ستيفن سيجال يحصد العلامة "صفر" في فيلم "القائد العام"
"القائد العام" فيلم حركة قد لا يستهوي إلا أولئك الذين يقعون في الحب الأعمى للنجم "ستيفن سيجال".
لطالما أكدنا أن التمثيل مهنة تتطلب الشغف والاجتهاد، وهي لا تعترف بتاريخ الممثل إلا بمقدار ما يظهر منه في خطة عمله لتجسيد دوره الجديد، وهذا كله ما بدا "ستيفن سيجال" يفقده في أداء شخصية "جيك ألكساندر" في فيلمه الأخير "القائد العام" ( General Commander).
تدور أحداث الفيلم في عدد من دول جنوب شرق آسيا، وفيها يجسّد ستيفن سيجال شخصية عميل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "جيك ألكساندر" الذي يقوم مع فريقه بملاحقة عصابة تجارة الأعضاء البشرية بقيادة "أورسيني" (إدواردو كوستا)، وأثناء تنفيذ كمين لأفراد العصابة يموت أحد أعضاء الفريق "زاك سيتفنز" (بيلي راي جاليون).
وبينما يخطط العميل جيك ورفاقه لمتابعة ملاحقة "أورسيني" وبقية أفراد العصابة لإنهاء مهمتهم والثأر لصديقهم زاك، يفاجأ الجميع باستبعادهم من العملية من قِبل قيادتهم في الاستخبارات المركزية، وهو الأمر الذي يتمرد عليهم "ألكساندر"، ويتواصل مع صديقة ثرية له لتمويل إنشاء شركة خاصة للقبض على "أورسيني" وعصابته، وهو الأمر الذي سيعود ليضعه في مواجهة قيادته في الاستخبارات المركزية، والتي تحاول إيقافه حتى لو بقتله، فيما يمضي هو ومجموعته في ملاحقة أورسيني، حيث ينصبون له مصيدة جديدة، تنتهي بقتله.
أحداث الفيلم السابقة كان مُهد لها، بمشاهد في بداية الفيلم، تجري زمنياً بعد أسبوعين من تلك الأحداث، وتجمع عملية للاستخبارات المركزية تحاول إقناع جيك ألكساندر بالعدول عن قرار الاستقالة والعودة إلى (منزله) في الوكالة.. إلا أن تلك المشاهد بمضمونها بدت كما لو أن تخدع المشاهدين لا تحضرهم نفسياً لأحداث الفيلم، إذا يأخذ الحوار فيها منحى يوحي بأبعاد سياسية للحكاية، ولا سيما حين يتحدث بطل الفيلم جاك عن "حكومتين داخل الحكومة الأمريكية" وعن إحساسه بالخيانة بعد أن اكتشف حجم الكذب فيما تعلمه الاستخبارات المركزية، وهو الرجل الذي لطالما خاطر بحياته للدفاع عن أمريكا.
لكن لا أبعاد سياسية ولا حتى مادة فكرية ثقيلة تنتظر المشاهدين في الفيلم بعد تلك المشاهد الافتتاحية، وإنما مجرد ملاحقات بين فريقي "جيك ألكساندر" و"أورسيني" بأقل قدر من التشويق والإثارة والحركة.
يعيد نجم "Under Siege" تكرار نفسه في الفيلم، بصورة البطل الذي لا يكف عن تدمير الأعداء حوله من دون أن يصاب بخدش إبرة، يشغل الرجل المساحة الأكبر من فيلمه الجديد، ويخوض معاركه بأقل جهد يذكر، فيما يتحول منافسيه إلى شخصيات من ورق بمجرد مواجهته.
ورغم أن تلك الفرضية تفقد واقعيتها بالحدود الدنيا، أو تخالف منطق الصراع الذي تفترض الإثارة فيه كفاءة بالقوة ليصير للمعارك طعماً يضرم نار التشويق والحماسة في قلب المشاهد، إلا أن ذلك يبقى مجرد تفصيل صغير، لا معنى له، إذا ما قورن بالأداء الشكلاني الذي قدمه "ستيفن سيجال" في الفيلم، والذي طغى عليه "مونوتون" رتيب، من دون تفاعل مع الأحداث التي تجري حوله. فهو يحزن لموت "زاك" في مواجهة مافيا للتجارة بالأعضاء البشرية، ويمتعض لطلب قيادته في وكالة المخابرات المركزية إنهاء العملية، ويغضب لمحاولة اغتياله من قبل عملاء الوكالة، ويفرح بإعادة تجميع فريقه لإعادة مواجهة مافيا الأعضاء البشرية، ويقاتل أعداءه، ويضعف حين يتكرر الموقف ذاته الذي قتل فيه زاك، مع أحد أعضاء فريقه مجدداً.. ولكنه يجسد كل تلك المشاعر المتناقضة بدرجة واحدة بلا تلوين.
الخيبة من أداء "ستيفن سيجال" الرتيب في الفيلم، لا يعوضها إلا أداء لافت لبقية أفراد فريقه، وقد أبدى جميعهم جدية في تجسيد شخصياتهم، وتفوقوا على سيجال في ذلك، في حين لم تقنع الحكاية وبدت مقتطفات من حكاية أخرى أكبر، أعيد تجميعها على عجل لتصير فيلماً.
أما الإخراج فيحسب له حضوره في بعض المشاهد القليلة ليس الفيلم كله، فيما كان أثره بسيطاً يكاد لا يلحظ في تصميم المعارك وإخراجها.
"القائد العام" فيلم حركة قد لا يستهوي إلا أولئك الذين يقعون في الحب الأعمى للنجم "ستيفن سيجال"، أما ما عداهم فسيكونون أمام حكاية تقليدية، ورغم أنها مكشوفة الحبكة، وببناء حكائي بسيط، فإنها تعجز أن تحدد بداية لها أو نهاية.
aXA6IDMuMTQ1LjE1NS4xNDkg جزيرة ام اند امز