حرب غزة تكمل شهرها الخامس.. ألمٌ يشتد وأملٌ يتبدد
لا شيء في غزة سوى الألم يحكي يوميات أهلها، أما الأمل فيتبدد مع كل غيمة سياسية عابرة.
ففي غزة، لم يكن فقدان الأهل والأحبة هو الألم الوحيد الذي أوجع سكان قطاع غزة المحاصر، منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بل الدمار الذي حوّل منازلهم إلى ركام، فتبعثروا بين الخيام وفي العراء.
وتسببت الحرب التي أعقبت هجوما مباغتا لحماس في بلدات إسرائيلية أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر عشرات الرهائن، بـ"كارثة إنسانية ومجاعة"بالنسبة إلى 2.2 مليون شخص، أي الغالبية العظمى من سكان غزة، وفق ما ذكر ينس لايركه، المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.
وعلى صعيد خسائر الأرواح، أسفر القصف الإسرائيلي عن مقتل أكثر من ثلاثين ألف فلسطيني غالبيتهم العظمى من المدنيين النساء والأطفال.
أما سياسيا، فكلما لاح هلال استراحة الحرب، تبدد الأمل مع اشتراطات هنا وأخرى هناك.
وأمس الأحد، وصلت قيادات من حركة حماس، إلى القاهرة لإجراء مفاوضات بشأن صفقة محتملة من شأنها أن تشهد إطلاق سراح الرهائن مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة.
في الأثناء، صرح مسؤول إسرائيلي لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، بأن بلاده لن ترسل وفدا إلى القاهرة لإجراء محادثات حول اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
وقال المسؤول إن السبب هو أن حماس لم تستجب لمطلبين إسرائيليين: قائمة الرهائن التي تحدد من منهم على قيد الحياة ومن منهم في عداد الأموات، والتأكد من نسبة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح رهائن.
ووفق المسؤول نفسه الذي لم تذكر "سي إن إن" اسمه، فإن قرار عدم إرسال وفد إسرائيلي اتخذه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتنسيق مع رئيس الموساد ديفيد بارنيا – الذي كان مفاوضا إسرائيليا رئيسيا – بعد أن تلقى بارنيا رسالة مفادها أن حماس لم تستجب للشروط.
وينص الاقتراح الذي تقدمت به دول وسيطة على:
- وقف القتال لمدة ستة أسابيع.
- إطلاق سراح 42 رهينة محتجزين في غزة، في مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ويأمل الوسطاء في أن يتم الاتفاق بشأنه قبل حلول شهر رمضان في 10 مارس/أذار الجاري أو 11 منه.
شروط نتنياهو
وفي خطاب ألقاه الخميس الماضي، حدد نتنياهو الشروط، قائلا: “أطالب بمعرفة أسماء جميع الرهائن الذين سيتم تضمينهم في المخطط مسبقا".
وأضاف: "لم أتلق بعد إجابة على السؤالين، ومن السابق لأوانه القول، على الرغم من استعدادنا، ما إذا كنا سنتوصل إلى مخطط تفصيلي لإصدار إضافي في الأيام المقبلة".
ويأتي القرار الإسرائيلي بعدم ذهاب أي وفد إلى القاهرة بعد يوم من تصريح مسؤول كبير في إدارة بايدن للصحفيين بأن تل أبيب “قبلت بشكل أساسي” اقتراحا لوقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع.
شروط حماس
وأمس، قال مصدر في حماس إنه لا تزال هناك ثلاث نقاط شائكة على الأقل قبل أن توافق الحركة على الصفقة.
والنقاط الثلاث التي حددها مصدر حماس، تتمثل في:
- وقف دائم لإطلاق النار.
- انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
- عودة النازحين من الجنوب إلى الشمال.
وبالتزامن مع ذلك، قلل مصدر دبلوماسي آخر من احتمالات التوصل إلى اتفاق وشيك، مشيرا إلى أن التقدم بطيء ومن غير المرجح أن تكون هناك انفراجة خلال الـ48 ساعة المقبلة.