الهدنة والرهائن.. هل دخل «اتفاق غزة» مرحلته النهائية؟
صفقة قد تدخل مراحلها النهائية بين إسرائيل وحماس تشمل اتفاقا للإفراج عن رهائن تحتجزهم الحركة الفلسطينية مقابل هدنة مؤقتة في غزة.
والثلاثاء، أعلنت أمريكا وإسرائيل ومصادر فلسطينية والوسيط القطري قرب التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم الحركة منذ هجومها المباغت على إسرائيل قبل أكثر من شهر.
في المقابل، تعلن إسرائيل هدنة مؤقتة في القطاع الذي يرزح تحت وطأة حرب خلفت دمارا وخسائر فادحة في الأرواح.
وإبان هجومها غير المسبوق، نقلت حماس إلى قطاع غزة نحو 240 شخصا، بينهم أجانب وأطفال، فق السلطات الإسرائيلية.
"نحرز تقدما"
في أحدث التطورات حول الملف، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن: "نحن قريبون جدا" من اتفاق حول الرهائن في قطاع غزة، موضحا: "نعمل على إخراج الرهائن منذ أسابيع ونحن الآن قريبون جدا".
بدوره، قال مسؤول أمريكي إن "اتفاقا مبدئيا لإطلاق سراح رهائن في غزة"، مستدركا: "ولكن لا شيء نهائيا".
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي: "نحرز تقدما" بشأن إعادة الرهائن. "آمل أن تكون هناك أخبار سارة قريبا".
فيما قالت قطر التي تتوسط إلى جانب مصر والولايات المتحدة في الجهود المبذولة لإبرام اتفاق، إن المفاوضات بلغت "أقرب نقطة" منذ بدئها.
وأعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في الدوحة أن "الوساطة وصلت إلى مرحلة حرجة ونهائية وتجاوزت القضايا الجوهرية والمحورية".
وأوضح الأنصاري أن القضايا «المتبقية هي قضايا محدودة، وبالتالي هذا يعني (أنها) في أقرب نقطة وصلنا إليها للوصول إلى اتفاق منذ بداية هذه الأزمة".
وكان رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية قال في رسالة مقتضبة فجر الثلاثاء إنّ "الحركة سلّمت ردّها للإخوة في قطر والوسطاء، ونحن نقترب من التوصّل لاتفاق الهدنة".
وقالت مصادر في حماس والجهاد الإسلامي إن تفاصيل الاتفاق ستعلن رسميا من جانب قطر وباقي الوسطاء.
100 رهينة مقابل 300 أسير
قال مصدران مطّلعان على المفاوضات إن الصفقة تتضمّن "إطلاق سراح ما بين 50 ومئة رهينة محتجزين في قطاع غزة" لدى حماس والجهاد الإسلامي من المدنيين وحمَلة الجنسيات الأجنبية من غير الجنود، مقابل إفراج إسرائيل "عن 300 أسير من الأطفال والنساء" الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وأوضحا أنّ الإفراج عن هؤلاء "سيتمّ على مراحل، بمعدّل عشرة أسرى من الإسرائيليين يومياً مقابل ثلاثين أسيراً فلسطينياً، على أن يتمّ الإفراج عمّن يتبقّى في اليوم الأخير" من الهدنة.
حجر عثرة
وأشارت المصادر ذاتها إلى إصرار إسرائيل على ترابط العائلة أي أنّه في حال الإفراج عن سيدة ينبغي الإفراج أيضاً عن زوجها حتى لو كان عسكرياً، وهو ما رفضته حماس.
لكنّ مصر وقطر تعملان حالياً بتنسيق مع الإدارة الأمريكية لإنهاء هذه النقطة.
هدنة مبدئية لـ5 أيام
أكد المصدران أن الاتفاق يشمل "وقفاً شاملاً لإطلاق النار والأعمال القتالية، ووقفاً تامّاً لتحليق الطيران الإسرائيلي في سماء غزة، باستثناء مناطق الشمال حيث سيوقف تحليق الطيران لمدة ستّ ساعات يومياً فقط".
ويتضمّن الاتفاق أيضاً، وفق المصدرين، "إدخال ما بين مئة و300 شاحنة من المساعدات الغذائية والطبّية بما في ذلك الوقود، إلى كافة مناطق القطاع، بما فيها الشمال".
عائلات محبطة
مساء الإثنين، التقى نتنياهو وفدا من أقارب الرهائن وتعهد لهم بعدم "وقف القتال إلى أن نعيد الرهائن" و"ندمّر" حماس، أما العائلات فعبّرت عن إحباطها من اللقاء.
وقال أودي غورين، وابن عمه بين الرهائن: "أردنا أن نسمع عن اتفاق وأن عودة المخطوفين أولوية، لكن لم نسمع ذلك".
تفاؤل أمريكي
الإثنين أيضا أشار الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى اتفاق "وشيك".
وسأل أحد الصحفيين الرئيس الأمريكي على هامش حفل أقيم في البيت الأبيض "هل هناك اتفاق وشيك لإطلاق سراح الرهائن؟"، فأجابه "أعتقد ذلك". وحين كرر الصحفي السؤال، ردّ بايدن "نعم".
ولاحقا، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي "نحن أقرب ما نكون (للتوصل إلى اتفاق). نحن واثقون".