6 بنود.. نقاط خلافية ترفضها إسرائيل في اتفاق الهدنة
على توقيت رفح الفلسطينية، يضبط العالم عقارب ساعته مع بدء إسرائيل عملية عسكرية بالمدينة بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة.
تطورات دراماتيكية على الصعيدين السياسي والميداني تفجر تساؤلات حول أسباب رفض إسرائيل المقترح الذي وافقت عليه الحركة الفلسطينية بوساطة مصرية قطرية.
أسباب تجتر هدفا لطالما تعهد به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارا وتكرارا، منذ بداية الحرب على غزة قبل ثمانية أشهر، "بسحق حماس".
وبحسب ما طالعته «العين الإخبارية» في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، تعارض إسرائيل 4 بنود في الورقة التي قالت "حماس" إنها توافق عليها لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار المطول في غزة.
ومن المقرر أن يغادر وفد إسرائيلي إلى العاصمة المصرية القاهرة في الساعات القادمة "للاستماع والسؤال"، وفق المصدر نفسه.
وكانت إسرائيل فُوجئت، الإثنين، بإعلان "حماس" موافقتها على العرض المصري بعد أن سادت توقعات بالحكومة الإسرائيلية بأنها ستعارضه.
واليوم الثلاثاء، نشرت مواقع مقربة من "حماس" نص الورقة التي قالت الحركة إنها وافقت عليها.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "بعد الكشف عن الوثيقة التي قدمتها حركة حماس لصفقة إطلاق سراح المختطفين صباح اليوم، أصبحت الصورة أكثر وضوحاً، وأصبح من الجلي أن هناك فجوات كبيرة بين مقترح الحركة والطرح الإسرائيلي".
6 بنود
بحسب الهيئة، تتمثل النقاط الخلافية في 6 بنود:
- "في المرحلة الأولى، لا تلتزم حماس بالإفراج عن المختطفين الأحياء فقط، كما طالبت إسرائيل، بل تعلن أنه سيتم إطلاق سراح 33 مختطفاً فقط، "أحياء أو أمواتاً"، وفقا للمعايير "الإنسانية" التي تستوجب الإفراج".
- "تعتزم حماس إطلاق سراح ثلاثة مختطفين ابتداء من اليوم الثالث للصفقة من كل أسبوع، فيما نص الاقتراح الذي قدمته إسرائيل على إطلاق سراح ثلاثة مختطفين كل ثلاثة أيام".
- "كما أن هناك اختلافا في إطلاق سراح المختطفين وعدد الذين سيفرج عنهم من السجون في إسرائيل، وبالتالي، سيتم إطلاق سراح 30 سجينا أمنيا من سجون إسرائيل مقابل كل مختطف وليس 20 سجينا، وسيتم إطلاق سراح 50 سجينا مقابل كل مجندة يتم إطلاق سراحها من الأسر وليس 40".
- أشارت أيضا إلى أنه "لا يتضمن اقتراح حماس حق إسرائيل في الاعتراض على بعض الأسماء المطلوب إطلاق سراحهم، وليست هناك إمكانية لإبعاد عناصر حماس إلى خارج القطاع مثلما تطالب إسرائيل".
- لفتت إلى أن إسرائيل تعارض أي حديث عن وقف الحرب.
- "نقطة أساسية أخرى، هي أنه وفقا لاقتراح حماس، ستتعهد إسرائيل بأنه ابتداء من اليوم السادس عشر من الاتفاق، سيكون هناك حوار بين الطرفين حول إنهاء الحرب. وهو ما أعلنت إسرائيل أكثر من مرة أنها تعارضه".
ونقلت عن مصادر إسرائيلية مطلعة على فحوى الورقة التي نشرتها حماس: "هناك بنود ذهبت فيها حماس بعيدا جدا فيما يتعلق بما تم الاتفاق عليه مع الولايات المتحدة. وتبادل الوثائق يخلق مرة أخرى ديناميكية تفاوضية متوقعة على أن تستأنف غدا في القاهرة".
وأمس، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن "كابينت الحرب قرر بالإجماع أن إسرائيل تواصل العملية في رفح من أجل ممارسة الضغط العسكري على حماس، بغية دفع الإفراج عن مخطوفينا وتحقيق أهداف الحرب قدما".
وأضافت: "في موازاة ذلك، وعلى الرغم من أن مقترح حماس بعيد عن مطالب إسرائيل الضرورية، فسترسل الأخيرة وفدا إلى الوسطاء من أجل استنفاد إمكانية التوصل إلى اتفاق بشروط ستكون مقبولة لدى إسرائيل".
هدف لم يتحقق
بناء على ما سبق، يرى مراقبون أن عدم قبول إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار يظهر بوضوح أن الحرب لم تحقق هذا الهدف الذي أعلنه نتنياهو، وسيترك رئيس الوزراء الإسرائيلي مكشوفا للغاية.
فشركاء الائتلاف اليميني المتطرف يعارضون بشدة الصفقة، ومن المرجح أن يستقيلوا، ما يهدد بانهيار حكومة نتنياهو، ويعجل بالانتخابات ويعرضه لعقوبة سجن طويلة إذا ثبتت إدانته في محاكمات الفساد.
وفي السياق ذاته، يأمل العديد من الإسرائيليين اليمينيين أن توفر الحرب فرصة لإعادة احتلال غزة وإعادة إنشاء المستوطنات هناك.
وعلى نطاق أوسع، لا يزال الإسرائيليون يعانون من صدمة من الهجوم المباغت الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ويخشون تكراره.
وسبق أن قالت إسرائيل إن المدينة الواقعة على الحدود مع مصر، لا تزال تضم كتائب لحركة حماس، مهددة باجتياح المدينة رغم الضغوط الدولية.
وفي تعليقه على مقترح الهدنة، قال نتنياهو إن النص الذي قبلته حماس "بعيد عن مطالب إسرائيل الأساسية"، ولكنه مع ذلك سيرسل مفاوضين لمواصلة المحادثات بشأن الصفقة.
أما بيني غانتس، عضو مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي، فاعتبر أن الاقتراح يتضمن "ثغرات خطيرة"، وأنه لم "يتطابق مع المناقشة التي جرت حتى الآن".
وعليه، قررت حكومة الحرب الإسرائيلية مواصلة "العملية في رفح لممارسة الضغط العسكري على حماس، من أجل المضي قدما في إطلاق سراح الرهائن والأهداف الأخرى للحرب"، وفقا لمكتب نتنياهو.
وبعد إعلان حماس، قال المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري، إن قوات بلاده ضربت 50 هدفا في منطقة رفح يوم الإثنين.
تفاصيل الاقتراح
يتضمن الاقتراح الذي قبلته حماس وقف العمل العسكري من قبل الجانبين، قبل تبادل الرهائن لعدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، وفقا لنسخة من الاقتراح اطلعت عليها صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية.
وستكون المرحلة التالية في الصفقة هي تنفيذ خطة إعادة إعمار قطاع غزة على مدى ثلاث إلى خمس سنوات، بما في ذلك المنازل والبنية التحتية المدنية وتعويض المتضررين، وكلها تحت إشراف مصر وقطر والأمم المتحدة وبلدان أخرى، وفقا للاقتراح.
ولفت الاقتراح إلى أن الصفقة ستشمل رفع الحصار الإسرائيلي عن غزة.
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في "وول ستريت جورنال"، قال المسؤولون المطلعون على محادثات القاهرة إن التوقف الرئيسي للمحادثات خلال عطلة نهاية الأسبوع كان بسبب الخلاف حول ما إذا كان ينبغي أن تكون هناك نهاية دائمة للقتال، كما طالبت حماس، أو مجرد التوقف المؤقت الذي قدمته إسرائيل لاستعادة الرهائن المحتجزين في غزة.
ويحتمي أكثر من مليون فلسطيني حاليا في رفح، المدينة الوحيدة في غزة التي لم تخضع لغزو بري إسرائيلي كامل.
ونزح معظم هؤلاء من منازلهم في أجزاء أخرى من الجيب المحاصر خلال الحرب.
aXA6IDEzLjU4LjIwMC4xNiA=
جزيرة ام اند امز