مظاهرات فلويد من الشوارع للملاعب.. وفيفا ينحاز لـ"المنطق"
المظاهرات المعترضة على مقتل الأمريكي جورج فلويد تنتقل من الشوارع إلى ملاعب كرة القدم.. والفيفا ينحاز للمنطق.. تعرف على التفاصيل
مظاهرات عديدة شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة الماضية، بعد مقتل الأمريكي ذي الأصول الأفريقية جورج فلويد على يد شرطي، غير أن هذه المظاهرات لم تقف عند هذا الإطار، وإنما انتقلت إلى الملاعب الرياضية.
وتسبب شرطي أمريكي في مقتل جورج فلويد، الرجل الأسمر البالغ من العمر 46 عاما، بعدما جلس بركبته على وجهه في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا، شمال الولايات المتحدة الأمريكية، متجاهلا شكواه من عدم القدرة على التنفس، الأسبوع الماضي.
ملاعب البريمييرليج
ومن أبرز الملاعب التي شهدت تلك التظاهرات ملاعب الدوري الإنجليزي الممتاز، لا سيما لنادي ليفربول، بطل النسخة الماضية من دوري أبطال أوروبا، والذي كان قريبا من التتويج بالنسخة الحالية من المسابقة.
لاعبو ليفربول جلسوا على على ركبتهم قبل بداية المران، الإثنين، في إشارة إلى تضامنهم مع فلويد، قبل أن يقوم النادي بنشر الصورة عبر حسابه الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولم يكتفي النادي بهذا الأمر، حيث شارك العديد من لاعبي الفريق تلك الصورة عبر حسابهم الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
الخطوة نفسها لجأ إليها نادي تشيلسي الإنجليزي، الثلاثاء، حيث جلس اللاعبون على ركبتهم قبل بداية المران، ليقوم النادي بنشر الصورة عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.
كما تناقل عدد من اللاعبين الصورة عبر حساباتهم على موقع "تويتر"، في إشارة إلى التضامن مع فلويد.
ملاعب "البوندسليجا"
الأمر لم يتوقف عند حد التدريبات، حيث ظهرت تلك الحالة من التعاطف في المباريات الرسمية بالدوري الألماني، لا سيما وأنه الدوري الوحيد الذي عاد من دوريات أوروبا الـ5 الكبرى.
الأمريكي ويستون ماكيني، لاعب فريق شالكه، أظهر اعتراضة على الأمر خلال مواجهة فيردر بريمن، في الجولة الـ29 من الدوري الألماني، السبت الماضي.
وارتدى اللاعب صاحب الـ21 عاما شارة على ذراعه تحمل عبارة "العدالة لجورج"، خلال المباراة التي خسرها شالكه على أرضه أمام فيردر بريمن بهدف دون رد.
ونشر الموقع الرسمي لشالكه صورة ماكيني وهو يرتدي الشارة تحت عنوان "العدالة لجورج".
الفرنسي الأسمر ماركوس تورام، لاعب بروسيا مونشنجلادباخ، شارك هو الآخر في الاعتراض على تلك الواقعة، من خلال احتفاله بهدفه في شباك يونيون برلين، الأحد الماضي.
ماركوس، نجل ليليان تورام نجم برشلونة الإسباني الأسبق، سجل الهدف الثاني لفريقه في الدقيقة 41، خلال المباراة التي انتهت بفوز الفريق 4-1.
وبعد الاحتفال مع زملائه، جلس تورام على ركبته لبضع ثواني في مواجهة منطقة الجزاء، في إشارة إلى الطريقة التي قُتل بها جورج فلويد.
ونشر الحساب الرسمي للنادي الألماني صورة اللاعب عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر"، وكتب عليها: "ليست هناك حاجة للشرح".
الأمر نفسه كرره الإنجليزي جادون سانشو، نجم بروسيا دورتموند الألماني، خلال الفوز على بادربورون 6-1، في نفس الجولة.
ورفع سانشو قميصه ليظهر الجملة المكتوبة بأسفله، والتي كانت: "العدالة لجورج فلويد"، ليحصل على بطاقة صفراء بسبب رفع القميص.
غير أن ذلك لم يمنع نادي دورتموند من نشر الصورة عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر" لدعم موقفه، والتأكيد على رفض العنصرية بكل أشكالها.
وحرص المغربي أشرف حكيمي، ظهير دورتموند، على إظهار الدعم هو الآخر، بعد تسجيله هدفا في نفس المباراة.
تهديد بالعقوبات
البعض اعتبر أن تلك اللافتات والقمصان التي أظهرها لاعبو الدوري الألماني تمثل إشارات سياسية، وهي الإشارات الممنوعة في ملاعب كرة القدم، وفقا لبيان الاتحاد الألماني للعبة.
وقال اتحاد الكرة الألماني أنه يحظر إصدار أي بيانات سياسية بشكل علني، على الأقل تلك التي لم تحصل على موافقة سابقة، مثل حملات مناهضة العنصرية، حتى لو لم يعاقب حكم المباراة مرتكب الواقعة.
وقال راينر كوخ، نائب رئيس اتحاد الكرة الألماني: "جزء من هذا التدقيق يهدف إلى التحقق مما إذا كانت المباريات داخل الملعب المكان المناسب لمثل هذه التصرفات".
وأضاف "بما أن القضية دولية، فاللعبة نفسها ينبغي أن تبقى خالية من البيانات السياسية أو رسائل من أي نوع، العمل العادل والتنافسي داخل الملعب ينبغي أن يبقى مصدر التركيز".
الفيفا ينحاز للمنطق
في المقابل، طلب الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" من منظمي المسابقات المحلية استخدام المنطق مع اللاعبين، بخصوص رسائل الاحتجاج على مقتل جورج فلويد.
ورغم حظر استخدام أي عبارات أو صور سياسية أو دينية أو شخصية، إلا أن "الفيفا" أصدر بيانا، الثلاثاء، أكد فيه أنه يتفهم عمق المشاعر والمخاوف التي عبر عنها الكثير من لاعبي كرة القدم، في ظل الظروف المأسوية لقضية جورج فلويد.
وأضاف الفيفا أن تطبيق لوائح اللعبة تعتبر مسؤولية المنظمين، مثل روابط الدوري، قائلا إنه يجب استخدام المنطق والأخذ في الاعتبار السياق المتعلق بالأحداث.
وتابع: "أكد الفيفا مرارا أنه ضد العنصرية والتمييز بأي شكل وعزز مؤخرا لوائحه الانضباطية في محاولة للمساعدة على التخلص من هذه التصرفات".
وأتم: "أطلق الفيفا نفسه العديد من الحملات لمكافحة العنصرية، والتي تحمل باستمرار عبارة مكافحة العنصرية في المباريات التي تقام تحت رعايته".