جورج قرداحي.. مسيرة سياسية مليئة بالتناقضات
فاجأت تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي الرأي العام في لبنان خصوصاً فيما يتعلق جهود السعودية والإمارات في اليمن.
ولكن بعد البحث في التصريحات السياسية للإعلامي اللبناني الشهير خلال السنوات الأخيرة، يتضح أنها تتسم بالتخبط والتناقض الغريب.
ففي عام 2018، وأثناء مقابلة على تلفزيون "حزب الله" قناة المنار، اختار قرداحي حسن نصر الله كشخصية العام في لبنان "بلا منازع".
كلام قرداحي أفقده عمله "أم بي سي"، التي فسخت التعاقد معه، ولكن بعدها تحسنت علاقتها معه وجرت مصالحة وتكريمه ضمن فعاليات "صناعة الترفيه في موسم الرياض"، في 2019 ، وكشف عن أنه تلّقى دعوة لزيارة السعودية مرتين من الأمير محمد بن سلمان.
ولم تمر سنة على تصريحاته السابقة حتى أعلن أن لبنان بحاجة الى شخص يشبه الأمير محمد بن سلمان ليحكمه، وأيد بطريقة غير مباشرة اتفاقات السلام التي عقدتها الدول العربية مع إسرائيل.
وكان الموقف الأبرز الذي أطلقه ضد سلاح "حزب الله"، بعد أن كان داعما له إلى أقصى الحدود ومعجب به، ليعود ويشير إلى أنه على قيادة حزب الله و"حسن نصر الله " أن يجلسوا ويعيدوا النظر والقراءة فيما إذا كان السلاح عائق أمام قيام الدولة اللبنانية.
كما أن لقرداحي العديد من المواقف المثيرة للجدل أبرزها مواقف عنصرية من أصحاب البشرة السمراء لا زالت تتفاعل في العالم وتثير جدلاً.
وقبل تعيينه وزيراً علق قرداحي على الأزمة التي أحدثها وزير الخارجية اللبناني شربل وهبة بتصريحاته ضد السعودية، وطالبه بالاستقالة، مؤكداً أنه ليس أهلاً لهذا المنصب.
وقال قرداحي يومها: "السيد وزير خارجية لبنان، أنت لست أهلاً لهذا المنصب، فإذا كانت لديك كرامة تفضل بتقديم استقالتك.. سمعنا كلامك، فيه انفعال وفيه رعونة ولا يليق بوزير خارجية، ولا يليق بلبنان".
وقد أعاد النشطاء اللبنانيون اليوم تغريداته حول تصريحات شربل، وطالبوه بالسماع لنفسه.
ومنذ دخوله إلى وزارة الإعلام اللبنانية، لم تخل إطلالة له من تصريح مثير للجدل، فتارة يطالب بالتوقف عن استقبال المعارضين للحكومة لأن تصريحاتهم تخرب البلد، وطوراً يطالب برقابة على وسائل التواصل الاجتماعي بحجة منع السباب، إضافة إلى العديد من التصريحات الصادمة وخصوصاً أنها صادرة عن إعلامي مخضرم، يفترض أن يكون مدافعاً أولاً عن الحريات في لبنان.
ولا بد من الإشارة إلى أن قرداحي عيّن وزيراً من حصة رئيس "تيار المردة"، ولو حصلت الانتخابات النيابية عام 2013 ربما كان نائباً في كتلته بعدما تقدم بترشيحه رسمياً لهذه الانتخابات في حينها.
ولم يعرف أحد كيف انتقل قرداحي من حضن "رئيس الجمهورية اللبناني" إلى حضن "المردة".