رسائل في مختلف الاتجاهات أطلقها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال العاهل الأردني خلال كلمته بافتتاح أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء، إن حجم الفظائع المرتكبة في غزة غير مسبوق ولا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال.
وشدد على أنه لا يمكن تبرير مقتل أكثر من 42 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
- بايدن في خطاب الوداع بالأمم المتحدة.. «إنجازات» وتحديات وحربان (فيديو)
- غزة ولبنان «يفتتحان» الجمعية العامة للأمم المتحدة
وتابع: "بعد مضي عام تقريبا على هذه الحرب أثبت عالمنا فشله سياسيا ولكنّ هذا لا يستوجب أن تخذل إنسانيتنا أهل غزة بعد الآن".
وأشار العاهل الأردني إلى "لقد شهدنا مرارا وتكرارا إسرائيل وهي تحاول تحقيق الأمن باستخدام الوسائل العسكرية، وكل تصعيد يتبعه هدوء مؤقت، وسرعان ما يبدأ تصعيد جديد أكثر فتكا".
وأوضح أنه طوال السنوات الماضية اختار المجتمع الدولي الطريق الأسهل، واكتفى بقبول الوضع القائم المتمثل في استمرار الاحتلال العسكري الإسرائيلي للفلسطينيين، مقدما الدعم لحل الدولتين من خلال تصريحات لا تسمن ولا تغني من جوع.
مخالفة القانون الدولي
وشدد على أنه بات واضحا اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن الوضع القائم الحالي غير مجد ولا يمكن أن يستمر، مشيرا على أنه ووفقا للقرار غير الملزم الصادر عن محكمة العدل الدولية قبل شهرين، فإن هذا الوضع القائم مخالف للقانون دون لبس.
ووجه الملك عبد الله نداء إلى جميع الدول للانضمام إلى الأردن في فرض بوابة دولية للمساعدات الإنسانية إلى غزة كجهد إغاثي ضخم لإيصال الغذاء والمياه النظيفة والدواء وغيرها من الإمدادات الحيوية.
وأوضح أن قيم ومبادئ الأمم المتحدة بدأت في الانهيار، فهناك بعض الدول فوق العدالة الدولية، لافتا إلى أن الثقة في الأمم المتحدة بدأت تتلاشى بالنظر لما يحدث في غزة.
مطالبا بضرورة حماية الإسرائيليين والفلسطينيين من أفعال المتطرفين من كلا الجانبين، حسب وصفه، معلنا رفض بلاده التهجير القسري للفلسطينيين، باعتباره جريمة حرب.
الوطن البديل
وشدد على أن الأردن "لن نكون وطنا بديلا"، منوها إلى أن إسرائيل باتت مطالبة بالاختيار بين احترام القيم الديمقراطية، أو المزيد من العزلة والرفض.
وتابع: "وحشية الحرب على غزة أجبرت العالم على رؤية الحقيقة وبات كثيرون ينظرون إلى إسرائيل بعيون ضحاياها".
واستطرد: "لقد كان والدي رجلا قاتل من أجل السلام إلى آخر رمق ومثل والدي تماما فإنني أرفض أن أترك لأبنائي أو لأبنائكم مستقبلا يحكمه الاستسلام".