حرب غزة ما بعد السنوار.. 4 سيناريوهات
لطالما قال محللون إسرائيليون إن صورة يحيى السنوار مقتولا أو أسيرا قد تكون كافية ليعلن بنيامين نتنياهو النصر في غزة وينهي الحرب.
فهل يفعلها اليوم بإعلان مقتل السنوار رسميا في غزة؟
ومساء الخميس، أعلنت إسرائيل أنها قتلت السنوار الذي تتهمه بالتخطيط لهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، في ضربة قاسية للحركة الفلسطينية بعد عام على اندلاع الحرب بين الطرفين.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان أرسله إلى وسائل الإعلام: "تم القضاء اليوم على القاتل الجماعي يحيى السنوار، المسؤول عن مجزرة وفظائع 7 أكتوبر، على يد جنود" الجيش.
من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي قتل السنوار.
وبمقتل السنوار، ترصد "العين الإخبارية" 4 سيناريوهات محتملة لما بعد مقتل السنوار:
1- مفاوضات
السيناريو الأول، أن يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه بقتل السنوار والعدد الأكبر من قادة "حماس" وتدمير الجزء الأكبر من عتادها العسكري وعدم مقدرتها على تكرار هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فإنه على استعداد للدخول في مفاوضات سريعة.
وهذه المحادثات لتبادل الرهائن الإسرائيليين بأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ووقف إطلاق النار في غزة، والدخول في ترتيبات اليوم التالي للحرب.
ويبدو السيناريو محتملا، لكن ذلك يعتمد إلى حد كبير على مواقف شركاء نتنياهو بالحكومة، وهما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
ويريد بن غفير وسموتريتش وعدد من قادة حزب "الليكود" الذي يتزعمه نتنياهو إعادة الاستيطان إلى غزة والإبقاء على الوجود الإسرائيلي بالقطاع.
ويستبعد أن توافق "حماس" على هذه المطالب.
2- ليونة من الجانبين
السيناريو الثاني أن يؤدي مقتل السنوار إلى ليونة من جانب نتنياهو وحركة "حماس" باتجاه التوصل إلى اتفاق مقبول من الطرفين ومع تقديم كل منهما تنازلات تسمح بالتوصل لاتفاق.
والاعتقاد السائد هو أن أمريكا ومصر وقطر ستسعى للدفع باتجاه جعل هذا السيناريو حقيقة من خلال الضغط على الطرفين لطي صفحة الحرب.
ولكن سيناريو مماثل يعتمد إلى حد كبير على مواقف نتنياهو وأيضا خليفة السنوار الذي من المرجح أن لا يتنازل عن المواقف التي تمسك بها الزعيم المقتول ما لم يخضع لضغوط الأطراف المختلفة.
وفي غضون ذلك، نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن أحد المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية قوله إن "القضاء على السنوار سيساعد في الجهود المبذولة لتأمين اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة".
وأضاف المسؤول أنه "ستجري مناقشات في الأيام المقبلة حول الآثار المترتبة على مقتل رئيس حركة حماس في مفاوضات الرهائن".
ومع ذلك، حذر آخرون من أن عدم وجود خليفة واضح وفوري يمكن أن يعقد الأمور ويعرض الرهائن للخطر.
وفي هذا الصدد، أشار مصدر إسرائيلي مطلع إلى وجود "قلق من أنه في غياب قيادة واضحة، يمكن قتل الرهائن - سواء بدافع الانتقام أو بسبب عدم وجود خطة بشأن ما يجب فعله بهم".
3- تصعيد إسرائيلي
السيناريو الثالث أن يشجع قتل السنوار نتنياهو على المزيد من العمليات العسكرية في قطاع غزة على غرار ما جرى في لبنان بعد مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، باتجاه توجيه المزيد من الضربات لحماس على أمل القضاء على الحركة.
وفي مثل هذا السيناريو سيبدو التوصل إلى اتفاق بعيد جدا، وبذلك تبقى فرص بقاء الحرب سائدة.
4- زعيم جديد «متعنت»
السيناريو الرابع، أن يتولى رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" شخصية ترفض التوصل إلى اتفاق وتتمسك بشروط الحركة لأي اتفاق وبذلك تبقى قضية الرهائن الإسرائيليين في غزة قائمة وتبقى معها الحرب.
وليس السنوار أول مسؤول كبير في "حماس" يقتل إذ سبق أن أعلنت إسرائيل مقتل قياديين أكثر أهمية، من بينهم محمد الضيف، قائد الجناح العسكري للحركة، ومروان عيسى، نائب قائد جناحها العسكري.
ويقول الخبراء إن لدى "حماس" الإمكانية لتعبئة الفراغات في مراتبها القيادية بسرعة دون أن يكون من الواضح إذا ما كان هذا قد تم بالفعل.
ماذا قالت عائلات الرهائن الإسرائيليين؟
أعرب مقر عائلات الرهائن في بيان عن «تقديره العميق» للجيش الإسرائيلي وقوات الأمن للقضاء على يحيى السنوار.
وقال: "إلى جانب التقدير للإنجاز الكبير، فإن أهالي المختطفين يعربون عن قلقهم البالغ على مصير 101 أسيراً ما زالوا محتجزين لدى حركة حماس في غزة".
وأضاف البيان أن ذوي الرهائن "يطالبون ويناشدون قيادة الدولة تحويل الإنجاز العسكري إلى إنجاز سياسي ووطني بأن نسعى جاهدين للتوصل إلى اتفاق فوري للإفراج عن جميع المختطفين البالغ عددهم 101 - الأحياء لإعادة تأهيلهم والقتلى والموتى من أجل دفنهم بشكل لائق في بلدهم".
وشدد على أن "القضاء على السنوار يشكل محطة مهمة على طريق النصر الحقيقي، الذي لن يتحقق إلا بعودة المختطفين الـ 101".
وحذر من أنه "منذ أكثر من عام، لم تتمكن الحكومة الإسرائيلية من الاستفادة من الإنجازات الأمنية غير المسبوقة في القتال في غزة لصالح إطلاق سراح المختطفين".
واعتبر أنه "من المناسب الآن أن تقوم قيادة البلاد، وعلى رأسها رئيس الوزراء، بتكليف فريق التفاوض بالتوصل إلى اتفاق فوري لإعادة جميع المختطفين إلى وطنهم فوراً، ولن يكون هناك نصر كامل دون إطلاق سراح جميع المختطفين".