليب لغة الحوار في حل النزاعات الإنسانية، وأنه بناء على خبرات بلاده الطويلة في هذا الأمر، فإن التسوية السلمية في مختلف النزاعات ومن بينها الحرب الروسية - الأوكرانية هي الخيار الأمثل.
وشدد على أن قادة أفريقيا انخرطوا في قضايا الجوع والفقر والصراعات داخل القارة السمراء من أجل تحقيق السلام في ربوع القارة الأفريقية.
وطالب رئيس جنوب أفريقيا من المجتمع الدولي، بـ"ضرورة السعي قدما نحو جهود بناء السلام في مختلف أنحاء العالم"، مضيفا: "كما يجب على المجتمع الدولي العمل مع الاتحاد الأفريقي للعمل مع الحكومات الرسمية في دول النزاعات الإنسانية من أجل احتواء هذه الأزمات".
معركة المحكمة الدولية
ورفعت جنوب أفريقيا في ديسمبر/كانون الأول الماضي، قضية أمام محكمة العدل الدولية، اتهمت من خلالها إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بحق سكان قطاع غزة.
وشددت في لائحة الاتهام أن الهجوم الذي شنته إسرائيل على غزة ردا على هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ينتهك اتفاقية عام 1948 في الأمم المتحدة بشأن منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، فيما نفت إسرائيل بشدة وقتها هذا الاتهام.
وشهد اجتماع وزراء الخارجية العرب في العاشر من سبتمبر/ أيلول الجاري، توافق دول عربية على التدخل رسميا لدعم الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية.
وأفاد البيان الختامي لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب بـ"توافق الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية الأطراف في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948 على التدخل رسميا لدعم الدعوى المرفوعة من قبل جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية".