ابتزاز سياسي.. وزير "الفتنة" يفجر الغضب في لبنان
هجوم شنه باسيل مستهدفا بشكل خاص الحريري، و "القوات اللبنانية"، في تصعيد كلامي يرى محللون أنه ليس سوى "ابتزاز سياسي"
"تسونامي" من الغضب فجره جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر في لبنان، عقب هجماته على مختلف الفرقاء، في تصعيد كلامي يرى محللون أنه ليس سوى "ابتزاز سياسي" لتحسين شروط التموقع.
هجوم لاذع شنه باسيل مستهدفا بشكل خاص رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وحزب القوات اللبنانية ورئيسه سمير جعجع، وذلك عشية الاستشارات النيابية لتسمية رئيس للحكومة وترشيح الحريري نفسه لترؤسها.
وخلال احتفال أقامه "التيار" في منطقة بعبدا بالعاصمة بيروت، اقترح باسيل أيضا تعديل الدستور لمنع شغور السلطة التنفيذية، محذرا في الآن نفسه مما اعتبره ضياعا لفرصة إنقاذ البلد.
ابتزاز سياسي
تعليقا على مواقف باسيل، يرى مكرم رباح، المحلل السياسي والأستاذ الجامعي في لبنان، أنها تندرج جميعها في إطار "الابتزاز السياسي".
وقال رباح، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن باسيل خائف من العقوبات الأمريكية ضده، ويحاول تحسين وضعه بإطلاق النار على كل الفرقاء، بمن فيهم حلفاؤه.
ولفت إلى أن وزير الخارجية السابق "يحاول الظهور أمام جمهوره على أنه مضطهد، وضحية لتعزيز موقعه في الشارع المسيحي الذي لا يزال مقتنع بوجود مؤامرة ضده".
واعتبر الخبير أن هذه "هي طريقة التيار الوطني الحر التي لطالما اعتمدها باسيل".
وأكد أن خطابه يستبطن "ابتزازا سياسيا للضغط أكثر على سعد الحريري لتقديم تنازلات سواء عبر عرقلة تشكيل الحكومة، أو الدفع باتجاه تشكيل حكومة تكنوسياسية، وهي البدعة التي يحاول الترويج لها منذ بداية الأزمة السياسية".
ولم تقتصر ردود الأفعال حيال باسيل على المتابعين أو السياسيين، بل تصدر هاشتاغ "جبران باسيل" مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رد الناشطون عليه باتهامه بأنه من أبرز المسؤولين الذين كان لهم الدور في بلوغ الوضع في لبنان هذا الحد من الانهيار.
ورأى الاعلامي اللبناني سلمان عنداري، في حسابه عبر تويتر أن "كلام باسيل ابتزاز للحريري لإعطائه ما يريد في الحكومة العتيدة.. باسيل وتياره لا يتغيران".
الموقف نفسه عبرت عنه الصحفية محاسن مرسل، والتي كتبت عبر حسابها تقول إن "جبران باسيل الرئيس الظل ولكن الفعلي للبلاد، يتقن فن الابتزاز، يناور بالتكليف ويعرقل التأليف من منطلق أنه مفتاح الحل، والمدلل لدى حزب الله".
من جانبه، قال الناشط خالد صالح، عبر تويتر: "يبدو أن وزير الفتنة جبران باسيل أدرك أن طريق عودة الحريري (إلى رئاسة الحكومة) أقصر من طريق عودته إلى السلطة، لذلك رفع سقف خطابه عاليا لشد عصب جمهوره".
أما الناشط سماح العياص، فكتب ساخرا من وعود لم تتحقق أطلقها باسيل ووزراء بشأن تأمين الكهرباء في لبنان، قائلا: "جبران باسيل صادق بخطابه كوعوده بالكهرباء للبنان واللبنانيين".
غضب
تصريحات باسيل أثارت استنكار تيار المستقبل، حيث قال القيادي مصطفى علوش: "من علامات الانحطاط أن يتولى أولياء العهود بأطماعهم وأحقادهم سدة المسؤولية فيعيثون في الأرض فساداً".
بدوره، ردّ عضو المكتب السياسي في "التيار" هيثم الصمد على تصريحات باسيل وقال: "تركنا المراكز الأولى لحضرتك: الأول بكره الشعب (كره الشعب اللبناني لباسيل)، الأول بتقديم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة، الأول بتدمير صورة العهد".
وتابع عبر تويتر: "وبما أنك لمّحت للحريري، أقول لك إنه الأول في إعطاء الأمل للبنانيين بينما حضرتك الأول في سرقة هذا الأمل دون منازع".
الردود أيضا صدرت على ألسنة قياديين في حزب القوات اللبنانية.
وكتب الوزير السابق ريشار قيومجيان عبر تويتر منتقدا باسيل من دون أن يسميه: "في خضم احتفالاتكم بالهزيمة بعد ما خربتم البلد وأفسدتموه، ليت المهلوس الصغير عندكم يسأل حلفاءه في النظام السوري وأولياء نعمته بالمحور الإيراني عن مصير الأبوين البير شرفان وسليمان أبي خليل كما عشرات جنود الجيش اللبناني وباقي المفقودين في السجون السورية"، في إشارة إلى المعتقلين بالسجون السورية.
والانتقادات جاءت أيضا من عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب هادي أبو الحسن، والذي اعتبر أن طرح تعديل الدستور في ظل انعدام التوازن، "استعراض غير موفق".
وقال عبر تويتر، إن "الأولوية لحكومة إنقاذ تطبق إصلاحات المبادرة الفرنسية، ولكسر الاحتكار في الدواء والغذاء، وكشف حقيقة الانفجار، ومحاسبة المسؤولين وتعويض المتضررين، الأولوية للاستشفاء واحتواء الوباء، وعدا ذلك، كلام لا يفيد"
aXA6IDE4LjIyMy4xNTguMTMyIA==
جزيرة ام اند امز