4 أشهر من الحرب.. شظايا غزة «تضرب» سوريا والعراق
بذات إحداثيات الدمار والرعب، تستكمل حرب غزة شهرها الرابع، فيما تتناثر حممها خارج القطاع لـ«تضرب» سوريا والعراق، وترفع منسوب المخاوف.
ففي القطاع، لم تتغير الأوضاع، السبت، عما هي عليه باليوم السابق، حيث يواصل آلاف الفلسطينيين الفرار سيرا أو مكتظين على عربات، من القتال بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس.
محنة تستمر رغم مؤشرات "أولى" إلى إمكانية التوصل لهدنة جديدة وإطلاق سراح رهائن بعد أربعة أشهر من الحرب.
ويزداد الوضع الإنساني تدهورا في القطاع المحاصر لا سيما في ظل أحوال جوية سيئة وأمطار تتسبب بسيول تغرق فيها خيم النازحين خصوصا في الجنوب.
ويحتدم القتال في محيط مستشفيي ناصر والأمل اللذين يكتظان بالجرحى والنازحين، وفق ما ذكر شهود والهلال الأحمر الفلسطيني لوكالة فرانس برس.
وتعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس ردا على هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتردّ منذ ذلك الحين بقصف مدمر على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس.
ولاحقا، شنت إسرائيل هجوما برّيا، وأسفرت الغارات في مجملها عن مقتل 27131 شخصا منذ بدء الحرب، غالبيتهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في حكومة حماس.
وفي القطاع, الذي أعلنت الأمم المتحدة أنّه "بات غير صالح للسكن"، نزح 1.7 مليون شخص، وفق الأمم المتحدة، من حوالى 2,4 هو عدد السكان. وبات 1,3 منهم عالقين في مدينة رفح قرب الحدود المغلقة مع مصر، ومهدّدين بالمجاعة والأوبئة.
وخطف خلال هجوم حماس حوالي 250 رهينة اقتيدوا إلى قطاع غزة، ولا يزال نحو 132 منهم محتجزين، ويعتقد أن بينهم 27 على الأقل قد قتلوا.
يأس
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) الجمعة إن تقديراتها تشير إلى أن 17 ألف طفل على الأقل في قطاع غزة باتوا غير مصحوبين أو انفصلوا عن عائلاتهم بعد مرور أربعة أشهر على بدء الحرب.
وأعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن قلقه العميق إزاء تصعيد الأعمال العدائية في خان يونس، والذي أدى إلى زيادة عدد المتجهين جنوبا إلى رفح بالأيام الأخيرة.
وقال المتحدث باسم أوتشا في جنيف ينس لاركي إن "معظمهم يعيشون في مبان موقتة أو خيام أو في العراء"، واصفا رفح بأنها "بمثابة طنجرة ضغط من اليأس ونحن نخشى مما سيأتي بعد ذلك".
وفي القطاع الذي نزح معظم سكانه، وجد عدد من الفلسطينيين ملجأ بالقرب من مستشفى الشفاء في غزة الذي كان محور عمليات عسكرية إسرائيلية في نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي.
وإزاء الأزمة الإنسانية الكبرى والخسائر الفادحة في صفوف المدنيين، تنشط الدبلوماسية لمحاولة التوصل إلى هدنة ثانية، أطول من الهدنة التي استمرت أسبوعا قبل أشهر، وأتاحت إطلاق نحو مئة رهينة كانوا محتجزين في غزة ونحو 300 معتقل فلسطيني في إسرائيل.
والجمعة، كثف الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي، مباحثاته بشأن الأزمة في غزة، داعيا إلى تحرك دولي عاجل لتعزيز الاستجابة الإنسانية.
ضربات انتقامية
وأعلنت الولايات المتحدة الجمعة أنها شنت "بنجاح" ضربات انتقامية استهدفت في كل من العراق وسوريا قوات إيرانيّة ومجموعات موالية لطهران، في وقت حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من أنّ هذه الضربات "ستستمرّ".
وكان الرئيس الديمقراطي قد حضر، الجمعة، بقاعدة في شمال شرق الولايات المتحدة، المراسم الرسميّة لإعادة جثامين ثلاثة جنود أمريكيين قتِلوا الأحد الماضي بالأردن، في هجوم نسبته واشنطن لمجموعات تدعمها إيران.
وقال البيت الأبيض إنّ الضربات الأمريكية استمرّت نحو ثلاثين دقيقة وكانت "ناجحة"، مكرّرا أنّه لا يريد "حربًا" مع إيران، فيما ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنّ العمليّة شاركت فيها مُقاتلات عدّة، بما فيها قاذفات بعيدة المدى.
وقال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي للصحافة إنّ المقاتلات الأمريكية المُشاركة في هذه العملية التي استهدفت في المجموع 85 هدفًا في سبعة مواقع مختلفة (3 في العراق و4 في سوريا)، قد أطلقت "أكثر من 125 ذخيرة دقيقة التوجيه في نحو ثلاثين دقيقة".
وأشعلت حرب غزة الأوضاع على جبهات عدة، بدءًا من اليمن والهجمات الحوثية على حركة الملاحة، مرورًا بلبنان والمناوشات الحدودية مع إسرائيل، إلى العراق وسوريا حيث تتعرض القوات الأمريكية لهجمات من جماعات محسوبة على إيران.
عبدالله بن زايد يدعو لتحرك دولي عاجل لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة
ملاذ جديد لنازحي غزة.. رفح «طنجرة ضغط مملوءة يأسا»
حرب غزة في يومها الـ119.. هل تولد التهدئة من رحم الشهر الخامس؟