جنيف لحقوق الإنسان: الاهتمام بالعربية يعزز تنمية مفاهيم التعدد الثقافي

اللغة العربية يتحدث بها أكثر من 25 دولة، وهي اللغة الأم لما يقرب من 400 مليون شخص في مناطق مختلفة من العالم.

أكد مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي أن الاهتمام باستخدام اللغة العربية في مختلف أنحاء العالم يسهم في تعزيز تنمية مفاهيم وآليات التعدد الثقافي بين العرب وشعوب العالم.

وأشار الدكتور حنيف حسن القاسم رئيس مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي، في بيان أصدره المركز بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، إلى أن اللغة العربية يتحدث بها أكثر من 25 دولة، وهي اللغة الأم لما يقرب من 400 مليون شخص في مناطق مختلفة من العالم، وهي واحدة من اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة، وأصبحت تنتمي إلى التراث المشترك للبشرية. 

وأوضح القاسم أن النصوص الأدبية العربية خلال العصر الإسلامي في العصور الوسطى أسهمت إسهاما كبيرا في التطور الاجتماعي والثقافي والمدني لمجتمعات اليوم الحديثة، وقامت بدور حيوي في إثراء الحضارة الإنسانية.

ولفت إلى دور اللغة العربية الفاعل كناقل للمعرفة والعلوم، منوها بأن ظهور المشاعر المعادية للعرب في بعض المجتمعات يؤدي إلى إثارة القلق تجاه الأشخاص المنحدرين من أصل عربي، لذلك يساهم انتشار اللغة العربية في مواجهة هذا الاتجاه الذي يؤدي إلى تبني خطاب سام ضد الآخر وقد صار متصاعدا في بعض المجتمعات.

وقال الدكتور القاسم إن "النهوض باللغة والثقافة العربيتين عنصر حاسم لتعزيز التنوع الثقافي وتعزيز الجهود في إطار الدعوة إلى عالم أكثر سلما، ويمكن أن تكون بمثابة فرصة مناسبة لمواجهة ظواهر انتشار الكراهية والتعصب والعنصرية والخوف من الآخر الذي غالباً ما يستهدف الأفراد المنتمين إلى أصول عربية". 

ودعا رئيس مركز جنيف في ختام كلمته إلى زيادة الحوار العابر للثقافات بين المجتمعات والشعوب في جميع أنحاء العالم، وقال: "في الوقت الذي أصبح فيه الخوف من الغريب هو القاعدة في بعض المجتمعات فإن الابتهاج بالآخر والاحتفاء بالتنوع مطلوبان أكثر من أي وقت مضى لمعالجة الأسباب الجذرية للتعصب في جميع أنحاء العالم، ولذلك نحتاج إلى تكثيف الحوار بين المجتمعات والحضارات والثقافات وداخلها، ونحن بحاجة إلى معرفة مزيد عن بعضنا من أجل مواجهة تحديات الجهل والشك التي عملت على عزل المجتمعات"، مؤكدا أن "النهوض باللغة والثقافة العربيتين عنصر حاسم لتعزيز الوحدة في ظل التنوع".