إسرائيل في غزة.. مهمة الجيش «انتهت» ومعركة نتنياهو مستمرة
فيما بدا أنه ضغط من الجيش الإسرائيلي على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لقبول اتفاق الهدنة، سرب مسؤولون عسكريون أن الحرب على غزة انتهت.
تسريبات لوسائل إعلام إسرائيلية، بما فيها هيئة البث، جاءت بعد الإعلان عن تقديم واشنطن اقتراح حل وسط يسمح بالتوصل لاتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في غزة.
- تحذير أمريكي من تقويض جهود هدنة غزة: حسم الاتفاق بات قريبا
- تعليقات إسرائيل وحماس تبدد مفعول التفاؤل في بيان ثلاثي وساطة هدنة غزة
وفي الأسابيع الأخيرة، تواصل القوات الإسرائيلية عمليات برية في رفح جنوب غزة وممر «نتساريم» في وسط القطاع، مع تنفيذ هجمات جوية على مواقع متفرقة.
وكان من المقرر أن ينهي الجيش الإسرائيلي عمليته البرية في رفح الشهر الماضي، ولكن مراقبين يعتقدون أنه يماطل في الخروج منذ ذلك الحين بسبب المفاوضات.
أما في ممر «نتساريم»، فيحاول الجيش الإسرائيلي منع الفلسطينيين من جنوبي غزة من العودة إلى منازلهم في شمالي القطاع، باعتبار عودتهم ورقة مساومة في المفاوضات.
«انتهى القتال»
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "وفقًا لمسؤولين أمنيين رفيعي المستوى، فقد انتهى القتال في غزة".
وأضافت: "يقول هؤلاء المسؤولون إنه بوسع إسرائيل العودة والدخول مرة أخرى إلى القطاع عندما تتوفر معلومات استخباراتية جديدة، ولكن بصورة عامة فقد انتهى نشاط الجيش الإسرائيلي في غزة".
وتابعت: "أطلع الجيش الإسرائيلي صناع القرار على أن لواء رفح التابع لحماس قد انتهى أمره، وأنه لم يعد موجودا تقريبًا، وقد قالوا هذه الأشياء للمستوى السياسي خلال مناقشات تقييم الوضع الأمني بالآونة الأخيرة".
وزادت: "قال مسؤولون في الأجهزة الأمنية للقيادة السياسية إن هذا هو الوقت المناسب لبلورة صفقة تبادل المختطفين، بعد أن تم القضاء على معظم الوحدات القتالية التابعة لحماس".
هل يهتم نتنياهو بالمرحلة الأولى من الاتفاق فقط؟
ظهرت مؤشرات تؤكد ما كان يتسرب في الأسابيع الأخيرة من أن نتنياهو معني بتنفيذ المرحلة الأولى فقط من الاتفاق المكون من 3 مراحل.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، في تقرير تابعته "العين الإخبارية"، إن نتنياهو أبلغ شركاءه بالحكومة أن لا يسارعوا بالحكم على الاتفاق والانتظار لحين انتهاء تنفيذ المرحلة الأولى التي تستغرق 6 أسابيع، ومن ثم سيعود إلى الحرب مجددا بداعي فشل الاتفاق في تنفيذ المرحلة الثانية.
وأضافت: " قالت مصادر تحدثت مع رئيس الوزراء إنه يبدو معنيا بإبرام صفقة التبادل، وذلك بعد أن أجرى مشاورات سياسية هذا الأسبوع حول كيفية تمرير المصادقة على الصفقة في الائتلاف الحكومي".
وتابعت: "لم يجتمع نتنياهو حتى الآن بالوزراء الذين طلبوا التحدث معه أو نقلوا رسائل حول الصفقة، لكن من حوله يخططون لإرسال الرسالة إلى وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وإلى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في حال تم التوصل إلى توقيع الصفقة".
والرسائل، وفق المصدر نفسه، مفادها أن "نتنياهو يطلب بكل الأحوال عدم تفكيك الحكومة خلال عطلة الكنيست، بل انتظار تجدد الحرب بعد 42 يوما، في نهاية المرحلة الأولى من الصفقة، وعندها ليتخذوا قرارهم بشأن الصفقة".
نقاط الخلاف المتبقية
تقول القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية في تقرير تابعته "العين الإخبارية"، إن نقاط الخلاف المتبقية في المفاوضات هي:
-يصر نتنياهو على وجود الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا عل الحدود بين غزة ومصر رغم حقيقة أن مؤسسة الدفاع اقترحت حلولا مختلفة في المناقشات الأمنية، وقال وزير الدفاع يوآف غالانت نفسه إنه سيكون من الممكن الانسحاب من المحور لفترة محدودة مدتها ستة أسابيع.
-آلية تفتيش على ممر نتساريم – مطلب آخر هو آلية فحص الأشخاص لدى مرورهم في الممر الذي يقسم قطاع غزة الى قسمين. من ناحية أخرى، أرسل الأمريكيون رسالة واضحة مفادها أنهم لن يقبلوا بهذا الشرط، وبالنسبة لهم، فإن هذا الخيار غير مطروح على الطاولة.
3 نقاط لتبادل الأسرى
أشارت القناة إلى 3 قضايا تتعلق بتبادل الأسرى تبحثها الأطراف وهي:
-عدد المختطفين الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى.
-أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، وكم منهم ستتمتع إسرائيل بحق النقض (الفيتو) وعدد الذين سيتم نفيهم.
-آلية حقيقية لتنفيذ التبادل - كيف سيتم تنفيذ التبادل.
التحركات القادمة
-بقي فريق فني إسرائيلي في قطر رغم مغادرة الوفد الرسمي.
-من المتوقع أن يغادر فريق فني إسرائيلي يوم الأحد إلى القاهرة لإجراء مزيد من المناقشات حول محور فيلادلفيا ومعبر رفح.
-الأحد سيصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل لدفع المحادثات، ويوم الاثنين سيلتقي نتنياهو.
-بحلول الخميس، يأمل الأمريكيون المضي قدما في عقد جولة أخرى في القاهرة لوضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل.