التصعيد في 3 أيام.. كيف اشتعلت الأوضاع بغزة وأين وصلت جهود التهدئة؟
مع بزوغ فجر الأحد، دخلت حرب غزة يومها الثالث، مخلفة عشرات القتلى والجرحى، وتصعيدًا يوشك على الانفجار، وسط فشل جهود التهدئة حتى الآن.
فالحرب التي دقت أجراسها يوم الجمعة، هي الأسوأ بين إسرائيل والفصائل المسلحة في غزة منذ حرب مايو/أيار 2021 التي أسفرت خلال 11 يومًا عن مقتل 260 فلسطينيًا بينهم مسلحون، و14 قتيلا في إسرائيل بينهم جندي، حسب السلطات الإسرائيلية.
سبب الحرب
أدى اعتقال قيادي في حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية في وقت سابق من الأسبوع إلى هذه المواجهة الجديدة؛ وخاصة بعد أن أعلنت السلطات الإسرائيلية شن عملية في قطاع غزة الذي تحكمه حركة "حماس"، وترسخت فيه حركة الجهاد الإسلامي، خوفا من أي رد انتقامي.
وفيما بدأ الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة قصف الجيب المحاصر الذي يبلغ عدد سكانه 2,3 مليون نسمة في "ضربة استباقية" ضد حركة الجهاد الإسلامي، أُطلق من قطاع غزة نحو 400 قذيفة صاروخية وقذيفة هاون خلال الساعات الماضية ردًا على الضربات الإسرائيلية، بحسب مسؤول إسرائيلي، أكد اعتراض معظمها، بينما تحدث رجال الإنقاذ عن إصابة شخصين بجروح طفيفة جراء شظايا.
وبعد ظهر السبت، أطلقت صفارات الإنذار في مدينة تل أبيب الإسرائيلية للمرة الأولى منذ بدء التصعيد الجديد، فيما حرم تبادل القصف قطاع غزة، من محطة توليد الكهرباء الوحيدة فيه، بعد أن توقفت عن العمل بسبب نقص الوقود، بحسب بيان لشركة الكهرباء بالقطاع.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في نفس اليوم تنفيذ غارات جديدة على مواقع تابعة لحركة الجهاد الإسلامي في غزة، مضيفًا: "قامت مروحيات حربية وطائرات أخرى باستهداف مستودعيْ أسلحة بحرية تموضعها في منازل نشطاء من القوة البحرية لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة".
وأكد الجيش الإسرائيلي لاحقا "تحييد" القادة "العسكريّين" الرئيسيّين في "الجهاد الإسلامي" بقطاع غزّة، من خلال غارات إسرائيليّة استهدفت هذه الحركة المسلّحة.
تحييد قادة الجهاد
وقال أوديد باسيوك رئيس العمليّات في الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه "تمّ تحييد القيادة العليا للجناح العسكري في الجهاد الإسلامي في غزّة".
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه: "في العملية النوعية والمشتركة للجيش والشاباك في منطقة رفح، تم استهداف خالد منصور قائد المنطقة الجنوبية في حركة الجهاد الإسلامي وأحد أبرز قادتها".
وتابع: "من بين الأهداف التي تم قصفها مجمع تدريب تابع للحركة ومستودع أسلحة للحركة في خان يونس ومجمع عسكري في مدينة غزة كانت تستخدمه القوة البحرية لحركة لجهاد الإسلامي للتدريب وتخزين العتاد".
وأشار إلى أن مروحيات حربية ًاوجنود من وحدة "مغلان" قصفت أربعة مواقع عسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، بالإضافة إلى تفعيل طواقم مدرعة ودبابات مع وحدات خاصة لتدمير مواقع عسكرية تابعة لحركة الجهاد، أدت إلى تدمير 7 نقاط عسكرية.
بيان الجيش الإسرائيلي بشأن تصفية منصور، أكدته حركة "الجهاد"، الأحد، قائلة في بيان صادر عنها، إن" سرايا القدس تزف القائد الكبير خالد سعيد منصور عضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الجنوبية"، الذي لقي حتفه جراء غارة إسرائيلية استهدفته مساء أمس بمدينة رفح.
فيما أكدت مصادر "العين الإخبارية"، مقتل وإصابة عدد من الأشخاص، (لم تحدد عددهم) في غارة إسرائيلية على منزل أبو طارق المدلل القيادي في الجهاد الإسلامي غرب رفح، مشيرة إلى أن عددًا من الفلسطينيين أصيبوا في قصف شقة سكنية في الشيخ رضوان قرب مسجد بئر السبع بمدينة غزة.
تبادل الاتهامات
وتبادلت إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي الاتهامات بشأن قصف منطقة جباليا، ففيما تتهم الأخيرة تل أبيب بإطلاق غارات على تلك المنطقة مما خلف قتلى وجرحى بينهم أطفال، أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه أجرى تحقيقًا سريعًا كشف عن أن حادث إطلاق صواريخ فاشل نفذته حركة الجهاد الإسلامي، كان وراء أحداث جباليا.
وذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، في بيان اطلعت "العين الاخبارية" على نسخة منه، أن صاروخًا وصفه بـ"الفاشل" أطلقه تنظيم الجهاد الإسلامي، بتسببه بمقتل الأطفال في جباليا.
وأضاف البيان الإسرائيلي، أنه خلافا للتقارير الفلسطينية حول الحادث في جباليا "نوضح أننا نملك فيديوهات تؤكد بشكل لا لبس فيه أن هذا الحادث لم يقع بسبب غارة إسرائيلية"، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يقم بأي غارة على جباليا خلال الساعات الأخيرة.
مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أكد أنه: "بعد نشر الخبر بهذا الشأن في وسائل الإعلام الفلسطينية والدولية، تم القيام بتحقيق شامل أوضح بشكل لا لبس فيه أنه لم تكن هناك أي غارة إسرائيلية بل كان هذا صاروخ أطلق من قطاع غزة وسقط في قلب جباليا".
تصعيد محتمل
وفيما اكتفى الجيش الإسرائيلي بالتأكيد على أنه يشن "غارات على قطاع غزة" دون مزيد من المعلومات، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الشرطة قررت عدم فرض أي قيود على اقتحام مستوطنين للمسجد الأقصى يوم الأحد.
ومن شأن اقتحام مستوطنين للمسجد الأقصى، أن يذكي العنف في قطاع غزة، وخاصة وأن محمد الهندي القيادي في الحركة المسلحة التي تطلق الصواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية قال إن "المعركة ما زالت في بدايتها".
ودوت صفارات الإنذار وسُمع دوي انفجارات في الضواحي الغربية للقدس اليوم الأحد، في إشارة إلى إطلاق صواريخ فلسطينية بعيدة المدى على إسرائيل مع مواصلتها شن غارات جوية على قطاع غزة.
حصيلة الجرحى
أعلنت وزارة الصحة في غزة أن 32 شخصا بينهم ستة أطفال قتلوا في قطاع غزة، بالإضافة إلى 253 جريحًا، في موجة العنف الأخيرة بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي.
وفيما أغلقت إسرائيل المعابر الحدودية في الأيام الأخيرة وأوقفت فعليا شحنات الديزل، قالت وزارة الصحة في غزة إن الساعات القليلة المقبلة ستكون "حاسمة وصعبة" محذرة من خطر توقف الخدمات الحيوية خلال 72 ساعة بسبب نقص الكهرباء.
مبادرات
وفي محاولة لنزع فتيل الأزمة، طلبت دولة الإمارات العربية المتحدة و4 دول أخرى، عقد اجتماع مغلق لمجلس الأمن يوم غد الإثنين، لبحث تطورات الأحداث.
وقالت بعثة دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، في تغريدة عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "إنه نظرًا للتطورات الجارية في غزة، فإن دولة الإمارات طلبت مع كل من فرنسا، وأيرلندا، والنرويج والصين عقد اجتماع مغلق لمجلس الأمن يوم الإثنين الموافق 8 أغسطس/آب الجاري".
وقالت مصادر مصرية إن القاهرة الوسيط التاريخي بين إسرائيل والفصائل المسلحة في غزة، تحاول إطلاق وساطة، فيما قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في خطاب إنه يعمل بلا توقف لإعادة الهدوء.
وأكد المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، ورفض التصريح بتفاصيل المبادرة المصرية، أن وفدا أمنيا مصريا يستعد للسفر خلال ساعات بصورة عاجلة إلى إسرائيل وفلسطين، لإطلاق مبادرة وقف إطلاق النار والسيطرة على الأمور قبل تفجر الأوضاع.
لا مفاوضات
كان ناطق باسم الجيش الإسرائيلي قال لوكالة "فرانس برس"، إن الجيش "يستعد لتواصل العملية لمدة أسبوع.. ولا يجري حاليا أي مفاوضات لوقف إطلاق النار"، وشدد رئيس الوزراء يائير لابيد، اليوم الأحد، أن العملية ستستمر طالما كان ذلك ضروريا.
وعلى الأرض، استمر تبادل إطلاق النار ليل السبت الأحد، واستمر إطلاق رشقات الصواريخ باتجاه المدن الإسرائيلية، وسط أنباء عن استهداف القدس من قبل "سرايا القدس"، الجناح العسكري للجهاد الإسلامي.
aXA6IDMuMTIuMzQuMTkyIA== جزيرة ام اند امز