«جنرال بوتين» يثير الجدل.. أين اختفى رئيس الأركان الروسي؟
أثار اختفاء رئيس الأركان العامة الروسي فاليري غيراسيموف التساؤلات والتكهنات خاصة بعد شائعات عن مقتله في أعقاب ضربة شنتها أوكرانيا على شبه جزيرة القرم والتي لم يرد عليها الكرملين.
ومنذ 4 يناير/كانون الثاني الجاري، بدأ مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في التساؤل عن مكان وجود غيراسيموف، المسؤول عن العمليات الحربية الروسية في أوكرانيا، والمعروف بـ"جنرال بوتين" حسبما ذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وقالت المجلة إن التساؤلات انتشرت بشكل كبير بعدما أعلنت كييف استهدافها لموقع قيادة عسكرية روسية بالقرب من سيفاستوبول ووحدة عسكرية بالقرب من مدينة يفباتوريا، في ضربات منفصلة على شبه جزيرة القرم.
وأشارت إلى انتشار شائعات لم يتم التحقق منها حول مقتل غيراسيموف حيث تداول مستخدمو موقع إكس للتواصل الاجتماعي (تويتر سابقا) وموقع تليغرام صورة مزعومة لرسالة نشرتها قناة روسية على تليغرام تضم أكثر من 34 ألف مشترك.
وجاء في الرسالة "وفقًا للبيانات الأولية، قُتل غيراسيموف، الذي كان في مركز قيادة بالقرب من سيفاستوبول وقت الهجوم على شبه جزيرة القرم".
ومع ذلك، قالت "نيوزويك" إنها أجرت بحثا حول هذه الرسالة واكتشفت عدم وجودها بالفعل على قناة تليغرام المشار إليها.
ورغم عدم وجود دليل ملموس يشير إلى مقتل غيراسيموف إلا أن صمت الكرملين بشأن الشائعات طوال الأسبوعين الماضيين أثار الشكوك التي عززها غياب غيراسيموف.
وبحسب وكالة أنباء ريا نوفوستي التي تديرها الدولة، فإن آخر مرة ظهر فيها غيراسيموف علنًا كانت في 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي، عندما جرى تصويره وهو يقدم جوائز الدولة لأفراد عسكريين "تميزوا" خلال السيطرة على مارينكا في منطقة دونيتسك.
ومنذ ذلك الوقت لم تنقل وسائل الإعلام الحكومية أي أخبار عن رئيس الأركان العامة كما أنه لم يظهر بشكل علني.
والأحد الماضي نشرت صحيفة "كييف بوست" مقال رأي بعنوان "أين الجنرال غيراسيموف ولماذا يهم؟" كتبه العقيد المتقاعد بالجيش الأمريكي جوناثان سويت والخبير الاقتصادي السابق مارك توث.
وبحسب المقال فإنه على الرغم من الشكوك حول وفاة غيراسيموف، إلا أن "غيابه المستمر عن المسرح العام وصمت موسكو بشأن وضعه" تعد أمورا مثيرة للاهتمام.
واعتبر كاتبا المقال أنه من "الغريب" أن الكرملين لم يرد على شائعات مقتله في شبه جزيرة القرم، مقارنة بنفيه السريع لوفاة الأدميرال فيكتور سوكولوف في هجوم على مقر أسطول البحر الأسود في 22 سبتمبر/أيلول الماضي.
وقالا إنه"من المحتمل أن يكون الصمت المستمر من جانب الكرملين معبراً. هل يشعر بوتين بالقلق من أن كييف تستهدف قيادته العليا بشكل نشط؟".
وهذه ليست المرة الأولى التي يغيب فيها غيراسيموف عن المشهد وسط سيل من التكهنات ففي العام الماضي، غاب الرجل لأسابيع بعد التمرد الفاشل الذي قاده رئيس مجموعة فاغنر الراحل يفغيني بريغوجين في 24 يونيو/حزيران الماضي.
وفي تلك الفترة، انتشرت شائعات حول مكان وجود الجنرال، مع تكهنات البعض حول ما إذا كان قد جرى فصله في ظل دعوة بريغوجين إلى استقالة غيراسيموف ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بسبب طريقة تعاملهما مع الحرب في أوكرانيا.
لكن الكرملين سارع إلى نفي تلك الشائعات، ونشر مقطع فيديو يظهر غيراسيموف وهو يؤدي واجبه في أوكرانيا بعد أسبوع فقط من انتشار الشائعات.