اليوم الـ131 لحرب غزة.. غموض يلف مفاوضات القاهرة وترقب لاجتياح رفح
في اليوم الـ131 للحرب، لا يزال الغموض يلف نتائج مفاوضات القاهرة حول فرص الهدنة في غزة، فيما تشهد الضفة الغربية توترا ينذر بتصعيد.
وتزايدت الضغوط الدولية من أجل التوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة حماس تتضمن إطلاق سراح رهائن جدد، بعد إعلان إسرائيل عن هجوم وشيك على رفح التي لجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني من قطاع غزة.
وفي القاهرة، التقى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز ورئيس الموساد ديفيد بارنياع ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مع مسؤولين مصريين، أمس الثلاثاء، "لبحث موقف التهدئة في قطاع غزة"، وفق الإعلام المصري.
وجرت المناقشات "في أجواء إيجابية"، وفق ما نقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن "مسؤول مصري رفيع المستوى". إذ قال المسؤول نفسه في نهاية الاجتماع "ستستمر المفاوضات خلال الأيام الثلاثة المقبلة"، وفقاً للقناة.
وفي الصحف الأمريكية كان الوضع مختلفا، إذ نقل موقع أكسيوس عن مصدر إسرائيلي، قوله إن "محادثات القاهرة بشأن الرهائن انتهت دون تحقيق تقدم ملموس"، قبل أن يضيف: "الفجوة التي تمنع الانتقال لمفاوضات أكثر جدية، هي عدد الأسرى الذين تطالب حماس بإطلاقهم".
لكن المصدر عاد وقال إن "التقدم الوحيد الذي أحرز هو فهم الفجوات التي يجب سدها للدخول بمفاوضات قد تؤدي لاتفاق".
أما صحيفة نيويورك تايمز فنقلت عن مسؤولين، إن الطرفين ما زالا بعيدين بشأن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مقابل كل مختطف إسرائيلي، رغم أن مضمون المحادثات كان جيدا.
وتابع هؤلاء المسؤولون "بعد مغادرة الوفد الإسرائيلي القاهرة سيواصل مسؤولون برتب أدنى المحادثات".
فيما قال مسؤول أمريكي لصحيفة وول ستريت جورنال، "لم تحدث انفراجة أو انهيار في المفاوضات"، مضيفا "الوفد الإسرائيلي غادر القاهرة دون سد أي من الثغرات الرئيسية في المفاوضات".
وسبق أن أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجيش الإسرائيلي "بالتحضير" لهجوم على مدينة رفح الواقعة على الحدود مع مصر، حيث يتكدس أكثر من 1,3 مليون نازح فلسطيني وسط ظروف إنسانية ومعيشية يائسة، بحسب الأمم المتحدة.
والثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ثلاثة جنود خلال القتال في قطاع غزة، ليرتفع بذلك عدد قتلاه منذ بدء العملية البرية في 27 أكتوبر/تشرين الأول إلى 232 جنديا.
ومساء الثلاثاء، عرض الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى مقطع فيديو قال إنه يظهر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار داخل نفق في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول، أي بعد ثلاثة أيام من الهجوم الذي شنته الحركة على جنوب إسرائيل.
واندلعت الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول عقب هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصًا، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسميّة إسرائيليّة.
وردّت إسرائيل بحملة قصف مركّز أتبعتها بهجوم برّي واسع في القطاع، ما أسفر عن مقتل 28473 شخصا في قطاع غزة، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
وفي الضفة الغربية، تصاعدت وتيرة التوتر، اليوم الأربعاء، إذ اقتحمت القوات الإسرائيلية، عدة مدن وبلدات، وهي مدينة نابلس، وبلدة سالم في مدينة نابلس، ومنطقة الظهر في بيت أمر شمال الخليل، وبلدة نعلين غرب رام الله، وبلدة يعبد جنوب غرب جنين، ومدينة قلقيلية.
وبحسب السلطة الفلسطينية، قُتل أكثر من 380 فلسطينيا منذ اندلاع الحرب في غزة، بنيران جنود إسرائيليين أو مستوطنين في الضفة الغربية، ما يجعل الأوضاع هناك مرشحة للانفجار في أي لحظة.